مع انطلاق الملايين من المصريين في انتفاضة سميت يوم الغضب والتي عمت كل المدن المصرية وفي مقدمتها القاهرة والإسكندرية والسويس والإسماعيلية والجيزة و سيناء ومناطق أخرى حيث لم يعد باستطاعة أجهزة الأمن المصرية من إيقاف الثائرين بل إن مخاوف النظام أصبحت تتركز على انهيار الأجهزة القمعية والتحاقها بالشعب وليس مستبعدا أيضا تحرك الجيش المصري لحسم الموقف لصالح الشعب الثائر .
ولذلك فان النظام المصري لجا لاستخدام عدد كبير من ألاجئين العرب في مصر وفي مقدمتهم البعثيين من فدائي صدام المقيمين في مصر وآخرين من أقطار عربية أخرى ودسهم بين المتظاهرين مع أجهزة الأمن لحثهم على استخدام القسوة مع المتظاهرين وقد تعرف بعض المشاهدين العراقيين المتابعين للأحداث المصرية ومن خلال التلفاز على بعض البعثيين من عناصر فدائي صدام وهم بالزى المدني يحملون هراوات يضربون بها الشباب المصري المنتفض لان مصيرهم أصبح مرتبط مع مصير نظام حسني مبارك المتهالك .
كما إن الموساد الإسرائيلي قد أرسل العديد من ضباطه لتقديم المشورة والخبرة في كيفية التصدي للمتظاهرين خاصة الذين يستخدمون الحجارة وعلى الطريقة الفلسطينية كما قامت إسرائيل بتقديم معلومات مهمة عن الأحزاب السياسية المصرية وجهزت نظام مبارك بكميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع ومن نوعيات خاصة تستخدمها القوات الأمنية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني تؤدي إلى الاختناقات الشديدة ، ويبدوا إن إسرائيل تخشى من سقوط نظام مبارك وتولي قيادات دينية أو قومية تناهض الدولة الصهيونية .
ويبدوا إن الشارع العربي قد أعلن الانتفاضة الكبرى والشاملة لاجتثاث الطغاة والمستبدين والفاسدين ولم يقبل بالإصلاحات الشكلية والترميمات المؤقتة بل إن المطالب هذه المرة ستكون جوهرية وأساسية ولم تقبل الجماهير بأقل من رحيل الطغاة كما حدث في تونس بل وضعهم في قفص العدالة ومحاكمتهم واسترجاع ثروات الشعب التي اختلسوها ويمتد الأمر إلى إقامة أنظمة ديمقراطية حقيقية وحركة إصلاح في المجالات كافة وربما ستصل شرارة الثورة إلى بلدان عربية أخرى قد تكون مرفهة اقتصاديا لكنها مهمشة سياسيا وفاسدة اقتصاديا وفي مقدمتها أنظمة الخليج العربي وأولها الكويت والسعودية .
وللأسف الشديد إن هذه الأيام المقدسة لغضب الشعوب العربية في تونس ومصر واليمن والجزائر والأردن لم تلق الاهتمام الإعلامي من قنوات عربية وعراقية تدعي حرفيتها ومهنيتها على إن تكون صوتا للشعوب والمظلومين وفي مقدمة هذه الفضائيات البغدادية الخشلوكية التي لاذت بالصمت إزاء ما يجري في مصر من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ولا تبال بتلك الأصوات الشريفة الغاضبة التي تطالب بالإصلاح والتغيير بينما نراها في العراق تنبش تحت الرماد وتفتعل وتضخم آلاف القصص بالاستعانة من مرتزقتها الطارئين على الإعلام الذين يرتدون أقنعة حرية التعبير والذين يساندون النظام المصري من خلال عصاباتهم من فدائي صدام التي انتظمت إلى أجهزة الأمن القمعية في الاعتداء على الجماهير المصرية الثائرة ، ولابد هنا إن نستذكر الكاتب والصحفي الوطني ماجد الكعبي الذي قال في البرنامج الأخير للبغدادية قبل غلقها وعلى الهواء مباشرة وأمام الرأي العام ووسط مجموعة من الانتهازيين وفي عقر دارهم يا أصحاب البغدادية قناتكم مضخمة ومحرضة وهي غير وطنية وبرعاية خالصة من البعثيين أزلام صدام المهزومين .
|