• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اسماك مشاكسه .
                          • الكاتب : صفاء ابراهيم .

اسماك مشاكسه

 

 اسماك مشاكسه

صفاء ابراهيم

ahleen65@yahoo.com

2010 / 8/ 8

لا يختلف اثنان في ان ما حدث في العراق عام 2003 لم يكن بكل المقاييس شيئا عاديا لان انهيار نظام شمولي مثل نظام صدام حسين ليس امرا هينا من الممكن ان يحدث كل يوم بتلك السهولة التي حدث بها كان صدام ممسكا بكل خيوط الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق بشكل لم يسبق له مثيل,كان مصدر السلطات الثلاث وممثلها في نفس الوقت,كان الحاكم الاعلى ولا قانون فوق كلمته,كان يختزل العراق والعراقيين بكل رغباتهم وامالهم والامهم وتطلعاتهم في شخصه المصاب بداء العظمه,باختصاركان كل شيء ولا شيء سواه لم يدر بخلده قط انه يموت كما مات البشرمن قبله , ولهذا بنى ثمانون قصرا موزعة على كل خارطة العراق, واكثر هذه القصور لم يحالفه الحظ بل لم يسعفه الاحتلال للنوم فيها, وفي كل قصر ادارة كامله من الموظفون والطباخون والفراشون والخدم ويقال انهم وفي كل تلك القصور يتهيأون يوميا لاستقباله ويهيئون القصروينحرون الذبائح ويطبخون ثلاث وجبات ثم يرمونها اخر النهارللكلاب والقطط الضاله بعد ان يطول انتظارهم, وفي الاوقات التي كانت تهدد فيها امريكا بضرب العراق يقوم بجمع الغوغاء والعاطلين عن العمل والسوقه والشحاذين ويملأ بهم قصوره كدروع بشرية رخيصة الثمن كان يقود نظاما قويا ومتماسكا في ظاهره ولديه جيش من اقوى الجيوش ويتربع بكرسيه على اكبر بحيرات النفط في العالم ولديه اجهزه قمعية من كل الالوان فلماذا انهار بتلك السرعة المشينه؟ تكمن المشكلة في ان الاسماك لاتصمد طويلا عندما تسبح ضد التيار,فأما ان يغير التيار مساره وهذا غير ممكن واما ان تتعب الاسماك وتنهار مقاومتها فيجرفها التيار فيما يجرف نظام صدام حسين في العراق كان يسبح ضد التيار, فكم كان بامكانه ان يصمد؟في الوقت الذي نرى فيه العالم يتجه نحو الديمقراطيه واحترام حقوق الانسان كان يتجه نحو مزيد من الاستبداد والتسلط والقمع الدموي, وفي الوقت الذي تتجه فيه دول العالم نحو الالتزام بقواعد الشرعيه الدوليه كان سجله مسودا بتأثير غزواته الفاشلة ضد جيرانه ووقوفه المتكررضد ارادة المجتمع الدولي وفي الوقت الذي تسود فيه بوادر الانفتاح الاقتصادي وحرية التجاره والتبادل السلعي وحرية انتقال رؤوس للاموال كان نظام صدام حسين يزيد من احتكاره لادوات التجاره الداخلية في العراق والخارجية مع بقية دول العالم,وفي الوقت الذي اصبح فيه العالم قرية صغيرة بقي صدام حسين مصرا على السكن خارج تلك القريه,فالعراقيون ممنوعون من السفرومحرومون من الاتصال بالعالم فلا صحافه اجنبية ولا فضائيات ولا انترنت ولا فاكس ولا حتى اجهزة الموبايل لان كل تلك الوسائل الخاصة بالتواصل ونقل المعرفة كان يعتبرها خطرا جديا يهدد نظام حكمه انهار نظام صدام حسين لانه كان يخالف التطور الطبيعي للامور,كان سمكة مشاكسة عنيدة تسبح ضد تيار التطور والانفتاح الذي بدأ يسود العالم اليوم وهذا هو مصير كل الاسماك الاخرى فمن المرشح التالي للانهيار؟ قد يكون مبارك الذي يقبع في كرسي حكمه منذ تسعة وعشرين عاما في مصر التي تتصاعد فيها الحركات المنادية بالديمقراطية ومنع التوريث وتقابلها اجهزته الامنية بمزيد من قمع الحريات وتكميم الافواه وصل الى حد اعتقال صاحب دار نشر طبع كتابا عن محمد البرادعي منافسه المفترض في الانتخابات القادمه والى حد الترتيب مع الكويت لتسفير انصارالبرادعي منها ومع السعودية والامارات لاغلاق مواقع الكترونية يديرها مؤيدوه وقد يكون العقيد القذافي صاحب السجل الحافل في خنق الحريات ودعم الارهاب والذي سيحتفل في ايلول بعامه الحادي والاربعين قائدا للثورة الخضراء و مناديا بالوحدة الافريقية بعد ان بح صوته وهو يدعو للوحدة العربية ولا من مجيب وقد يكون العقيد صالح في اليمن السعيد وقد اوشك على انهاء العقد الثالث من حكمه المضطرب بتأثير التمرد الحوثي في الشمال والحراك الانفصالي في الجنوب والتأثير المتزايد للقاعدة في بقية انحاء اليمن المثقل بالفقر والقبلية والقات الاخضر وقد يكون نظام ايران الاسلامية الذي بدأ يتهاوى تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية والمسيرات الطلابية المنادية بالانعتاق والتحرر من هيمنة الملالي وقد تكون اسرةال سعود التي ما زال يقودها التطرف الديني وتسيرها فتاوى التكفير وتعيش في عزلة حضارية تامه عن مفاهيم الديمقراطيه وحقوق الانسان فبعد ان ساهم الفكرالوهابي المتشدد وخطباء المنابرفي نشأة القاعدة وساعدت اموال الزكاة والصدقات في ديمومتها وبقائها اصبحت السعودية الان من اول واهم اهدافا كل هذه الانظمه وغيرها ايضا مرشح للانهياربسبب مخالفتها لسنن التطور الطبيعي للامور واتجاهها في طريق اخر لا يتناسب مع ما شهده العالم من تطور وانفتاح وتحولات حضاريه كل هذه الاسماك المشاكسه سيجرفها التيار ويذهب بها الى غير رجعه ولكن ايها اولا؟ سؤال قد لاننتظر سنوات لنعرف اجابته


