لقد حفل تاريخنا بسجل واسع لشخصيات عظيمة كسرت حاجز الواقعية وعملت خلاف المعقول حتى تبخترت صفحات ذلك التاريخ بمواقفهم واحدودبت استقامة الاقلام لبطولاتهم لكنها انحنت جميعها امام سيدة خلقت من طين الجنان وتربت في بيت الرحمن عظيمة بعطائها، كبيرة بمواقفها، جليلة بادبها، حطمت عروش الطغاة حروفها، وكممت افواه السلاطين صرختها، وجففت مداد الكلمات بلاغتها، وتزعزع الراي العام لنضالها، واعادت فصاحة علي عليه السلام بخطبتها، انها السيدة زينب عليها السلام.
هذه السيدة التي تمر في هذه الايام ذكرى وفاتها شاءت الحكمة الالهية ان تكون ثرية فوق ثرى الشام لتشق منائرها عنان السماء ويستظل تحت قبتها الوالهون، فلولاها لما كان للتشيع ذكر في تلك البقعة حيث ازدهرت بفضلها المدارس العلمية وانتشرت الحسينيات والجوامع، لكن احفاد يزيد عادوا من جديد ليثأروا من هذه السيدة الجليلة التي لحقت باجداهم الخزي والعار حتى قيام الساعة، ظنا منهم بانهم قادرون على سبي جثمانها الطاهر بعد التعدي على قبرها لكنهم لايعلمون ان جيشا من الملائكة قد حف بضريحها .
فهي باب الله ومن ذا الذي يجرؤا على مسه او التعدي عليه فمن اراد منهم ان يرى اهوال القيامة فليتدنى من قبرها الشريف ليرى اسراب الابابيل حاملة معها حجر السجيل لتعلن السماء عن اقتراب الساعة وانشقاق القمر ويزجر المنادي بين السماء والارض وتغلق الجنان ابوابها وتفتح جهنم فاهها منادية هلموا يا اعداء الله ولات حين مندم فحالكم حال اهل الثبور اذ لاتنفع استغاثة ولايقبل دعاء كونكم ههمتم للتعدي على ربيبة الخدور، فيا علي بن ابي طالب ان زينب لم يرى لها خيال في ظلك ولن يرى لها خيال ابدا.
..................................................................................................
الثبور: هو وصف لكثرة وتنوع عذاب اهل النار كل نوع منها ثبور لشدته ولاينقطع ويقول البيضاوي ان الله نهاهم عن الدعاء مرة واحدة وامرهم باكثار الدعاء لتكرر وقوع العذاب وتنوعه.
|