صدر عن مركز الأبحاث العقائدية الجزء العاشر من (موسوعة من حياة المستبصرين) الذي ضمّ بين دفتيه ترجمة ثمانين شخصاً من الذين ركبوا سفينة النجاة وأخذوا يتعبدوا الله وفقاً لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ، وهم من دول عديدة هي : العراق وعمان وغانا وغويان وغينيا - كوناكري.
وجاء في مقدمة هذا الجزء من هذه الموسوعة التي كتبها مدير المركز سماحة الشيخ محمد الحسون:
الحمدُ للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق اللّه أجمعين، الرسول الأعظم والنبيّ المكرّم، حبيب قلوب المؤمنين، النبيّ محمّد، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
والحمدُ للّه على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الربّ لنا الإسلام ديناً بولاية سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأولاده المعصومين عليهم السلام.
أكتب هذه المقدّمة المختصرة بعد فترة وجيزة من عودتي من سفرتي الثانية إلى سنغافورا، والتي التقيت فيها بمجموعة من المستبصرين، وألقيتُ بعض المحاضرات هناك في تجمّعات يعقدها أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
وبما أنّ سفرتي هذه كانت قريبة من رأس السنة الميلادية الجديدة، لذلك فإنّ تلك الدولة شهدت احتفالات كبيرة صاخبة، فقد زُيّنت كافة الشوارع والساحات بشتّى أنواع الزينة، وهُيّئت كلّ الفنادق ودور اللهو واللعب لاستقبال السوّاح من كلّ أنحاء العالم، فلا تخلّو منطقة من تلك الدولة من ظواهر الفرح والسرور والابتهاج.
وإلى جانب ذلك كلّه جلس مجموعة من المؤمنين في ثلاثة أماكن يُحيون ذكر أهل البيت عليهمالسلام ويُقيمون العزاء على مصيبة الإمام الحسين عليهالسلام.
إنّ الإنسان يقف موقف المتعجّب وهو يشاهد هذه المجموعة من المؤمنين المستبصرين، رجالاً ونساءً، قد تركوا أماكن اللهو واللعب، وكلّهم من طبقة الشباب
ومن أبناء تلك الدولة، وكلّ الظروف مهّيئة لهم لحضور مجالس الفسق والفجور، إلاّ أنّهم هجروها، وأخذوا على عاتقهم مسؤولية الدعوة للدين الإسلامي الأصيل المتمثّل بمذهب أهل البيت عليهمالسلام.
هذه المجموعة من المؤمنين كانوا يتعبّدون اللّه على المذاهب السنيّة، ومنهم من كان يتعبّد اللّه على غير دين الإسلام، بل منهم من لم يكن يؤمن بخبر السماء. لكنّهم استجابوا لنداء العقل والضمير الحيّ وركبوا سفينة النجاة، سفينة علي والزهراء والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ولد الحسين عليهم السلام، وذلك عند قيام الأدلّة والحجج القوية عندهم بوجوب اتّباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام.
نحن حينما نقول بأنّ حركة الاستبصار عالمية، وهنالك الملايين من الناس ممّن شملتهم هذه الحركة، لم نكن مبالغين في هذا القول، ولدينا على قولنا هذا من الأدلّة الكثيرة التي تثبت صحّة قولنا.
وهذا المجلّد - العاشر من «موسوعة من حياة المستبصرين» - خير دليل وشاهد على ما نقول، وهو يحتوي على ترجمة حياة بعض المستبصرين، الذين تركوا تراث الآباء والأجداد، وركبوا سفينة النجاة، وأخذوا يتعبّدون اللّه تعالى وفقاً لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام.
ويحتوي هذا الجزء على ترجمة بعض المستبصرين من دول شتى: العراق، عُمان، غانا، غويانا، غينا - كوناكري.
ختاماً نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لأعضاء مركز الأبحاث العقائدية الذين ساهموا في إخراج هذا المجلّد من تأليف ومراجعة وتصحيح وطباعة، والجهود مستمرة إن شاء اللّه في إكمال باقي أجزاء هذه المجموعة، والحمد للّه ربّ العالمين. |