أن يُبهم الإنسان إسما أو يخفي فضيلة ولا يخبر عنها ، قد تكون المسألة طبيعية نظرا لتحامل هذا الشخص فيُحاول أخفاء أشياء لا يرغب أن يسمعها تروى لفلان أو فلان .
كثيرا ما استخدم المتحاملون والذين يُناصبون العداء لبعض الشخصيات ، استخدموا اسلوب اقصاء هذه الشخصيات وابهام اسمائها وحجب فضائلها . وقد رأيت قبل كتابة هذا البحث وأثناء بحثي عما يعضده الكثير من الكتب المعتبرة لدى المسلمين تقوم بإبهام اسماء بعض المنافقين تسترا منها عليهم . او ابهام بعض اعمال واقوال الصالحين بغضا لهم . فيقول الرواي : قال فلان ، وعن فلان او فلان . وقال فلان كذا وكذا ، طبعا وهذه طريقة غير نزيهة وهابطة جدا أن تزعم انك مثلا مؤرخ منصف محايد ثم تقوم بنسف فضائل الناس واخفاء مآثرهم وكتم حديثهم والإشارة إليه بكلمات مبهمة . ما هكذا الامانة . وعلى سبيل المثال نورد بعض الشواهد على ذلك والتي أراها ضرورية كمدخل للبحث .
روى البخاري في صحيحه ( ج8 ، ص 19 ، 6067 ، ط1 ، دار طوق النجاة عن عائشة، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً)).
من هما فلان وفلان ؟؟ أكيد أن النبي ذكر اسمائهم ولكن لماذا قام الراوي بحجب اسمائهم ؟ وبعد البحث وجدت أنهما من المنافقين . قال الليث: ((كانا رجلين من المنافقين)). فهل يوجد أقذر من عملية اخفاء منافقين يُكيدون للدين ويشكلان خطرا عليه من الداخل. هل التستر هنا منطقي ؟ وهل أن هذا الراوي اخفى اسماء منافقين ذكرهم نبيه ، حبا بهم أم انهم من قبيلته ؟
مثال آخر :
قال الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 200 ، ط دار هجر(( عن أبي مسعود قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن منكم منافقين فمن سميت فليقم قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان حتى عد ستة وثلاثين، ثم قال: إن فيكم منافقين فسلوا الله العافية . قال: فمر عمر برجل (متقنع) وقد كان بينه وبينه معرفة فقال: ما شأنك؟ فأخبره بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بعدا لك سائر اليوم)).
فلماذا اخفى الراوي اسماء هؤلاء المنافقين بعد أن ذكرهم نبيه وعددهم بالاسماء وامرهم بأن يقفوا وسط الجموع ليعرفوهم ويحذروهم؟؟؟ أهكذا هي امانة النقل ؟
ولم تكن خيانة الامانة في ابهام الأسماء فقط . لا بل حتى في ابهام الاخبار ، فقد ابهموا ماذا قال نبيهم وهذا خطير جدا طبعا أن يُخفى قول نبي .
البخاري في صحيحه ج4ص1904ح4693 ، حديث رقم 4692: عن زر قال : ((سألت أبي بن كعب قلت : يا أبا المنذر ! إن أخاك ابن مسعود يقول : ((كذا وكذا)) ، فقال أبي : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : ((قيل لي)) ، ((فقلت)) . ((قال)) : ((فنحن نقول)) كما قال رسول الله)). ما هذا ما هذه الأحاجي ما ذنب المسلم وهو يقرأ هذه الألغاز : أبن مسعود يقول كذا وكذا ! سألت رسول الله : قيل لي ! قال : ونحن نقول كما قال رسول الله. ولكن ماذا قال رسول الله ؟؟ لا أحد يدري .
ولعل الأخطر من ذلك كله هو أبهام اسماء بعض الشخصيات التي لها تأثير مصيري على الإسلام حيث نرى بعض الاحاديث تقطر بغضا عجيبا على بعض الشخصيات وإليك مثال واحد على ذلك.