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو محمد الكربلائي من : العراق ، بعنوان : انظمة تعتمد على مفهوم القائد الاوحد في 2010/08/08 .

الاستاذ الفاضل صفاء ابراهيم
الانظمة القومية العربية كانت الاكثر اهتماما وتبني لفكرة القائد الاوحد والحزب الواحد لطبيعة تفكيرها العسكري البوليسي للحفاظ اطول فتره ممكنة على هذا النظام .... لتخلف لنا ملوكية جيدة باسم رئيس الجمهورية وما يحدث في مصر كما تفضلتم هو اكبر دليل على ذلك ....
تحافظ على نفسها بالاتفاقات السرية بانشاء قواعد عسكرية في دولها والاتفاقات الثنائية الامنية خاصة والتي تفعلها بكل صورة دون الاتفاقيات التي تبرمها مع بعض الدول للاستهلاك المحلي .......
وبهذا خرجت جميع الدول العربية الرئاسية و الملوكية من اطار الامن القومي العربي واصبحت غير قادرة على تعبئة الجماهير الا بالقوة كما كنا نراها في ايام صدام ...
لذا فان انهيار اي دولة عربية سوف يحدث من موت ما يسمى رئيس الجمهورية الا اذا كان النظام البلويسي بقتل واجتثاث المعارضين كما حدث في سوريا واستلام بشار الاسد بعد وفاة والده
وبذلك اصبحت الدول العربية جميعها ملكية باستثناء العراق الذي يحاول ان يضع قدمه على اول سلاللم الديمقراطية الجديدة ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=274
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13