ظلمة الليلة الحالكة أخفت أبواب الخلق..
تجمدت المشاعر بإنعدام الرؤية بالغسق.
وقف الذليل بإرتجاف الأضلع..
يبتهل لرب الكون السامع.
ربي أنت وحدكَ الواحد التواب..
ثقل كتفي بإنحناء ظهري من ثقل الذنوب.
زلزلت الأرض وانشق بساطها..
وغرقت الجبال بذوبان ترابها.
دنت الرؤس الفخر.
توحلت الأنوف الكبر.
أنت ربي سبحانكَ ..
لا أشهد بإلـه سواكَ.
من ينقذ الغارق من البحور العارمة..
من يجير المحروق في نيران الخطيئة..
من يضيء الليل بنهارٍ..
وينشئ الشجر من البذور.
لا إلـه سواكَ..
لا إلـه سواكَ.
نوركَ لا تحيطه العيون..
وعفوكَ لا يحيله الجنون.
لا ييأس من نفسكَ إلا المخبول..
ولا ينكر وحدانيتكَ إلا الجهول.
عصيتكَ وزاد الذنبَ كبائرُ..
تضاءل الخير أمام خيراتي الصغائر.
حطمتْ قلبي خروج الرحمة..
خزيتْ أعمالي سوء النية.
تلاشى الوجود..
غير وجودكَ المعهود.
مات الجميع..
والباقي يبيع.
أفقت من سكرتي..
لأجد الخنيق يلف حلق رقبتي..
والكل يُسحق من قصور.
ووجدتكَ بين صدري رحيمٌ..
أنت ربي الغفار الكريم..
ضممتني بعفوكَ..
وأنجيتَ عبدكَ..
في لحظة تأملٍ وخشوعٍ
|