قرأت كثيرا من التصريحات إلى السادة المسؤلين حول إمكانية تزوير نتائج الانتخابات المحلية التي ستجري في نيسان الحالي , ولم يفصلنا عن هذا الموعد الفاصل سوى أيام عديدة , معها تتصاعد حالة التنافس الانتخابي بين الأشخاص المرشحين والذين يطمحون لقطع الطريق وصولا إلى كرسي مجلس المحافظة دون أن يتعرضوا إلى حالة من التسقيط او التشويه او كشف المخبوء من الذي لايعرفه المواطن ويعرفه من هو قريب الى المرشح , الاتهام المتبادل بين البعض خاصة في المناطق الغربية حول افتراض وقوع حالة التزوير للانتخابات بدأت بالتصاعد تزامنا مع العد التنازلي وصولا الى ساعة الصفر حين الاقتراع , والتصعيد شمالا وجنوبا , حالة ليست بالجديدة على المواطن العراقي , حيث أنها صارت من الأمور السائدة في مجالس السياسيين قريبين او بعيدين عن بعضهم , ولعل تصريح المطلك كان واضحا ولا يقبل اللبس وهو الاقرب الى اعضاء الكتلة العراقية , مؤكدا تأييده لتأجيل انتخابات الموصل والانبار , وعدم فوز الذين يدفعون للامام باتجاه التزوير , طبعا الرجل لم يتهم احد بصورة مباشرة , الكلام الغام , ونحن تعودنا على التصريحات الملغمة كما السيارات المفخخة , نحن نسمع ونجلس في المقاهي والكيات وسيارات التكسي والأسواق والباصات لنحلل وفق رؤيتنا المحدودة , وربما نخرج بشيء ما لنقول نعم هناك احتمالات للتزوير , او نقول أمورا أصلا لانفهمها لأنها بعيدة عن تصوراتنا ونترك الأمور غالبا إلى ساعات الصفر التي هي القادرة الوحيدة على حسم كل التوقعات والاحتمالات والتحليلات ,, 

ولكن هناك من يراقب ويقرا ليعرف الأسرار قبل ساعة الصفر دون انتظارها , وأنا حاولت أن أكون احد هؤلاء فقرات في احد المواقع عن مصدر سياسي بارز يقول أن عملية تأجيل الانتخابات في محافظتي الانبار ونينوى جاءت على خلفية معلومات مؤكدة عن وجود مخطط مدعوم من قطر وتركيا لتزوير نتائج الانتخابات عن طريق استغلال خطورة الوضع الأمني في الموصل والانبار وصعوبة وصول المراقبين إلى القرى والأرياف البعيدة عن المدن، مما يسهل عملية التلاعب بنتائج الانتخابات بهدوء كبير وبحرفية عالية  ,,, راقبوا معي الان ,, تركيا ليست بالجديدة على ملعب السياسة بالعراق وكذلك قطر , فقد شهدنا معارك اعلامية طاحنة بين السيد نوري المالكي واردوكان طيلة الاشهر الماضية , كما شهدنا دلالات كثيرة تؤكد ضلوع قطر في محاولات ادخال مسحة القرار السياسي القطري مرفقا ببصمات سعودية على القرار السياسي العراقي ,, ولعل الزيارات المكوكية الحافلة من قبل بعض الاخوة المسؤلين بالعراق الى كلا الدولتين لاتخفى على احد ولا تستطيع ان تسدها عين الشمس , بدا بمؤتمر الدليمي في اسطمبول وانتهاء بالازمة الحالية , وقد تبين لجميع الذين حاولوا فرض حالة جذرية من التغيير على الحالة العراقية انهم يواجهون رجلا ليس بالسهل ليه , رغم اني كمتابع لا أنكر إنهم حصلوا على الكثير من المكتسبات مع بعض التنازلات , الا انهم لم يحصلوا على كل شيء , ولكي لانذهب بعيدا عن جوهر القضية وهي احتمالات التزوير , فاننا نجد ان المالكي قد رمى بينهم بكرة التأجيل التي سرعان ما انشغلوا بها بعيدا حتى عن ما يخطط له الساسة في قطر وتركيا من امكانية تحريك المناطق الغربية وخلخلت الوضع الامني مع مزيد من الضغط الداخلي لتحقيق هدف الاقالة او الاستقالة او سحب الثقة , وربما الرجل قد قرا نوايا البعض وتوصل الى جاهزيتم لاحتمال التزوير فاتخذ عفوا قرار التاجيل فكانت اللعبة لصالحه , انا شخصيا , لا اصدق ولا اقتنع , ولا اؤمن بالصدفة السياسية التي يمكن لها ان تجعل من العراق حالة منفردة من التردي الامني والاقتصادي والسياسي بالمنطقة , مالم يكن هناك من يسعى وراء كل ذلك , الامور مرتبة تماما والخيارات محصورة في اما ان تقبل او لاتقبل ,, تمشي منا نمشي منا , تروح منا نروح منا ,, الامور تسير بصورة معكوسة على الدوام او هكذا يخيل للبعض ,, ومن يدفع الضريبة الباهظة هو المواطن العراقي , السياسيون يختلفون , يتبادلون التهم , يتراشقون التصريحات , ونحن كالبلهاء نتفرج لانعرف الى اين يريدون بنا ,, ولكي لا اطيل عليكم , التزوير بالانتخابات امر وارد , فهناك سبل ووسائل كثيرة يمكن لها ان تؤدي الى هذه النتيجة , ولكن ليس بالصورة السيئة التي يمكن ان نتصورها , والمواطن العراقي قد بدء يعتاد اجواء الديمقراطية رغم وعورتها وضريبتها الباهضة الا انه خرج بالدورات السابقة تسبقه الهاونات والمفخخات والتهديدات بالموت مقابل الادلاء بصوته الثمين , والان سيخرج ايضا ,, ولا حيلة له غير ذلك لانه يريد التغيير ان يستمر رغم كل ما ينتظره هذه المرة . 

mediane31@gmail.com