حصاد سريع بعد أكثر من سنتين من إرهاب آل خليفة ضد شعب البحرين بعد إنطلاق ثورة 14 فبراير 2011 هو سقوط 136 شهيداً – منهم 28 جنيناً وتسعة أطفال و15 إمرأة- وإصابة 60 شاباً بالعمى الكامل أو الجزئي، واعتقال أكثر من أربعة آلاف مواطن من بينهم علماء وأطباء وقادة في المعارضة ومدرسين وطلبة جامعات ومدارس، وعُرّضوا جميعاً لصنوف من التعذيب الجسدي والنفسي. في حين يعاني العديد من الأهالي من إصابات بالرئتين بسبب الغازات السامة وجروح برصاص الشوزن وإعاقات بدنية، هذا عدا القمع اليومي الشرس والمداهمات لبيوت المواطنين بشكل مستمر مع تخريب الأثاث والمحتويات وسرقة المصوغات الذهبية والأمور الثمينة من قبل مرتزقة النظام الذين كافئهم الكثير منهم بالتجنيس في حين سحب الجنسية عن 31 مواطناً أصلياً. قائمة ضحايا الإرهاب تطول وتطول، وقد وثقتها منظمات حقوق الإنسان العالمية، حتى تقرير شريف بسيوني الذي عينه رأس النظام الخليفي أشار الى سلسلة طويلة من التعديات ومنها قتل أربعة شباب تحت التعذيب بعد اعتقالهم.
الحرج العالمي الذي أصاب النظام الخليفي بسبب التجاوزات الواسعة والعديدة وحتى لوم أصدقائه الذين يمدونه بالسلاح والتغطية السياسية والأمنية كبريطانيا والولايات المتحدة جعل النظام الخليفي يبحث عن مخارج تخفف وطء الضغوط الحقوقية والأدبية عليه خاصة بعد مؤتمر جنيف2 (الخاص بحقوق الإنسان في يونيو 2012 والذي أدان حكومة النظام الخليفي وألزمها بتحقيق 176 توصية)، من هذه المخارج هو قبوله بزيارة مقرر الأمم المتحدة الخاص بقضايا التعذيب والتي کانت مقررة يومي 17 و18 مارس 2012 (الى الآن لم يأت هذا المقرر الدولي بسبب مماطلة النظام الذي يمارس التعذيب بشكل يومي ومستعر في الفترة الأخيرة)، ومن تلك المخارج قبوله ودخوله في الحوار الشكلي الذي يتراوح مكانه منذ عدة شهور دون تحقيق نتيجة تذكر وهو الحوار المرفوض شعبياً لعلم الجماهير أنه جزء من دعاية النظام وعلاقاته العامة الدولية ولأن الجماهير ترفض أصل وجود النظام الخليفي بعد جرائمه الكبرى والمتزايدة. المخرج الجديد الذي تفتقت عنه عبقرية النظام الهرم هو مغازلة الغرب والولايات المتحدة عبر التهجم السياسي والإعلامي على حزب الله في لبنان، وجاء توقيت بدء الهجوم في الوقت الذي يحاول فيه عربان أمريكا جر المسلمين الى مستنقع الفتنة الطائفية إنطلاقاً من الوضع في سوريا. فبعد التدخل المعلن لحزب الله في الدفاع عن سوريا (ظهر المقاومة) كما أسماها الأمين العام لحزب الله في خطابه في 25 آيار(مايو) الآخير، فتح النظام الخليفي في البحرين هجومه الغبي على حزب الله الذي يمثل شرف العرب والمسلمين في مقاومة الكيان الصهيوني، حيث أعلنت الحكومة الخليفية في 27 مايو الفائت، أنها تعتبر حزب الله منظمة إرهابية وحظرت على الجمعيات السياسية الإتصال به، وقبل هذا الإعلان بيوم أعتبر وزير خارجية النظام خالد الخليفة سماحة السيد حسن نصر الله بإنه (إرهابي يعلن الحرب على أمته وإيقافه واجب ديني ووطني).
وهنا بعض الوقفات مع هذا الإعلان:
1- أن هذه المواقف العدائية ضد حزب الله المقاوم جاءت بعد يومين فقط من إعطاء الحكومة الخليفية شرعية قانونية لإرهاب البلطجية في البحرين حيث أعلن وزير البلديات جمعة الكعبي، في تصريح صحافي في 24 مايو الفائت "إنه تم منح صلاحيات خاصة لأعداد من مواطني المحرق لوقف أعمال التدمير والتخريب المتصاعدة في المدينة"، مضيفا انه "قد أصدرت بطاقات هوية لهؤلاء المواطنين تخولهم توقيف المشتبهين إلى حين وصول الشرطة"، وهذا الإعلان لوزير رسمي سبب فضيحة واسعة وعالمية للنظام أراد سترها بإثارة قضية أخرى.
2- جاءت بعد يوم من خطاب سماحة سيد المقاومة في لبنان السيد حسن نصر الله، مما يدلل على إنزعاج النظام الخليفي من التطورات الإقليمية التي تجري لغير صالحه.
3- جاءت هذه الحملة متزامنة توقيتاً بشكل واضح مع الحملة التي قادتها الولايات المتحدة والكيان الصيهوني وبعض الدول الغربية ضد حزب الله مطالبينه بالإنسحاب من سوريا، وهي الدولة الجارة للبنان في حين يتواجد مسلحون ومخابرات من دول غربية وعربية منذ أكثر من سنتين في أرض سوريا، فحلال عليهم دعم الإرهابيين وحرام على المقاومة تحصين ظهرها.
4- جاءت متزامنة مع إرهاب دامي تخوضه قوات المرتزقة الخليفية ضد القرى والبلدات في البحرين بحصار القرى بالمركبات العسكرية ومئات من الجنود ثم مداهمة بيوت الأهالي وتخريبها ضمن عقاب جماعي تمارسه السلطة بشكل ممنهج ثم تعمد الى اعتقال النشطاء في الثورة التي تشهدها البحرين (تم إعتقال أكثر من 750 شاب خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، ووصل عدد معتقلي الثورة في سجون النظام الخليفي أكثر من 1800 مواطناً تمت محاكمة العشرات منهم بمدد طويلة ).
الحكومة اللبنانية من جهتها أسفت على مواقف الحكومة الخليفية واعتبرته إبتزازاً سياسياً كما صرح بذلك وزير الخارجية اللبنانية في رده. في حين قال الوزير اللبناني السابق وئام وهاب زعيم حزب التوحيد في لبنان موجّها كلامه لوزير خارجية النظام الخليفي :"معلّموكم في تل أبيب وواشنطن لم يتمكّنوا من المقاومين الأبطال وفي طليعتهم سماحة السيد حسن نصرالله، فكيف بقزم مثلك ومثل ملكك يا رجال آخر زمان الذين لا يشبهون الرجال إلاّ بالشعر على وجوههم؟".
ليس غريباً لحكم عميل يحن فيه حاكمه لإرجاع عهد الإستعمار البريطاني الى البحرين ويفتخر بالعلاقات المتميزة مع الموساد الإسرائيلي -أشارت الى ذلك وثائق وكيليكس- أن يطال إرهابه هذه المرة قامة العصر وشرف العرب سماحة السيد حسن نصر الله وحزب المقاومين.
----------------------------------
http://sayed-jaffer.blogspot.com/