• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اللهم...أني صائم .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

اللهم...أني صائم

دخل علينا رمضان ونحن نتهيأ للترحيب به،درجة الحرارة المرتفعة والكهرباء التي يصدرها العراق الى خارج البلاد انهكت المواطنين العراقيين فلجأوا الى المهفّات!!،كل شيء معدٌّ لدخول رمضان،الالسن الطويلة بحاجة الى تقصير حتى لاتطول الحرامية والسراق والقتلة وتقاعد النواب،بينما المواطن الحريص على الشتم يقول(لاغيبة لفاسق!)،جميع الامور متناسقة مثل شدة ورد،رمضان كريم الهي يقابله العراقي بغضب زائد والجائزة الكبرى فيه ان تصل نهاية الشهر وأنت لم تصب بنوبة قلبية او جلطة دماغية بسبب مايجري حولك من تفاهات عراقية!.

بدأ النواب والسادة المسؤولون ببعثرة اموالهم في العزائم والولائم،الكل يعزم نفس الوجوه التي تمتلك الكارت الازرق بينما المواطن العادي ياكل هوا،العمائم المتطايرة على المنابر الخاصة في بيوت المسؤولين وجميع مواهب الخطيب في النعي من اجل سرقة دمعة ولو بالغلط تنزل من عين مسؤول هو اقصى مايريد نيله الخطيب الحسيني هناك،بينما المواطن العادي(يذب لحم) في المجالس الشعبية وكأنه هو من قتل الحسين ع ويريد تطهير روحه في البكاء على ذنبه!.

رمضان قسمة بين نقي طاهر وبين شقي عاهر،الاول يريد ان يظهر رمضان بالوجه الذي عرفناه من خلق وتسامح،والثاني يريد استغلال هدوء الثورة النفسية التي يكذب العراقي على نفسه بانه يشعر بها،الاول يذهب الى الرحمن بينما الثاني يتمرغل في احضان الشيطان.

العوائل جميعها مكنّكة بفضل الانتريت والواي فاي،والاعلام دخل حتى في اختيار الملابس الداخلية والحفاضات النسائية،الضيوف يسألون عن الباسوورد قبل ان تقول لهم:الله بالخير!!،من حق الجميع ان يكون على اطلاع مع العالم المتغير الذي يحيط به،الافخاذ والمؤخرات التي تتطاير امام عينيك في جميع المسلسلات(حتى الدينية!) تجعلك اشبه بمصاب بطلق ناري وهو يركض من (حرارة الصواب!)،الفساتين التي يتم العمل عليها 11 شهرا يتم اطلاقها على جسد الفنانات في شهر واحد من اجل اثبات حضورهن في ذاكرة المشاهد،الشعوب نسيت الثورات وانشغلت باجساد الراقصات،الاعلام اول المفطرات في هذا الشهر الفضيل لانه لايملك سوى التفاهة في الطرح والكذب والجرأة على الله،ماتت الموضوعية تحت بند رضا صاحب القناة الذي ربما كان يلط الويسكي عند الفطور،بينما يبقى المواطن وحيدا ومحاصرا بالكهرباء الميتة والعازة وجشع التجار ووجوه المسؤولين والقتلة والحرامية ومؤخرات الفنانات الراقصات المحجبات على ان يتم صيامه الى الليل وان لايفتح فمه الا بالعبارة الماركة: اللهم اني صائم!!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33614
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14