ضمن سعيها للنهوض بواقع الثقافة والفن والأدب، وعلى هامش فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية، نظمت وزارة الثقافة وبرعاية رئيس الوزراء نوري المالكي المعرض الدولي الثاني للكتاب على أروقة معرض بغداد الدولي وبمشاركة واسعة لدور نشر عراقية وعربية واجنبية ومئات من دور النشر المحلية والعربية حيث شاركت زهاء (20) الف عنوان كتاب في المعرض الذي يستمر لغاية 5/ 5/2013
وتخللت إحتفالية الإفتتاح عدة نشاطات فنية وموسيقية فضلا عن مناقشة الواقع الثقافي والفكري في الوطن العربي. وتتضمن فعاليات المعرض امسيات ثقافية للشعر والسرد ونشاطات عن الطفولة اضافة الى نقاشات عن الملكية الفكرية وحقوق النشر.وقد احتوت اغلب المنشورات على بعض المؤلفات التي تحكي قصص الشعوب وتاريخها فضلا عن نضالها من اجل الحرية والتقدم في الفكر والعلم والمعرفة. اضافة الى الكتب العلمية والدينية وقصص الاطفال.»البينة الجديدة» تجولت في أروقة المعرض واستطلعت اراء المشاركين.اول المتحدثين د. نوفل ابو رغيف مدير عام دائرة الشؤون الثقافية اذ قال: يشارك في المعرض ما يقارب «100» دار نشر عراقية وعالمية تم التنسيق معها وهي مخصصة بشتى المجالات العلمية والدينية والثقافية فضلا عن المؤلفات الخاصة بالطفولة ورياض الاطفال، مبينا ان الوزارة عملت بكل جدية وهمة عالية لإكمال المعرض وتوفير كل مقومات النجاح، واكد: ان هكذا معارض تشكل منحى جيد فيه تتبادل الافكار والرؤى والحوار والافكار المختلفة، واكد: ان فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية تتضمن العديد من المشاريع منها التشكيل والتصوير والمسرح وإقامة المعارض، وان المؤسسين أرادوا ان يكون المهرجان شاملا بين النقد والفن والموسيقى، اضافة الى مشاركة الصحافة والحوار، ونشكر كل المساهمين في هذا الكرنفال الجميل من دور نشر ومثقفين وإعلام ومدير عام المعارض في وزارة التجارة.فيما قال رئيس اتحاد الناشرين العرب عاصم شلبي خلال الاحتفالية ان بغداد عاصمة الثقافة العربية تنتج العلم وتمد العالم بالفنون منذ ان تأسست وكانت خير ممثل للعرب في مجال الكتاب وترجمته وتاليفه، وان الكتاب عماد الفكر وعنوان المعرفة لدى كل الشعوب التي تعبر عن ثقافاتها من خلال الكتب بمواضيعها المختلفة واللغات التي ترجمت اليها الكتب العراقية.واضاف ان اتحاد الناشرين الذي تاسس العام 1965 يهدف الى حل وتذليل كافة الصعوبات في تناقل الكتاب العربي وصناعته وتوطيد العلاقة بين الناشرين، وتفعيل التنمية الثقافية وزيادة معالم التعارف والاطلاع على التحصيل العلمي والثقافي وتبادل الافكار والمعلومات بين الدول العربية الغنية بالافكار والابداع العلمي.وقال محمد ربيع من الوفد المصري: ان بغداد ما زالت تبث الاشعاع والمعرفة للعالم وتمده بالعلم والثقافة والفنون، واضاف: نأتي الى هنا بصحبة الكتاب والناشرين والمؤرخين للتلاقي وتبادل الافكار، وبين ان بغداد لم تغب على طيلة الازمنة والعهود على الاشعاع الفكري رغم كل التكالبات، ونرى ان فيها كبار المكتبات والنفائس النادرة فضلا عن احتوائها على المعارض والمكتبات والدواوين الخاصة لمناقشة القضايا الفكرية والثقافية، وقال: ان الكتاب هو عنوان للفكر والتطور المعرفي و فيه اكتشافات واختراعات ولم يندثر رغم بلوغ التكنولوجيا ذروتها لكن يبقى للكتاب نكهته ورونقه ومتعته، واكد: ان اهداف اتحاد الناشرين العرب هو العمل على حل المشاكل وتقليل الصعاب والاهتمام بالكتاب العربي على شتى الاصعدة وتوطيد الاهتمام بأفكار الناشرين العرب.