كانت للنشر في الصحافة المطبوعة تقاليد وضوابط تعتمدها الصحف والمجلات وفي ضوئها تتقرر صلاحية المادة المحررة لتاخذ طريقها الى النشر ولايمكن لكاتب مقال او بحث ان يرى نتاجه منشورا الا بعد فحصه وتقويمه من قبل المختصين المعنيين الذين يحرصون على الحفاظ على سمعة مؤسساتهم الصحافية ومطبوعاتهم الدورية وكذلك فان اصحاب المقالات والبحوث يحرصون على نشر نتاجاتهم في الصحف والمجلات ذات المستوى المرموق باعتبارها شهادة لهم على رصانة نتاجاتهم و سعيا للوصول الى الشهرة في الوسط الثقافي وقد كان النشر في المطبوعات المتخصصة من مستلزمات الترقية للاساتذة والمدرسين حيث ان مقالاتهم وبحوثهم لابد لها من المرور على هيأة التحرير التي تجيز نشرها اذا ماكانت مستوفية للحد الادنى لمتطلبات النشر المتوافقة مع مستوى الصحيفة او المجلة ,وتبعا لذلك فقد اختلفت مستويات الناشرين والقراء ووسائط النشر فكان لكل فئة صحافتها الخاصة بها ولكل صحيفة متابعوها , وتاسيسا على تلك التقاليد والضوابط كانت الصحف تسعى لاستقطاب الاعلام البارزين من بين الكتاب والمثقفين للنشر على صفحاتها لكسب المزيد من القراء وتحقيق نسب انتشار مرتفعة .
لكن الانتشار الهائل لوسائط النشر الالكترونية وما ادى اليه من انحسار الصحافة المطبوعة بتقاليدها واعرافها السابقة افرز اعدادا هائلة من الكتاب بعيدا عن الضوابط والمؤهلات وقد اتيحت لهم الفرص المجانية لنشر نتاجاتهم تحت المسميات المختلفة من المقالات والبحوث والتحليلات دون تدقيق او تمحيص فاصبحت المقالات الهابطة والنتاجات المتدنية تعرض الى جانب المقالات الرصينة والبحوث القيمة واصبح انصاف المتعلمين واشباه الاميين ينشرون هذيانهم الى جانب نتاجات الاساتذة والعلماء والادباء المعروفين , فمثلا لم يعد غريبا ان فتاة مسترجلة اختارت لنفسها اسم (قيصر الهلالي) وهي لا تميز بين الضاد والظاء ولاتعرف احكام الرفع والنصب والجر تجد من ينشر كتاباتها التي هي اقرب الى الهذيان والخرف منها الى المقالات الرصينة ولم يعد غريبا ان هذه المسترجلة تقحم نفسها في كل مجالات الكتابة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار فهي تكتب في علم النفس و السياسة و الدين و الفن و الشعر وحتى في عالم الجن والشياطين حيث نشر لها موقع الزاملي بتاريخ 5\\2\\2011 ((مقالا)) تحت عنوان:
صديقي شختروشخ
كتابات - قيصر الهلالي
وقد تضمن مقال المسترجلة اربعة احلام طلبت من صديقها الجني( شختروشخ) تحقيقها فوعدها بثلاثة واعتذر عن الرابع ..ويبدو من خلال حلميها الاول والثاني ان هذه المسترجلة تحمل في ثنايا نفسها نزعات انتقامية حاقدة وعقدا تسلطية تمثلت في رغبتها بتدمير قارة بكاملها واغراقها في اعماق المحيط وفي رغبتها بحكم العالم على طريقة هارون العباسي , لكنها فاتها ان تطلب من صديقها الجني ان يحقق لها رغبتها في الحصول على زوج صالح يخلصها من كوابيسها واحلامها ويعيدها الى عالم الحقيقة لاسيما ان صديقها الجني عرض عليها ـ حسب ماذكرت ـ ان يحقق لها سبعة مطالب فلماذا اكتفت باربعة ولم تجعلها خمسة على الاقل ولاشك في ان المطلب الخامس يغنيها عن البقية بل سيبعدها عن الكتابة والنشر ؟!.. ربما تكون قد عرضت هذا الطلب على صديقها الجني سرا دون علمنا لكنه اعتذر لاسباب مبهمة !!!
اما نحن فلا نملك غير الدعاء لها بسلامة العقل وتحقيق الامنيات ..اللهم آمين .
النجف الاشرف ... في 8\\2\\2011 |