اتصل بي صديق من خارج العراق يسألني: هل سألت جدك الكحال عن دواء لإنفلونزا الخنازير؟ هل يوجد في طب الاعشاب علاج ينقذ العالم؟ قلت: تلك مشكلة يا صديقي، وأخشى ان تورطني بها، فالجد مشغول بتدوين وتوثيق توصيفاته، لقد تورطت وشجعته على طبع كتاب، فلذلك هو لايتحدث مع احد... لكن عليّ ان اقدم سيناريو يستفز جدي:
يا جد يسلم عليك صديقي من السويد، ويقول: ان معظم الدكاترة هناك يتحدثون عن عظمة توصيفاتك... المشكلة لم ينتبه الي (ولا كأني احدثه)!! يا جد أحد الخبراء ارسل لك سؤالا عن امكانية ايجاد الدواء ضد انفلونزا الخنازير؟
انتبه إليّ هذه المرة... نعم قل له ليأخذ (الغافث)!!
قلت: وماهو الغافث يا جد؟
قال هو اسمه (شوكة) يا بني!!
قلت: وما يعني الشوكة يا جد؟
قال هو (منتنه)!!
قلت: ويعني؟
قال: شجرة الراعث... علاج بسيط حيث كنا نستخدمه لمعالجة الاسهال والامعاء، وهو مدر للبول، وكنا نعالج به الامراض الجلدية والتهاب الفم.. قلت: يا جد صديقي خالد من السويد يسألك عن توصيفة لداء الخنزير؟
قال: ما لكَ يا بني تعقدها عليّ؟ قلت لك الغافث، فله سمعة طيبة عظيمة لمعالجة الصفراء، وشكاوى الكبد، ومن ساق اوراقه ومن زهوره كنا نصنع غرغرة ممتازة لاسترخاء الحلق..
قلت: وداء الخنازير..
قال الجد: في فرنسا استخدمه الفلاحون بديلا للشاي..
قلت: يا جد ان المكالمة مكلفة وخالد على الخط..
قال: يا بني قلت لكما الغافث؛ اذ يستخدم لمعالجة الامراض الجلدية المزمنة، والبواسير المستعصية...
صحت يا جد: والخنزير؟
قال الجد: (هاي شبيكم) الغافث كنا نعالج به الزكام، والنزلات الحادة، والربو، وحصاة المرارة، والروماتيزم، والنقرس، وحصاة المثانة، والاورام، وعسر الهضم، والقروح الداخلية ـ قرحة معدة ـ امعاء...
يا بني لا تتعجل..
:- جدي الرجل على الخط من السويد، والمكالفة مكلفة...
:- قل له يأخذ نصف ملعقة صغيرة من عشبة الغافث لكل فنجان ماء ساخن، ويمزجه مع العسل، وانا كفيل بهذا العلاج البسيط، والذي لايعجبكما، القضاء على انفلونزا الخنازير وجربوا..
قلت: شكرا جد وانقطع الخط. |