روى البخاري في صحيحه قال : قَالَتْ عَائِشَةُ : ((لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ وَكَانَ بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَرَجُلٍ آخَرَ)). فمن هو هذا الرجل الآخر ولماذا ابهمت عائشة اسمه ؟
الأمثلة على ذلك كثيرة ولكنها تبقى طريقة توارتية يهودية من اين جاء بها البخاري وبقية الصحاح ؟ وسوف نُثبت ذلك من الكتاب المقدس ونُثبت بأن اليهود فعلوها قبل البخاري ومسلم وغيرهم .
، ولكني أريد أن اصل من خلال ذلك إلى ما هو أخطر .
إذا كان الأشخاص يتحاملون بعضهم على بعض فيكتمون الفضائل ويُبهمون الاشخاص ويُرمّزون الأقوال فهذا من الطبائع البشرية. ولكن ما بالنا نرى الرب الله يفعل ذلك ؟؟!!
من يُصدق أن يقوم الرب الله بإبهام الاسماء أيضا والتعمية في الأقوال . هل يخشى الله من أحد ؟ هل هو ضعيف يخشى الناس لا نعلم تفسيرا لتصرف الله بهذه الطريقة البشرية الصرفة .
تعالوا لنضرب العمود الفقري للكتاب المقدس ولربما ستكون هذه المرة القاضية التي لا جواب للاباء عليها والتي تعكس امرا خطيرا جدا وهو تأثير اليد البشرية على هذا الكتاب ((المقدس)).لا بل أن ما سوف نذكره يؤكد لنا ومن دون ادنى شك بأن الكتب المقدسة ما هي إلا كتب أحاديث وسيرة وليست كتب مقدسة منزلة من الله وهي تتشابه كثيرا مع كتب الصحاح الموجودة عند المسلمين فلا فرق بين التوراة والإنجيل وصحيح البخاري ومسلم وغيره من كتب الصحاح والسيرة .وللقارئ الكريم أن يُقارن بين ما ذكرناه آنفا وما سوف يأتي ويخرج بالنتيجة الحتمية وهي أنه لا وجود لكتب مقدسة بل هي كتب للحديث والسيرة.
هل يستطيع الآباء المقدسين من رأس الهرم البابا نزولا إلى اصغر قس حديث العهد بمهنته أن يُجيب على هذا السؤال : لماذا ابهم الله الرب اسماء اشخاص ووقائع واحداث فهل كان الرب يخاف من أحد ؟ أم ماذا ؟
طبعا قبل كتابتي لهذا البحث ، حملت هذه الآيات من الكتاب المقدس وذهبت إلى أحد الآباء المقدسين وسألته : ماذا يعني قول الرب في سفر راعوث 4 : 1 ((فَصَعِدَ بُوعَزُ إِلَى الْبَابِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. وَإِذَا بِالْوَلِيِّ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ بُوعَزُ عَابِرٌ. فَقَالَ: مِلْ وَاجْلِسْ هُنَا أَنْتَ يَا فُلاَنُ الْفُلاَنِيُّ)).
من هو فلان الفلاني ومن الذي دوّن هذا النص هنا هل البشر أم الرب عن طريق الوحي؟
فنظر لي الأب نظرة المنكسر حتى كدت اشفق عليه . ثم قال لي : يا بنتي أنا قلق عليك لقد كثُر الكلام عليك واخشى عليك . مالك وهذه الاشياء .
قلت له : يا قداسة الأب اتمنى أن ترشدني إلى من نذهب إذا حصل عندنا اشكال في كتابنا المقدس؟
قال : أني احذرك . بحثك الأخير عن ((صلاة يسوع)) احدث لغطا بالغا وانهالت التساؤلات من هنا وهناك ، إلى أين تريدين ان تصلي ؟ ثم انقلبت عينيه واخذ ينظر لي بشكل غريب حتى خلت أن شيطانا في داخله ثم صرخ في وجهي : اخرجي من هنا واتركينا بحالنا.
هذا ما حصل في كتاب يزعم آبائنا المقدسين انه (( كله موحى به من الله الرب)) . واليكم هذه الباقة الصغيرة من هذه الإبهامات الخطيرة في الكتاب المقدس وما أكثرها .
