• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إضاءاتٌ من السيرة المحمدية(ح11)(...مشهورةً سماته، كريماً ميلاده) .
                          • الكاتب : اياد طالب التميمي .

إضاءاتٌ من السيرة المحمدية(ح11)(...مشهورةً سماته، كريماً ميلاده)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
نبارك لمولانا صاحب الأمر ﴿عجل الله فرجه﴾الشريف ولجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها ولادة النورين خاتم النبيين وسيد الخلق أجمعين محمد ﴿صلى الله عليه واله﴾ والإمام جعفر بن محمد الصادق سلالة النبيين وخازن علوم الأولين والآخرين عليه وعلى ابائه الطاهرين أفضل الصلاة وأتم التسليم.
قال سيد الوصيين وامير المؤمنين (عليه السلام) واصفا أخاه المصطفى (صلى الله عليه واله)﴿ (إلى أن بعث الله سبحانه محمداً (صلى الله عليه وآله) رسولاً لإنجاز عدته ، وتمام نبوته، مأخوذاً على النبيين ميثاقه ، مشهورةً سماته، كريماً ميلاده. وأهل الأرض يومئذ مللٌ متفرقة، وأهواءٌ منتشرة ، وطوائفُ متشتتة ، بين مشبِّهٍ لله بخلقه ، أو ملحدٍ في اسمه ، أو مشيرٍ إلى غيره .. فهداهم به من الضلالة ، وأنقذهم بمكانه من الجهالة) .*
 
ولادة النور
*عن ابن عباس قال: سمعت أبي العباس يحدث قال: ولد لأبي عبد المطلب عبد الله، فرأينا في وجهه نورا \" يزهر كنور الشمس، فقال أبي: إن لهذا الغلام شأنا \" عظيما \"، قال: فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض، فطار فبلغ المشرق والمغرب، ثم رجع راجعا \" حتى سقط على بيت الكعبة فسجدت له قريش كلها، فبينما الناس يتأملونه إذ صار نورا \" بين السماء والارض، وامتد حتى بلغ المشرق والمغرب، فلما انتبهت سألت كاهنة بني مخزوم فقالت: يا عباس لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا \"له، قال أبي: فهمني أمر عبد الله إلى أن تزوج بآمنة، وكانت من أجمل نساء قريش وأتمها خلقا \"، فلما مات عبد الله وولدت آمنة رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾ أتيته فرأيت النور بين عينيه يزهر، فحملته وتفرست في وجهه فوجدت منه ريح المسك، وصرت كأني قطعة مسك من شدة ريحي، فحدثتني آمنة وقالت لي: إنه لما أخذني الطلق، واشتد بي الأمر سمعت جلبة \" وكلام لا \" لا يشبه كلام الآدميين، ورأيت علما \" من سندس على قضيب من ياقوت قد ضرب بين السماء والارض، ورأيت نورا \" يسطع من رأسه حتى بلغ السماء،...1)
فضله صلى الله عليه واله على الأنبياء
*عن أبي خنيس الكوفي قال: حضرت مجلس الصادق ﴿عليه الصلاة والسلام﴾ وعنده جماعة من النصارى فقالوا: فضل موسى وعيسى ومحمد ﴿عليهم السلام﴾ سواء لأنهم ﴿صلوات الله عليهم﴾ أصحاب الشرائع والكتب، فقال الصادق (عليه السلام): إن محمدا (صلى الله عليه وآله) أفضل منهما وأعلم ولقد أعطاه الله تبارك وتعالى من العلم ما لم يعط غيره، فقالوا آية من كتاب الله تعالى نزلت في هذا ؟ قال (عليه السلام): نعم قوله تعالى: (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) وقوله تعالى لعيسى: (وليبينن لكم بعض الذي تختلفون فيه) وقوله تعالى للسيد المصطفى (صلى الله عليه وآله): (وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) وقوله تعالى: (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا) فهو والله أعلم منهما ولو حضر موسى وعيسى بحضرتي وسألاني لاجبتهما وسألتهما ما أجابا.2)
جملة من معاجزه صلى الله عليه واله
*قالت فاطمة بنت اسد ( عليها السلام ) وكان في صحن داري شجرة قد يبست وخاست ولها رمان يابسة فأتى النبي يوما إلى الشجرة فمسها بكفه فصارت من وقتها وساعتها خضراء وحملت الرطب فكنت في كل يوم أجمع له الرطب في دوخلة ) ( فاذا كان وقت ضاحي النهار يدخل فيقول يا اماه اعطينى ديوان العسكر فكان يأخذ الدوخلة ثم يخرج ويقسم الرطب على صبيان بنى هاشم ، فلما كان بعض الايام دخل وقال : يا اماه اعطينى ديوان العسكر ، فقلت يا ولدي اعلم ان النخلة ما أعطتنا اليوم شيئا ، قالت:فوحق نور وجهه لقد رأيته وقد تقدم نحو النخلة وتكلم بكلمات واذا بالنخلة قد انحنت حتى صار رأسها عنده فأخذ من الرطب ما أراد ثم عادت النخلة إلى ما كانت، فمن ذلك اليوم قلت : اللهم رب السماء ارزقنى ولدا ذكرا يكون أخا لمحمد ففي تلك الليلة واقعنى أبوطالب فحملت بعلي بن أبي طالب فرزقته فما كان يقرب صنما ولايسجد لوثن كل ذلك ببركة محمد.3) .
