رغم انتشار المدارس و الجامعات و المساجد بكثرة خاصة في السنوات الأخيرة و الفضل في ذلك يرجع للسياسيين الذين يظنون ان البنايات تبني الإنسان.
عقل الإنسان أرخى بكثير من الاسمنت المسلح و لهذا فهو يكون سهل الميول كلما هبت نسمة تأخذه في طريقها و لا سيما اذا كان هذا العقل ليس له جذور تمسكه فلا يذهب مع النسيم و لا حتى الأعاصير و هذه الجذور هي الوازع الديني و القيم الاخلاقية و الشخصية القوية التي يكتسبها الإنسان من وسطه الاجتماعي كالأسرة و المدرسة و الشارع و الأصدقاء و التجارب اليومية باحتكاكه بالمجتمع بمختلف أنماطه و اتجاهاته و مستوياته.....
ان انتشار الشعوذة و العمل بها مؤشر خطير بالرجوع بالمجتمع الجزائري إلى عصور قديمة عصور الجهل و الأمية و اللاوعي و الظلمات ........
انتشرت الشعوذة لغياب الوازع الديني و تخلي المدرسة و المسجد عن دورهما الأساسي ألا و هو تكوين المواطن القوي ذي الشخصية السوية المتناغمة مع ذاته, المواطن الذي يعرف ما له و ما عليه تجاه نفسه و عائلته وعمله و وطنه........
حتى القنوات الفضائية هي الاخرى مع بعض المجلات ساهمت و بقسط كبير في انتشار هذه الظاهرة التي تنم عن الجهل و الشرك بالله سبحانه و تعالى فاذا كان الامام يقوم بالشعوذة و المعلمة تذهب الى المشعوذ او المشعوذة و الطبيب و الطبيبة كذلك فلا لوم على الأميين الذين يستنجدون بمن أكثر منهم جهلا و أمية و تخلفا.....
و الكل يجري خلف الربح السريع و المادة التي أعمت النفوس الضعيفة و خربت البيوت و قضت على مستقبل الكثير و الكثير من الناس.
نرجو من المربين و الأئمة أن يلتفتوا إلى هذا الموضوع لأنه كالسوس إذا انتشر نخر |