ليست مصر وحدها من تثور ضد من ظنوا انفسهم انهم الاوصياء على دين الله ومن ارادوا تحريف الكلم عن مواضعه ومن استخدموا الدين شعارا براقا للتضليل والظلم والجهل والاقصاء والقتل والذبح وتفتيت وتمزيق واضعاف امة رسول الله ... انها انتفاضة امة باكملها وبكل اطيافها ومشاربها وبصوت واحد وعبر زمن قصير جدا في عمر التاريخ والانظمة الحاكمة والحركات السياسية المتسلطة ضد هذه المجاميع الضلالية الغريبة عنا والوقحة والمتمادية في كذبها ودجلها وبشاعة افكارها وممارساتها وخيانتها للدين والامة .. والسبب بسيط جدا لان الاسلام هو دين الله تعالى وهو الحافظ له وهو القوي المهيمن والسميع البصير الذي لا راد لحكمه وارادته و لا تبديل لسنته وهو الحي القيوم النافذ امره والناصر لعباده المؤمنين المستضعفين و الاتقياء وقد اخطا هؤلاء المجرمون الكذابون المنحرفون اصحاب المفخخات والترويع والارهاب والاحقاد والتطرف والجهل اذ جعلوا انفسهم في مواجهة ربهم العظيم ومواجهة رسوله وامته المؤمنة به وبشرعه وقيمه واخلاقه ….. فاي غبي هذا وكم هو جاهل ومغفل من ظن ان الله تعالى يقبل ان يرفع اسمه في ميادين الذبح والقتل الجماعي والتمثيل بالموتى وتدمير البيوت والصوامع والجوامع والمدن والساحات واي حقير هذا من ظن ان الله بعظمته يهون عليه دماء الابرياء واشلاء الضحايا ودموع الثكالى واليتامى والارامل وخوف الاطفال والنساء والمستضفين من الناس وما اعمى بصيرته واشد ظلاميته من لم يرى نور الله ورحمته ورافته وحكمته وانساق في غيه فاغتصب الحقوق وكمم الافواه وسرق تراث الامة وعطل ارادتها وفرق صفوفها ووضع يده بيد المستكبرين اعداء الامة والدين يمهد لهم الطريق للفتك بها وتدمير بلدانها ….. فمن كذب على الله ورسوله وانبيائه ورسله وملائكته واتى باحكام وشرائع وقيم وسلوكيات واخلاقيات ليست من الدين ورسالات الانبياء ومن ادعى القيمومة على الدين ظلما وجهلا وسخره لهواه ومراميه وكفر من سواه فلياذن بحرب من الله وغضبه وسخطه وسيلقى عذابا عظيما في الدنيا والاخرة … ان كل جماعة وحزب وحركة تظن نفسها ممثلة للاله العظيم وانها بمقام نبيه ورسالته وانها لسان الوحي ومصداق العصمة ولا قول للحق الا عندها وكل ما عداها باطل وضلال ولا تمثيل للدين الا في المنتمين لها وفقط ولا غير فقد جعلت من نفسها عدوة لله ولرسوله وللمؤمنين فشرعة الله لا يؤتمن عليها الا من اصطفاهم الله وعصمهم وايدهم وزكاهم وطهرهم تطهيرا وجعلهم انبياء واوصياء باذنه واتاهم من العلم والحكمة والكمال ما لا يكون لسواهم …. وعجبا والله لمن لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولمن هو من الضعف مخلوق وفي الذنوب مكبل ولم يؤتى من العلم الا قليلا ان يدعي لنفسه الكمال والقوة والنيابة والخلافة بل وما يشبه النبوة والجعل الالهي والتوكيل عن الله … وهذا هو حال من نصبوا انفسهم في زماننا قيمين وموكلين بدين الله والدين منهم براء فاستزلهم الشيطان ولم تبقى كبيرة من الكبائر الا فعلوها ولا فاحشة الا اشاعوها ولا جهلا وجاهلية الا نشروها و لافتنة الا اشعلوها …. وهناك فارق كبير بين