تحوي الحياة على قصص عديدة ..
لأناس فارقوها وهم مظلومون ..
يتطلعون دائما ً لنيل حقوقهم ولكن بالقانون ..
أهذا يعقل ؟..
أرواح لديهم قدراتهم ..
لِمَ لا ينالوا حقوقهم ؟! ..
لِمَ يبحثوا عن فارس القمر ليحقق لهم العدالة ...
هل ستحقق عدالة السماء ؟..
ربما تتحقق ..
وربما ينتهي الحال كما هو عليه ..
من قال إِنَّ جميعهم أشرار ..
هناك من ظلم ولا يستحق ..
هيا نسبح في أعماق القلوب المظلومة ونتعرف على ظلمهم .
نسيت الوقت لم أَدرك إلا حينما سمعت دقات الساعة .. وجدتها الثامنة مساءً .. ركبت دراجتي وذهبت للبحيرة .. ربع ساعة سرعة فائقة للوصول .. فوجدت الجميع بانتظاري .
مروان :
ـ آسف تأخرت .. نسيت الوقت وأنا أذاكر دروسي .
حاتم :
ـ لا عليك .. هون على نفسك .
مروان
ـ حان دورك لتروي قصتك .
حاتم :
ـ عائلتي تتكون من أب قاسٍ وأم حنونة وعطوفة .. أخي أكبر مني .. عمره ثلاثة وعشرين عام .. قاسٍ كأبي .. وله نفس ملامحه .. قمحي البشرة بني غامق لون عينيه .. شعره أسود ويدعى حازم .
أما أخي الأصغر مني عمره ثلاثة عشر عام .. ملامحه كأبي ما عدا لون عينه عسلية .. قلبه حنون بعض الشيء واسمه خالد .
كان خالد يعمل مع أبي منذ صغره .. حصل على دبلوم هل تعني صنائع .. َمَال حازم لأسلوب أبي في الحياة .. فالتعليم عنده لا يسوى شيء .. المهم يعرف يقرأ ويكتب .. لذا أكمل الإعدادية فقط .
أما أنا فضلت إِكمال دراستي .. عندما قتلت كنت في سنة أُولى بكلية الهندسة .. أفضل دائما ً الجلوس مع أمي في شقتنا ..تقع على بعد أميال عن البحيرة .. كل يوم أروي لها ما حدث معي .
أصعب شيء كان يمزق قلبي .. قسوة حازم على أمي .. وفي أحد الأيام .. يوم عيد الأم رجعت للمنزل باكرا ً .. اشتريت لأمي هدية وعدت وأنا سعيد .. أَتوقُ لأعرف ما رأيها في هديتي .
اشتريت لها سلسلة على شكل مصحف .. قبلتها وألبستها لها .. ثم قرأت لها بعض الكلمات .. كانت تعبر عن قليل القليل من الحب .. بينما قلبي يحمل الكثير .. كتبت أقول :
منية النفس
يا منية النفس أراكِ تسكين قلبي
منيتي لكِ المنزلة الكبرى بقلبي
يا منية النفس لا ينافسكِ في حبي
سوى الله عز وجل بجواره أَنتِ تسكني
يا أول من رأت عيني
يا من أخرجتني من بين أَحشاءكِ بعد دفئي
يا من أخرجتني لهذه الدنيا
أَراكِ تضميني بحنان طوال عمري
لو اجتمعت النساء كي تقلدك
أشهد الله سيفشلنَّ يا حبيبتي
لكِ ابتسامة تفوق أنيني
تأخذني من آلامي لجنتكِ
تضمني في لحظة حزيني
فيرقص قلبي ويتعالي بحبّكِ
أَرى حبك من نوعا ً خاصا
أشهد الله أَنَّ حبك بقلبي
بينما كنت أَقرأها دخل خالد .. وقف يستمع إلي وينظر لأمي .. عندما انتهيت قبلت يدها .. لكننا لم نستمتع بالسعادة .. عاد حازم ليحن وقت الكآبة .. بمجرد ما دخل أخذ الورقة ومزقها .
فقال حازم ووجه عابس :
ـ كفاكم تهريج .. هيا لنتناول الغذاء .
حاتم :
ـ لِمَ مزقت الورقة ؟.. لم أفعل لك شيئا ! .
انتظروا باقي الأحداث
|