• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عيد الشجرة موشح بالأحزان .
                          • الكاتب : ماجد الكعبي .

عيد الشجرة موشح بالأحزان

إن كل عيد يزهو بالأفراح والمسرات ,  وينغمس بالأحلام والآمال , ويترقبه الجميع بالسرور والحبور والمباهج ,  بيد أن هذا العيد (  عيد نيروز أو عيد الشجرة ) قد أطفئت  فيه شموع التفتح والبهجة والسعادة والاطمئنان ,  إذ أن مأساة يوم الثلاثاء الأسود الدامي قد حفرت في القلوب أخاديد عميقة الغور من الآهات والحسرات والدموع الناطقة .  فالمجزرة المؤلمة قد سلبت منا النشوة والابتهاج في هذا العيد الذي كان ينتظره الجميع كي يعيشوا في أجواء من الأماني والارتياحِ والاطمئنان,  غير أن الكلاب المسعورة والذئاب الجائعة للفتك والدمار قد أثارت في قلوبنا أوجاع الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه , وكثفت دموع سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام , وزرعت في النفوس المطمئنة الآمنة الخوف والرعب والهلع واليأس والتدمير . فإننا نستقبل هذا العيد والأفئدة ملأى بالحسرات والتنهدات التي تظل تنزف ألما وحرقة على شهداء يوم الثلاثاء ... فأي عيد نحتضن..؟ وأي عيد نستطيع أن نسرح فيه ونمرح في بلد قد ابتلي بالسفلة والقتلة والمنغصات والمزعجات والقلق والحرمان ..؟؟ فهذا العيد موشح بالأحزان وفاقد للامان ,  وغاطس في بحر الدماء البريئة , فالإنسان العراقي ما يزال وسيظل مرعوبا وخائفا مما يخبئ له الغادرون والمجرمون والإرهابيون الذين يمتهنون القتل والمضايقة والتشريد ,  ويستبيحون المحرمات ,  ويهتكون الكرامات ,  ويسحقون المقدسات بوقاحة وسفالة وانحطاط  .
إننا نستقبل هذه العيد الكئيب بعيون تذرف الدموع ,  وبصدورٍ تنفث التوجعات ,  وبنفوس تتمرغ على الجمر لفقد الأحبة والإخوان والجيران والأصدقاء الذين يمتازون بالطيبة والبراءة والمحبة والسلام والجمال ,  وما عندنا وما لدينا إلا أن نردد مع المتنبي العظيم : 
عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ 
                بما  مضى أم لأمرٍ فيكَ تجديدُ 
 أما الأحبةُ فالبيداءُ دونهُمُ 
                      فليتَ دونكَ بيداً دونها بِيدُ
فيا أحبتنا – عوائل الشهداء - إننا نقاسمكم الحزن والأسى على هذا المصاب الجلل الذي تزامن وعيد الشجرة الذي اطل علينا وهو مكتسي كساء الفواجع والأحزان , وان مصابكم الأليم الذي هو مصابنا فعلا وبالتأكيد .
 مدير مركز الإعلام الحر 
majidalkabi@yahoo.co.uk



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28797
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14