• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرد القويم على: صلب المسيح وقيامته من خلال آيات القرآن الكريم ج7 .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

الرد القويم على: صلب المسيح وقيامته من خلال آيات القرآن الكريم ج7

وصل بنا الحديث إلى تفصيل استدلال حضرة الأب حنا اسكندر التي حاول أن يوازي بين ما في القرآن الكريم وما في الأناجيل الأربعة من خلال كلمة (السلام علي) التي شرحها (هنيئاً لي) ليبني عليه ما سماه: "الشرح الجديد".
للأسف فإنني حاولت جاهداً أن أصل للعلاقة فيما بين هذه الكلمة وبين كل هذا الشرح الذي وضعه حضرة الأب حنا اسكندر ولكن لم أجد من علقة ورابط، فكل ما قام عليه من شرح قام على تفسير باطل وكل ما قام على باطل فهو باطل. وذلك عدة أسباب منها:
أولاً: لقد أثبتنا أن الآية التي ذكرت تسليم السيد المسيح (عليه السلام) على نفسه حين الموت كان كلام عن اليوم الذي سوف يقبض الله تعالى فيه روحه، والتي سوف يسلمه الله عز وجل من بلاء الدنيا وموتة السوء الذي نقله حضرة الأب نفسه من تفاسير المسلمين.
ثانياً: لقد نقلنا لكم عقيدة المسلمين بنفي الصلب عن السيد المسيح (عليه السلام) من خلال الآيات التي نقلنها للقراء الكرام، وبذلك فإننا سوف نحمل الآية الكريمة التي يسلم المسيح (عليه السلام) على نفسه حين الموت له على تلك الأيات التي نفت عنه الموت صلباً، ولكن ترك السيد المسيح (عليه السلام) السلام على نفسه حين الموت ليوم يعلمه الله عز وجل.
ثالثاً: إن نقل عقيدة الصلب والموت من الأناجيل لا تعتبر داعماً ومؤيداً لما ورد في القرآن الكريم، وذلك أن المسيح (عليه السلام) وحسب القرآن الكريم وحسب الآية التي استشهد بها حضرة الأب حنا اسكندر كمثال على موت المسيح (عليه السلام) كانت حين ولادة المسيح (عليه السلام) وحين أنطقه الله عز وجل وهو طفل رضيع ما زال في القماط، فكيف لحضرة الأب حنا اسكندر أن يستشهد بهذه الحادثة التي لم ترد في الأناجيل الأربعة، والتي تنفي هذه المعجزة عن السيد المسيح (عليه السلام) التي برء الله عز وجل السيدة مريم (عليها السلام) من كل نقيصة. مع الأناجيل تقول أن السيد المسيح (عليه السلام): "كان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو2: 52). وأيضاً "كان الصبى ينمو ويتقوى بالروح ممتلئًا حكمة وكانت نعمة الله عليه" (لو2: 40). فلماذا لم تبدو هذه النعمة على السيد المسيح (عليه السلام) ونطق وهو رضيع كما هو الحال في القرآن الكريم، فإن كان حضرة الأب حنا اسكندر قد تفضل واستعمل القرآن الكريم لكي يثبت ما ورد في الأناجيل فالأولى به أن يقبل بما ورد في القرآن الكريم من نفي الصلب عن السيد المسيح (عليه السلام).
فلا معنى لهذا الشرح الجديد الذي أتى به حضرة الأب حنا اسكندر وهو كما قلنا هو باطل لا معنى له إلا أنه نقل لنا من الأناجيل الأربعة عن عقيدة الفداء وليس لها علاقة بالصلب، لأننا يجب أن نثبت الصلب أولاً ومن ثم نبحث نظرية الفداء وما إلى غيره من نظريات مسيحية.
من هنا فقد لفتني هذا المقطع الذي نقله حضرة الأب حنا اسكندر وأريد أن أناقشه:
" أراد المسيح أن يتّخذ طبيعتنا المعرّضة للموت لكي يحرّرنا من سلطان الموت. حقاً اضطرب أمام الموت، وابتهل إلى الآب القادر على إنقاذه منه، لكنه قبل هذه الكأس المرّة. طاعة لله أبيه حتّى الموت".
أقول:
إن المسيح حين ولد من بطن امرأة هذا يثبت أنه إنسان لا غير، وإلا فكيف لجزء من الإله أن ينفصل عن الأب وروح القدس لكي يتشكل على هيئة بشر، ولكي يكتسب علوم البشر شيئاً فشيئاً، وأن يمرض وأن يموت وبموته غاب عن الدنيا التي هي تحت ولاية الله عز وجل فإن الله والعياذ بالله قد فقد جزء منه، وما هي وظيفة كل جزء من هذه الأقانيم، وكيف للسيد المسيح (عليه السلام) أن يبتهل للرب أن ينقذه منه، وكيف قبل هذه الكأس المرة، فهل الذي يبتهل للأب فهل هذا الأب هو أعلى منه وليس جزء منه، فهل الأب من أراد موت أبنه لكي يفدي البشر أم أن المسيح (عليه السلام) نفسه هو الذي أراد فداء الناس، فإن كان الأب من أراد هذا الفادي وهو الأبن، طاعة لأبيه الذي قهره بالموت، فهل الأب يقهر جزء منه ويعذب جزء منه، وماذا حصل للأب هل تألم حين صلب الأبن أم كان سعيداً؟!
ما هذا؟! ومن أين هذا؟! وما هو العقل الذي يرضى بهذه المتناقضات التي لا يقبلها لا عقل ولا وجدان؟! فما لكم كيف تحكمون؟!
وأترك كل هذه التساؤلات في رسم القراء الكرام، فهل يمكن لنا أن نقبل أن كلمة (هنيئاً لي) أو (طوبى لي) تؤدي إلى كل هذه المتناقضات؟!
لذلك فإنني أستمهل القارئ الكريم إلى جزء آخر من الرد القويم..
أخوكم في الله..
العبد الفقير إلى الله..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32677
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13