• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مخابئ السكرتارية .
                          • الكاتب : ماجد الكعبي .

مخابئ السكرتارية

إن كل رئيس أو وزير أو مدير ,  يختار سكرتيرا أو \" مديرا لمكتبه \"  وهذا (  المختار)  له  أهمية قصوى , ومسؤولية كبرى , لأنه تحت الأضواء , وعلى كل لسان , فانه البوابة الأولى للمسؤول , فحسن سلوكه ,  وسماته الشخصية ,  وتسلكاته الاجتماعية ,  وايجابياته وسلبياته  , وتفاعله أو هجره للمراجعين والمواطنين ,  وأسلوبه الدبلوماسي ,  أو الهمجي ,  كل ذلك فيه مردودات على من عينه ونصبه  , بهذا المنصب الخطير والمهم . ومن هذا المنطلق والأهمية ,  ينبغي بل يجب أن يتمتع   ( السكرتير)  أو ( مدير المكتب ) بدبلوماسية واضحة ,  وأخلاقية ناطقة , ودماثة خلق ساطعة ,وأمانة ناصعة , ولباقة رائعة , وبراعة عالية , وهندمة سامية , فان ضخامة مسؤولية السكرتارية ,  تستوجب وتحدد وتلزم السكرتير بالتصفد والتقيد ,  بمزايا وصفات تلفت النظر ,  وتوهج الإعجاب ,  وتنتزع التقييم ,  ويخطيء من يظن أن السكرتير أو مدير مكتب المسؤول ,  مجرد موظف كباقي الموظفين ,  إن هذا تصور ساذج وبسيط وعادي , فالسكرتير خزانة الإسرار , ومنطلق الأفكار , ومفتاح الإقفال وهو الكوه التي يطل من خلالها المواطنون على المسؤول , والمسؤول على المواطنين . 
وان الذي نرصده ونشاهده  , إن بعض المسؤولين يختارون  السكرتير أو السكرتيرة من شبكة الأهل والأقارب والمقربين ,  غير مكترثين بنوعية وثقافة وأخلاقية وأمانة وقدرة ولباقة السكرتير, وهذه حقيقية تصدم المواطنين منذ اللحظة الأولى,  التي يدخلون فيها إلى غرفة السكرتير أو مدير المكتب ,  الذي لا يحسن التعامل ولا ييسر ويسهل تمشية المعاملات ,  علما بان المواطنين تواقون لانجاز معاملاتهم وطلباتهم بالسرعة الفائقة , فالعراقيون يتذمرون ويستاؤون من كل دائرة يجدون فيها سكرتيرا (  يتمندل ) ويستخف ويهزأ بالمراجعين المقهورين ,  ويستعمل لغة همجية اعتدائية مهينة ,  تدفع المواطنين إلى سبه وأهانته والطعن بمن عينه ونصبه . ولا اعني بذلك عمومية الإطلاق ,  إنما قد يوجد من الأقارب من هو الأكفأ والأقدر والذي يحصن المسؤول من كل اتهام ويضيف إليه هالة من المصداقية والأمانة .  
 فحذاري ..  حذاري يا أيها المسؤولون من تصرفات مدراء مكاتبكم ,  لأنهم يجعلونكم في قلوب الناس ,  أو يثيرون عليكم سخط وتذمر وتجاوزات الذين لا يحصدون من مراجعتهم لكم غير المذلة والأهانة ,  من هذا الذئب البشري المخبأ في دائرتكم , وللحقيقية وللتاريخ نقول : إن السكرتارية فيها  مخابئ مؤذية  ومدمرة , لسمعة المسؤول ,  فقط تتم عمليات الرشوة  , وقد يدعي هذا السكرتير الخبيث ,  إنني لا امشي هذه المعاملة إلا بالمبلغ الفلاني !..  وهذا المبلغ ليس لي إنما للمسؤول المعني !..  وهذه ظاهرة يعرفها الكثيرون من المواطنين والمراجعين ,  إذن كم هي الخطورة المتفاقمة والمخبأة في غرفة السكرتارية أو المكتب ,  والتي تحوي قنابل مؤقوتة قد تكون في كل لحظة مهيأة للتفجير ,  لتدمره وتدمر مسؤوله ,  الذي قد يتسامى عن الرشوة ,  ولكن السكرتير يتسلل من خلاله نتيجة لاختياره لهذا اللص المقنع . 
إن الواقع المعاش زاخر بالكثير من هذه النماذج , وان المسؤول الذي يخشى من تثليم سمعته ,  أن يتقن اختيار سكرتيره أو مدير مكتبه ,  ويخضعه لاختبارات دقيقية ,  ويمتحنه بمسائل متعددة ,  حتى يطمئن على صلاحيته بالاستمرار في الخدمة ,وفي الامتحان يكرم المرء او يهان . ومن اجل الصيانة والحصانة للمسؤول ان يلتزم بعض القضايا  ويتابعها باستمرار ,  فمثلا على سبيل الفرض وليس الحصر ,  قد يقدم احد المواطنين طالبا بيد الوزير ,  لان صاحب الطلب له علاقة أو دالة على الوزير أو المسؤول  ,  أو من باب العلاقة الاجتماعية , فان الوزير أو المسؤول سلم الطلب لسكرتيره  , وأوصاه بتقديمها بيوم لاحق للنظر بها ,  ولكن كثرة مشاغل الوزير أو المسؤول  , وإهمال السكرتير قد  ضيع وأهمل الطلب أو المعاملة , وعندي العشرات من الشواهد والأرقام , على هذه الظاهرة , وعلى اعلى المستويات ,  والتي تعطي درسا للمسؤول أو الوزير  وحتى رئيس الوزراء  , بالمتابعة والجدية بصورة شخصية  لتمشية معاملات المواطنين وتخلصا من الاحراجات والعتب والتساؤلات  .    
  majidalkabi@yahoo.co.uk 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2948
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15