يعود تأسيس هذه الفرقة إلى "نافع بن أزرق الحنفي"، وهي واحدة من فرق الخوارج وقد ظهر عليها التطرف والعنف وخصوصاً ضد كل من يخالفهم، وقد ظهرت في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وسميت بـ "الأزارقة" نسبة إلى مؤسسها نافع بن الأزرق الذي قام بتكفير كل المسلمين إلا فرقته.
انتشرت "الأزارقة" في مدينة البصرة العراق، والأهواز وكرمان وسابور في إيران.
ويعود ظهور هذه الفرقة كردة فعل عن ما صدر تجاههم من الدولة الأموية لأنهم ناصروا عبد الله بن الزبير حين اسس دولة آل الزبير في مكة واعتصم بجانب الكعبة المكرمة، وهذا ما أدى إلى نشوء ردود فعل عنيفة لدى الذين رغبوا في المواجهة بالعنف ومن هنا نشأت فرقة "الأزارقة".
إلا أن هناك خلاف ظهر فيما بين الخوارج أنفسهم، وذلك لأن "نافع بن الأزرق" كان يرى أن كل من خالفهم هو مشرك، وينتج عن ذلك أن ماله ودمه وعرضه يصبح حلالاً لهم، ولكن هناك من خالفه الرأي، فأدى ذلك إلى خلاف بينهم وإلى تفرق الخوارج إلى فرق متفرقة ومنهم "الأزارقة". وقد استطاع "نافع بن الأزرق" من استقطاب العديد من الرجال والمؤيدين، وهذا يعود لأنه كان يتمتع بصفات مميزة وشخصية قوية مكنته من قيادة أكثر فرق الخوارج تطرفاً.
من أهم عقائد التي تميز بها "الأزارقة" الأهواء متطرفة، وبدعاً فظيعة، ومنها:
أ ـ إن كل من يخالف "الأزارقة" من هذه الاُمّة مشركون بالله.
ب ـ لقد أوجب هؤلاء الامتحان من قصد عسكرهم ـ إي من أراد أن يلتحق بهم ـ: فكانوا يدفعون إليه بأسير من المخالفين لهم ويأمروه بقتله، فإن قتله صدَّقوه في دعواه أنّه منهم، وإن لم يقتله قالوا: هذا منافق مشرك، وقتلوه.
ت ـ اباحة قتل أطفال المخالفين لهم ونسائهم، وقد زعموا أن الأطفال هم أيضاً مشركون، وقطعوا بأن أطفال مخالفيهم مخلدون في النار مع آبائهم.
ج ـ لقد اسقطوا حد الرجم عن الزاني، وقد زعموا أن القرآن الكريم لم يأتي على ذكر حد الزنى، وقاموا بإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال، مع وجوب الحدّ على قاذف المحصنات من النساء.
د ـ إنّ التقيّة غير جائزة في قول ولا في عمل.
ذ ـ ويعتقد "الأزارقة" بأنه من الممكن أن يبعث الله نبيّاً يعلم أنّه يكفر بعد نبوّته، أو كان كافراً قبل البعثة.
و ـ لقد اجتمع "الأزارقة" على أنه من يرتكب كبيرة فقد كفر كفراً يخرجه من الملة، يخرج به عن الإسلام جملة، وهو مخلد في النار مع سائر الكفّار، واستدلوا على هذا بكفر أبليس اللعين، وقالوا: ما ارتكب إلا كبيرة، حيث أمره الله عز وجل بالسجود لآدم (عليه السلام) فامتنع، وإلا فهو عارف بوحدانيّة الله تعالى.
ي ـ إن دار مخالفيهم هي دار كفر، وقالوا: إن مخالفيهم مشركون فلا يلزم من ذلك أداء أماناتهم إليهم.
وأخيراً، فإن هذه الفرقة قد سفكت الكثير الكثير من دماء هذه الأمة بحجة أن من ليس معهم فهو عدو لهم، وعلى أمل اللقاء مع القارئ الكريم وفرقة نتعرف عليها معاً..