هؤلاء المتعصبين المتكبرين والحمقى من الذين نصبوا انفسهم دون وجه حق اوصياء ووكلاء عن الدين وبين العلماء المجتهدين الورعين الاتقياء الذين لا يزدادون الا تواضعا وخشية من الله ورحمة وحبا للناس وابتعادا عن الفتن والشبهات والاهواء والكبر والغلظة والاثرة والتسلط والرياء والذين لا يجدون الا في طلب العلم والعبادة والزهد ورفض البدع وفي الانفتاح على الاخر والتعاون والتوحد والتشاوروالسماحة ضالتهم داعين الله تعالى ومتوكلين عليه ان يصلح حالهم ويسددهم ويمن عليهم بالغفران والرحمة والحكمة والعون والتوفيق لمرضاته والنصر على اعدائه
ولو ابتعدنا قليلا عن المعنى والمحتوى الديني والنقاش في افكارهذه الفئة التي نصبت من نفسها ممثلة عن الدين وخليفة ورقيبا وحسيبا وتساءلنا عن خطورة ما ستؤول اليه امور الامة مجتمعة او في بلدانها المختلفة من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في ظل تسلطهم وجهلهم فماذا سنرى وما هي النتائج .. ولو اخذنا الاوضاع في مصر تحديدا كمثال على ذلك فما المتوقع ان يحدث فيها وكيف ستؤول الامور فيها وما دور هذه الجماعات في الاحداث القادمة ….. بالتاكيد سوف لن يختلف المشهد والمخطط في مصر عنه في بقية بلداننا العربية كسوريا اوليببا او العراق ولبنان وغيرها فمحاولات هؤلاء وبالتعاون مع الدول الكبرى وبعض الدول الاقليمية ستكون باتجاهات محددة ومرسومة لهم لتحقيقها ومن اهمها
1- تمزيق الوحدة الوطنية في مصر وصولا لتفتيت الدولة واضعافها
2- اشعال الفتن الطاثفية فيها وصولا للحرب الاهلية
3- ضرب الجيش المصري واستنزافه وجره الى حرب مدن مدمرة وكارثية
4- التخريب الاقتصادي الشامل وتخريب البنى التحتية للدولة المصرية
5- تمكين القوى الكبرى والصهاينة من التدخل المباشر والهيمنة على مصر بعد تدمير جيشها ومدنها وبنية الدولة فيها
6- الفوضى الامنية والسياسية الشاملة واستحالة معالجة الاوضاع الداخلية فيها مع استهداف كل النخب العلمية والادارية والسياسية والثقافية والعسكرية
7- اخراج مصر تماما من دورها الاقليمي والدولي الفاعل والمؤثر ومن معادلة الصراع مع العدو الصهيوني
8- تحقيق الهدف الاستراتيجي للصهاينة باضعاف الامة من خلال اضعاف مصر والغاء دورها المحوري والرثيسي في استنهاض وتوحيد هذه الامة
وسوف يرى الجميع ان حركة الاخوان المسلمين وبقية الحركات السلفية والجهادية ستعمد الى تاجيج الاوضاع في مصر ولن تسعى لاي حلول وطنية وعقلانية ولن تستجيب لمطالب الشعب وقواه الوطنية المختلفة ومطالب القوات المسلحة وان الامور ستتجه نحو انزلاقات داخلية خطيرة ومتعمدة لتحقيق تلك الاهداف التي اشرنا الى بعضها وسوف تشهد الساحة المصرية الداخلية صراعات وتوترات عنيفة وقاسية وكل ذلك بسبب جهل وارتباطات هذه القوى بالدول الكبرى والاقليمية والمشروع الصهيوني المنفذ في المنطقة … ولكن رغم ذلك فان الشعب المصري بحركته وثورته المليونية الرائعة وقواه الوطنية المخلصة وجيشه الوطني الابي سوف يتمكن ان شاء الله تعالى من واد هذه الفتن واسقاط هذا المشروع والمخطط التامري الكبير على مصر وامتنا العربية
|