مازال نزيف الطف يروي ثرى الارض المضرجة بجراح الانسانية عند كل فاجعة تحل بالمؤمنين ومع كل صباح مضمخ بالدماء في زمن اصبحت الخيانة فيه شعاراً والظلم شيمة والتسلط على رقاب الناس عنواناً يعيدنا إلى هاوية الخوف والمآسي التي آلمت قلوباً زادها الله إيماناً وصبرا حينما قالت حسبنا الله ونعم الوكيل ولترجع تلك الغصة التي حبست انفاسنا منذ زمن بعيد وسيل الدمع المصحوب بالأنين ويتكرر ذلك الصوت الهادر الذي دوى في ربوع الارض(الا من ناصر ينصرنا) عند اطلاق شعارات الوهن والزيف - الوحدة الوطنية وتعزيز المشتركات بين الطوائف - من قبل جبابرة العصر وعبدة شهواتها يرددوها مع صرخة كل شهيد رمته سهام الغدر من خلف ستار الهدنة كما رمت ذلك الصغير في أرض الطفوف ليعاد المشهد المؤلم والسيناريو الحزين وتلك الشخصيات التي اجتمعت على سلب الحق في كل زمانٍ ومكان وعند كل مخاض للتأريخ ومع كل سكون وركود.
كفى وإلى متى يا عراق المكرمات يستمر دمع الضمير يروي ضمأ العطشى بالشجون في أرض الشموخ والكبرياء انهض ولملم بقايا اشلائك من ثنايا المكان واستجمع قواك وأرفع رأسك وضمد جراحك فقد حباك الله بعطايا وقدس أرضك وشرفها بأن جعلها مثوى لأئمة الهدى(ع) وزادها رفعةً وعلواً حين قدر لها أن تكون مقراً للإمام المهدي المنتظر(عج) وأنصاره في المستقبل القريب، سننتظر بشغف ذلك اليوم لنشهد سمو الحق بعد أن ينهض من سباته الطويل ليدمغ الباطل(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) وليبزغ فجر الحرية والصلاح ولتعلن بداية عهد جديد ملي بالحب والإخلاص والوفاء.