قال لي صاحبي الرسام مؤيد محسن: ايام النضال السابق كانت الحلة تعيش عصرا مأساويا،كل الصباحات فاقدة للوعي والمساءات غافية،لم اكن املك سعر سيجارة واحدة لادخنها، هل يعقل ان كتلة من المواهب لاتملك سعر سيجارة واحدة!؟
كان ابو عبعبوب صاحب الدكان الوحيد الذي يمكن لي ان استلف منه السجائر بالدين،مع كل سيجارة كان يمارس ابو عبعوب معي كل ديكتاتوريته التموينية وكأنني استجدي منه،كا يقول لي بكلماته التي سقط منها حرف الشين والسين والكاف:
-ثوف مؤيّد انته موتل يوم ثلونك عمي... ثلونك خالي...عوف هاي التلاوات(الكلاوات!) اني ماجايب الجتاير من الثارع وانته تاخذهه بالبلاث!!.
يقول صاحبي مؤيد: كان أبو عبعوب متأثراً بشخصية صدام فقط كان ينقصه وجود شخصية مثل عبد حمود،في احد الايام وبعد ان بذلت ماء وجهي وانا استجدي منه سيجارة سومر فاجأني بأن أعطاني سيجارة(كريفن)،لم اصدق نفسي وأردت ان ابتلعها من دون تدخين،دخنتها غير مصدق وكأنني اتوسلها ان لاتنتهي،زاد من حدة مفاجآته التي قرنتها بمكارم الرفيق القائد الضرورة(سابقاً!) فاعطاني ثلاث سجائر دفعة واحدة دخنتها وانا اجيب عن اسئلته الكونية!.
-مؤيد انته مو رثّام؟
-اي آني رسام حجينه.
-اريدك ترثم لي على هاي جهة الحايط بالدكان "واقعة الثقيفة"كلهه! واني انطيك جكاير وحثّة تموينية كاملة!
-شني هاي السقيفة؟
-الثقيفة شبيك هاي الي اجتمعوا المثلمين من رجعوا من الحج،اريدك ترثم لي النبي ص واله وهو يرفع ايد الامام ع وهو لابث ثلاحه بالكامل،وترثم لي الي رضوا والي مارضوا،ارثم لي الخيول والبعران الي اخذوا منهه الرحال وثووهن منبر خاطر يصعد عليه النبي ص واله والامام علي ع،اريدك ترثم لي مشهد طبيعي للغدير والمي والشجر،اريد من اوزع الحثّة التموينية واباوع عليهه ابجي من القهر...
-ابو عبعوب الحايط مالك ملبوخ لبخ بالاسمنت،وانوب عرضه 3 امتار،وحتى اضاءة ماعندك،واني شلون تريد ارسم لك صورة النبي ص واله وعلي ع واني ماشايفهم؟ ادري عندك صورة...بعدين كَلّي...هيه السقيفة شنو؟
ذهب ابو عبعوب الى داخل البيت واخرج لي كتاب عن موضوع السقيفة الذي تركته في البيت اكثر من سنتين لم اقلّبه،لكني كنت متعمدا ان لاامر امام محل ابو عبعوب وان التف في الطريق للوصول الى بيتي.
حدث ان الحجي ابو عبعوب بعد عام 2003 اقام مأدبة لتوزيع الثواب،كان يوزّع الشوربة والتمر على الجميع،كنت جالساً مع الناس وهم يتلقون الهبات العبعوبية منه،ولما وصل لي اعطاني مثلما أعطى الجميع،لكن كانت طريقته حاقدة وهو يقول لي ليسمع الجميع:
-ادري رثم وعرفنه ماترثم وانته بث إتجذّب علينه... زين الكتاب مال الثقيفة ليث اخذته ومارجّعته؟ |