كتابات في الميزان / الربيع العربي

واستيقظ الأعراب من سباتهم،

بعد سنين الصمت والهوان...

وقرروا في لحظة،

أن يقلبوا طاولة التاريخ فوق رأسها،

ويسقطوا الحكام والتيجان...

فمزقوا التقويمَ،

وارتدوا عن الأديان...

وأعلنوا بداية الربيعِ،

وانتهاء حـر الصيف والأحزان...

ولست أدري ما جرى،

وما الذي نبهـهـم،

من غفلة الزمان...

فإنهم،

كانوا يُـقادون كما الخرفان...

فما الذي حوّلهم،

في ليلة ويومها،

جمعا من الذؤبان...

تريبني جدا أنا ثورتهم،

تملؤني رغبة الاستفهام..

سلوكهم مثل وحوش مالها لجام..

تفترس الحيوان والإنسان...

ويزعمون أنهم،

ثاروا لرفض الظلم والفساد..

وأنهم،

يبغون نشر العدل في البلاد والعباد..

كيف ترى أصدق ادعائهم،

حين أرى،

بأن أمريكا وإسرائيل في جانبهم،

لم أر يوما ثورة شعبيةً،

يدعمها الشيطان...

******************************************

من كل بلدان العرب،

ومن بلاد الغرب،

أقبَـلَ قطاع الطرق،

وَسـَـادةُ الإجرام...

بطونهم جائعة،

ما شبعت يوما من الطعام...

نفوسهم تفتقد الحبَ،

فلم يمارسوا الجنس ولا المنام...

وفجأة تحولوا،

آلهة تختص بالشأن السياسي،

وفن الحرب والسلام...

قد بدأوا هجومهم،

في تونُـسَ البلاءْ،

ورفرفت لنصرهم أعلام...

وانتقلوا من بعدها،

لينشروا الإرهاب،

تحت شعار الله والإسلام...

ويشعلوا النيران في مصرَ،

وأرض ليبيا،

واليمن التعيس،

وفي بلاد الشام...

تباً لها من ثورة،

ما جلبت شيئا سوى الفوضى والانقسام...

وثورة ليس بها مفكرون ناضلوا،

وإنما قائدها الإعلام...

******************************************

هل دول الغرب بها معاملٌ،

تصنـّعُ الثوارْ...

وترسل الإنتاجَ،

في قوافل التجار...

تصدّر التحرير والقادة والأفكار...

إلى شعوب لم تذق عيونها النهار...

هل المحيطات التي،

تحيط أمريكا وأوربا،

غزت بلادنا،

لتبعثَ الأنهار..

وتبعثَ الضمير في نفوسنا،

وتنشر الأعشاب والثمار...

في أمّـةِ الجفاف والـقـفـار...

******************************************

هل يا ترى كـلِـنـتـُــنُ صارت مرأةً صالحةً،

قديـسـةً، عرّابـةً لثورة العبيد...

أم إنها من أمهات المؤمنينَ،

في زمان العرب الجديد...

تزورهم دوما،

وتدعو لهُـمُ بالنصر والثبات..

تباركُ المجاهدين باسمها،

تقرأ في رؤوسهم آيات..

تسهـّـل الصعب لهم،

تقرّب البعيد...

توصيهمُ بوحدة الصف،

وأن يحترفوا بلاغة الخطاب..

وأن يكونوا مثلا،

يضرب للأخلاق والآداب..

توصيهم أن ينشروا،

دينهُـمُ بالنار والحديد...

تذكر الناسين منهم،

أن امريكا هي الخالق والتوحيد...

******************************************

لن تخدعونا أبدا،

يا أيها الجُهّـال...

نعرف من يمدكم،

بالمال والرجال...

وأنكم حثالة،

لا تعرف الحرام والحلال...

وأنكم ضفادعٌ،

ضخّـمـها الدجـال...

إلى تماسيح وقطعان من الأفيال...

تسحق في طريقها،

مستقبل الأجيال..

يا وصمة العار التي في جبهة الأيام..

يا نكبةً، ويا مهرجين في سركٍ من الأقزام..

لن تخدعونا أبدا،

هذا زمان الكشف والوضوح..

وأنتمُ جرثومـةٌ،

تعيش في الجروح..

نعرفكم،

برغم ما قيل وما يقال...

يا آكلي لحومنا،

يا لعنة،

يا أنذل الأنذال...

كيف تكون ثورةً أفعالكمْ..

وأنتمُ إجرامكمْ..

تجاوز الأفلام والخيال...

تغتصبون الأرض والنساء،

وتذبحون كل من يسقط في قبضتكم،

من شرّكم لم يَسلـَـمِ الأطفال...

هاجمتمُ مساجد الصلاه..

هاجمتم كنائس المسيح،

هاجمتم الحياه..

هاجمتم القبور،

حتى الذي مات تقاتلونه،

لتقتلوه مرة ثانيةً،

فحقدكم ما زال...

******************************************

ما تفعلونه دمار شاملٌ،

للكون والأشياء...

خططه الموسادُ في أوراقهم،

وأنتمُ،

آلات تنفيذ لهم عمياء...

يدعمكم في قطـرٍ،

بهيمة وموزةٌ،

من زمن الصحراء...

يدعمكم في تركيا،

وغـدٌ بلا دين ولا حياء...

ما هذه بثورةٍ،

وإنما تمردٌ، تهتكٌ، تفسخٌ،

يحبل بالتخريب والتعذيب والدماء...

قتلـتـُـمُ الملوك والشعوب،

قتلـتـُـمُ الحاكم والمحكوم..

قتلـتـُـمُ الظالم والمظلوم..

قتلـتـُـمُ الكبار والصغار والآباء والأبناء...

ألا عليكم لعنة السماء...

د. بهجت عبد الرضا

بغداد 25 آيار 2013