جاء في سفر صموئيل الأول 21: 2 ((فَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ: إِنَّ الْمَلِكَ أَمَرَنِي بِشَيْءٍ وَقَالَ لِي: وَأَمَّا الْغِلْمَانُ فَقَدْ عَيَّنْتُ لَهُمُ الْمَوْضِعَ الْفُلاَنِيَّ وَالْفُلاَنِيَّ )). ما هذا الموضع أين يقع لماذا لم يذكره الوحي هل نسى الله اسم هذا المكان ؟
جاء في سفر الملوك الثاني 6: 8 ((وَأَمَّا مَلِكُ أَرَامَ فَكَانَ يُحَارِبُ إِسْرَائِيلَ، وَتَآمَرَ مَعَ عَبِيدِهِ قَائِلاً: فِي الْمَكَانِ الْفُلاَنِيِّ تَكُونُ مَحَلَّتِي)). أين هذا المكان ؟
وجاء في سفر يشوع بن سيراخ 37: 1 ((كل صديق يقول لي مع فلان صداقة لكن رب صديق انما هو صديق بالاسم)). من هو فلان ، ولماذا ابهم اسمه ؟
وجاء في سفر دانيال 8: 13 ((فَسَمِعْتُ قُدُّوسًا وَاحِدًا يَتَكَلَّمُ. فَقَالَ قُدُّوسٌ وَاحِدٌ لِفُلاَنٍ الْمُتَكَلِّمِ)). من هو هذا فلان المتكلم ؟؟
وفي الإنجيل فقد ذكرإنجيل متى 26: 18 قال : ((فقال يسوع أذهبوا إلى المدينة، إلى فلان وقولوا له : المعلم يقول)). من هو فلان ولماذا لم يذكر يسوع المسيح اسمه هل يخاف منه اهو انسان ردئ ، أم انسان جيد.
وفي سفر القضاة 18: 4((فَقَالَ لَهُمْ: كَذَا وَكَذَا عَمِلَ لِي مِيخَا)). ماذا عمل له ميخا ماذا يعني قوله عمل لي كذا وكذا ؟؟؟
وفي سفر صموئيل الثاني 12: 8 ((وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذلِكَ قَلِيلاً، كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا)). ماذا ازاده وماذا يعني قوله : كذا وكذا ؟
وفي سفر الملوك الأول 14: 5 ((وَقَالَ الرَّبُّ لأَخِيَّا: هُوَذَا امْرَأَةُ يَرُبْعَامَ آتِيَةٌ لِتَسْأَلَ مِنْكَ شَيْئًا مِنْ جِهَةِ ابْنِهَا لأَنَّهُ مَرِيضٌ. فَقُلْ لَهَا: كَذَا وَكَذَا)). ماذا امره أن يقول لها وماذا يعني قل لها : كذا وكذا ؟؟
وفي سفر الملوك الثاني 5: 4 ((فَدَخَلَ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ قَائِلاً: كَذَا وَكَذَا قَالَتِ الْجَارِيَةُ الَّتِي مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ)).
وفي سفر الملوك الثاني 9: 12 ((فَقَالَ: بِكَذَا وَكَذَا كَلَّمَنِي قَائِلاً: هكَذَا)).
وفي سفر صموئيل الثاني 17: 15 احترت في تفسير ما فيه ولم افهم شيئا لأن الرب في هذا النص تمادى كثيرا في الابهام والإيهام واوقع الناس في حيرة كبيرة حيث أني كلما سألت احد من الآباء اعرض عني وهو يهمهم بكلمات لا أفهما ابهام في ابهام يقول الرب في سفر صموئيل الثاني : ((وَقَالَ حُوشَايُ لِصَادُوقَ وَأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنَيْنِ: كَذَا وَكَذَا أَشَارَ أَخِيتُوفَلُ عَلَى أَبْشَالُومَ وَعَلَى شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَكَذَا وَكَذَا أَشَرْتُ أَنَا)).
ماذا تفهمون أيها لآباء المقدسين من هذا النص ؟؟ قال حوشاي كذا وكذا ، واشار اخيتوفل بكذا وكذا .. ما هذا افيدونا يرحمكم الرب وارفعوا عنا الحيرة .
، كندا . |