بعد ان انطوت صفحة جديدة من صفحات تاريخ العراق المعاصر وانتهت فصول مسرحية انتخابات مجالس المحافظات والتي تمخضت عنها النتائج الاولية لماحصلت عليه الكتل السياسية المتنافسة من اصوات ,, وحصل ماهو متوقع لدى بعض الكتل وماهو غير متوقع عند البعض الاخر . ورغم ان المشاركة لم تكن بالمستوى المطلوب الا ان هذه الانتخابات افرزت المساحة الجماهيرية لكل كيان سياسي ومن هذه الكيانات ( ائتلاف المواطن ) .

لقد راهن منافسي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على ان يجعلوا منه مؤسسة مجتمع مدني توزع قناني الماء على زوار ابي عبد الله الحسين (ع) وخانت هؤلاء تقديراتهم وتوقعاتهم لاعتبارين اساسيين , الاول جذور المجلس الاعلى المتاصلة في نفوس الشرفاء , والثاني ان خدمة ابي عبد الله الحسين هي شرف ما بعده شرف .

لقد اثبتت نتائج الانتخابات ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي استفاد من تجاربه واستطاع ان يشخص السلبيات ويجد لها الحلول فكانت حركته على الجماهير حركة ذات ابعاد استراتيجية اعتمد خدمة المواطن كشعار ومنهاج عمل يرسم تصور واضح للمستقبل .

ان ما حصل في انتخابات مجالس المحافظات ليس بمعجزة ولا من ضرب الخيال وانما هو انتصار لارادة الحق على الارادات الاخرى ... انتصار لمنهج الصدق على المناهج الملتوية التي لاتمتلك رؤيا واضحة لمستقبل العراق ,, انتصار لخط الاعتدال والحيادية على خط التوتر وخلق الازمات ... انتصار لمنهج حكومة المواطن على منهج حكومة المسؤول .. انتصار للوطنية والاخلاص والنزاهة على الفساد وخلايا الشر والطائفية ... انتصار لمنطق العقل على منطق القوة والتهديد والوعيد .. انتصار لمن يريد وحدة العراق والالفة والوئام بين ابنائه , على من يريد تمزيق وتقسيم العراق على اساس طائفي قومي .. انتصار لمن يريد اشراك الجميع في البناء والاعمار , على من يريد ترسيخ مبدا الاقصاء والتهميش .

لقد تجلت قدرة الباري العزيز في هذه الانتخابات وظهرت صورة من صور عدالته في انصاف المطلوم واعطاع درس لكل من يراهن على التلاعب بمشاعر وتوجهات الناس بالطرق الملتوية والضحك على الذقون .