تستمر المواجهات بين قوات الجيش اللبنانيّ ومسلّحين تابعين للشيخ أحمد الأسير في أنحاء متفرقة من صيدا، بعد استشهاد 10 عسكريين وجرح نحو أربعين منهم وفق مراسل الميادين.
وأفيد عن مقتل وإصابة العديد من المسلحين خلال المواجهات التي انفجرت إثر مهاجمة مجموعة من مسلّحي الأسير حاجزاً للجيش بالرصاص في عبرا،
كذلك دارت اشتباكات بين الجيش ومسلّحينَ من تنظيم جند الشام عند أطراف مخيم عين الحلوة.
وكان الجيش اللبناني أحكم الطوق على محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا حيث يتحصن أنصار الأسير. وأعربت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها عن أسفها لسقوط عناصرها "برصاص مجموعة لبنانية وليس برصاص العدو الاسرائيلي".
وتابع البيان "لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية، وألاّ يردّ على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصا منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون.
لكن ما حصل في صيدا الأحد فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف".
ودعت قيادة الجيش "قيادات صيدا السياسية والروحية إلى التعبيرعن موقفهم علناً، فإما أن يكونوا إلى جانب الجيش، وإما أن يكونوا إلى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين".
وأشارت قيادة الجيش الى أنها لن تسكت عما تعرضت له سياسياً وعسكرياً، وأنها "ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسياً وإعلامياً."
من جانبه تابع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان تطورات الاشتباكات في صيدا، مشيراً الى ان الدعوات الى العسكريين للانشقاق عن وحداتهم والجهاد ضد الجيش "تصب في خانة مصلحة اعداء لبنان ولن تجد آذاناً".
وتابع سليمان بأن الجيش اللبناني "يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل لقمع المعتدين على المواطنين والعسكريين".
ودعا سليمان الوزراء والقادة المعنيين بالأمن، الى اجتماع يعقد صباح الاثنين في قصر بعبدا.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فقد أدان الإعتداء على الجيش داعياً إلى عدم اطلاق المواقف الإنفعالية.
من جهته، شدد رئيس الحكومة المكلف تمام سلام على حلّ الجيش اللبناني لما يجري في صيدا بالسرعة الممكنة.
أما النائب في البرلمان وليد جنبلاط فقال إنه "لا يمكن الطلب من الجيش التفاوض مع من قتل ضباطه وعناصره"، معلناً وقوفه إلى جانب الجيش اللبناني "لدرء الفتنة عن البلد".
وفي حين ترددت اشاعات عن حصول انشقاقات في صفوف الجيش اللبناني، نقلت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان عن مصدر عسكري قوله "إنه لا صحة لما تردد عن انشقاقات في صفوف الجيش".
وافاد مراسل الميادين بأن مسلحين ملثمين قطعوا الطريق عند البوليفار الغربي والشرقي لمدينة صيدا قبل أن تتوجه وحدات من الجيش اللبناني الى الموقعين، حيث عمدت الى فتح هاتين النقطتين الحيويتين.
وفي حارة صيدا أدى سقوط قذيفة هاون الى اصابة شخصين بجروح وتم نقلهما الى احدى مستشفيات صيدا للعلاج.
وشهد عدد من المناطق اللبنانية قطعاً للطرقات بالاطارات المشتعلة، قبل أن يعيد الجيش فتحها. |