الى المغدورين سابقا من ضحايا المقابر الجماعية أهدي هذه القصيدة:
دفاعا عن الاطفال أكتب أحـرُفي..
دفاعا عن الموتى بغير عزاءِ...
دفاعا عن الشيخ الكبير بحزنه..
وإمرأة مرت بألف بلاءِ...
مضوا دون ان ندري بحجم عنائهم..
وواحدهم دنيا ضنى وعناء...
دموع على الأجفان ظلت حبيسة..
صراخ بعمق الكون عمق الخفاء...
ومالهم ذنب سوى أنهم هنا..
جريمتهم جاءت من الانتماء...
على وجهم آثار شعب معذب..
وصوتهم المكتوم أعيا ندائي...
ترى أي احساس تغلغل فيهم..
وهم يبصرون الموت دون غطاء...
صريحا قبيحا قاسيا ومكبـِّــلا...
بطيئا ثقيلا مثــل حــد العياء...
حشود حواليهم وهم وسط عزلة..
وفوهات رشاش لدى الجبناء...
كأن جميع الأرض ماتت ولم يكن..
سواهم مع المأساة فوق العراء...
عجيب سكوت الأرض كيف تحملت..
ولم تنفجر غيظا على الأدعياء...
فكم مرة ضمت وضمت بجوفها..
وظلت تـُـجارينا بهذا الفضاء...
ملابسهم تحكي شحوب جلودهم..
وأعظمهم تحكي انفعال الدماء...
صراخ رضيع لم يغير قرارهم..
ولا دمعة الأنثى وصوت رجاء...
فلا رعبهم لاقى تعاطف راحم..
ولا ضعفهم لاقى بصيص حياء...
عجيب كم الإنسان ينحط قدره..
قتيلا وجلادا لحد الفناء...
تكدست الأجساد في ضيق حفرة..
تخالطت الأنفاس دون هواء...
فكفنهم سيل التراب عليهم..
وصلــّـت عليهم همهمات السماء