فيما قالت سارة غسان من دار الرواد للنشر: ان مشاركة الدار في المعرض تحمل عدة ابعاد خاصة ان لبغداد دور كبير في احتضان العلم ورعاية العلماء، وبينت ان هناك اقبال كثيف على عملية الشراء والتسويق خاصة للكتب التي تتعلق بمجال المناهج الادارية للاطفال في عدة تخصصات، واكدت: ان الدار شاركت بعدة معارض في الوطن العربي وخاصة في لبنان، وعن اقبال الاطفال على الاستمتاع بهكذا كتب على الرغم من حصولهم على التكنولوجيا العالية والحواسيب الذكية، قالت: ما زالت هذه الكتب مرغوبة لدى الاطفال ولم تؤثر الثورة التقنية على عقول ورغبات الاطفال لاسيما نحن نطرح ما يكتشفه العلماء والمفكرين الخاص بعالم الطفولة.فيما قال محمد عبد الرحمن من دار الرشاد المصرية: شاركنا في عدة معارض في العراق واربيل وفي العديد من الدول العربية، وأكد: ان المثقفين والمفكرين المصريين كانوا وما زالوا مولعين ببغداد وملتقياتها الثقافية والادبية وخاصة المناطق التي تكثر فيها دور الكتب والنشر، مثل شارع المتنبي والمستنصرية والأسواق التراثية، وعن المشاركة في عناوين الكتب، اشار الى وجود عشرات العناوين المختلفة من الكتب العلمية والدينية فضلا عن المؤلفات الخاصة بالاطفال، وعن تجواله في بغداد، قال: هناك دهشة لدينا عما شاهدنا في بغداد على عكس ما ينقله الاعلام عن بغداد والعراق خاصة، وتجولنا في معظم مناطق بغداد في الكرخ والرصافة، وشاهدنا الأسواق الجميلة والاماكن التراثية من خلال معرفتنا بصديق يعمل «سائق تكسي» في بغداد، وابدى اعجابه بالمطاعم والحلويات العراقية.فيما قالت المفكرة الاسلامية الدكتورة امال كاشف الغطاء: ارى ان العراق عاد من جديد بقوة ليحتضن الاشقاء والاصدقاء بتلك العلوم المعرفية بشتى الاتجاهات، واشارت الى ضرورة ان يبتعد المثقفين والناشرين عن سياسة المدح والتزمير للأنظمة الإستبدادية التي كانت تمارس في زمن الدكتاتورية وان يكونوا حياديين خاصة في وزارات الاعلام والثقافة وعدم مدح السلاطين والحكام الطغاة.اما الدكتور صاحب الزيدي مدير عام دار دجلة للنشر، فقد اكد على اهتمام الدار بهكذا معارض ونرى ان هناك اقبال كبير على هكذا معارض في ظل احتياج الجامعات والباحثين الى الكتب والمعلومات خاصة ان العراق له شهرة واسعة في القراءة واقتناء الكتب، وبين: ان هناك (12) دار نشر يمثلونهم في المعرض منهم عربية واجنبية، واشار الى الاهتمام بالكتب الاكاديمية وخاصة للباحثين والمؤسسات التربوية المختلفة، ونحن نشارك في شتى المعارض التي تقام في الوطن العربي والتي تهتم بالكتاب ودور النشر، وقال: ان آخر استبيانات حول نسبة القراءة مقارنة بالتطور الالكتروني فان الكتاب الورقي ما زال يحتل الصدارة ولم ينقص الا 10% من موقعه، وما زال للكتاب رواده وإهتمام واسع به نتيجة خصوصية الكتاب العربي وحتى الجيل الجديد لديه اقبال على قراءة الكتب. |