*عن امير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾... ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته ولكل غصن منها تسبيح وتهليل و تقديس، ثم قال لها: انشقي فانشقت نصفين، ثم قال لها: التزقي فالتزقت، ثم قال لها: اشهدي لي بالنبوة فشهدت، ثم قال لها: ارجعي إلى مكانك بالتسبيح والتهليل والتقديس ففعلت، وكان موضعها بجنب الجزارين بمكة.4)
مكارم اخلاقه صلى الله عليه واله
*عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال: كان رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾ في بيت ام سلمة في ليلتها، ففقدته من الفراش، فدخلها في ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم رافع يديه يبكي وهو يقول: \"اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا، اللهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا،اللهم ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبدا \" قال: فانصرفت ام سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾ لبكائها فقال لها: ما يبكيك يا ام سلمة ؟ فقالت: بأبي أنت وامي يا رسول الله ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر اللهلك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تسأله أن لا يشمت بك عدوا أبدا، وأن لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا، وأن لا ينزع منك صالحا أعطاك أبدا، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا ؟ فقال: يا ام سلمة وما يؤمنني ؟ وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان. 5)
*عن جعفر، عن أبيه ﴿عليه السلام﴾ أن المساكين كانوا يبيتون في المسجد على عهد رسول الله ﴿صلى الله عليه واله﴾، فأفطر النبي ﴿صلى الله عليه واله﴾ مع المساكين الذين في المسجد ذات ليلة عند المنبر في برمة فأكل منها ثلاثون رجلا، ثم ردت إلى أزواجه شبعهن.6)
* روي عن النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ أنه أمر أصحابه بذبح شاة في سفر فقال رجل من القوم على ذبحها، وقال الاخر: على سلخها وقال آخر: علي قطعها وقال آخر: علي طبخها فقال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾: علي أن القط لكم الحطب، فقالوا: يا رسول الله لا تتعبن بآبائنا وأمهاتنا أنت، نحن نكفيك، قال: عرفت أنكم تكفوني، ولكن الله عزوجل يكره من عبده إذا كان مع أصحابه أن ينفرد من بينهم، فقام ﴿صلى الله عليه وآله﴾: يلقط الحطب لهم.7)
وصاياه صلى الله عليه واله
*عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ قال: جاء رجل إلى النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ فشكا إليه أذى من جاره،
فقال له رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله﴾:
اصبر، ثم أتاه ثانية فقال له النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾:
اصبر، ثم عاد إليه فشكاه ثالثة فقال النبي ﴿صلى الله عليه وآله﴾ للرجل الذي شكا: إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق حتى يراه من يروح إلى الجمعة فإذا سألوك فأخبرهم قال: ففعل، فأتاه جاره المؤذي له فقال له: رد متاعك فلك الله علي أن لا أعود.اصول الكافي
* عن أبي ذر، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وصيته له، قال: يا أبا ذر، ليكن لك في كل شيء نية، حتى في النوم والأكل.8)
* عن أبي ذر، في وصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، قال: يا أبا ذر، إغتنم خمسا قبل خمس:
شبابك قبل هرمك،
وصحتك قبل سقمك،
وغناك قبل فقرك،
وفراغك قبل شغلك،
وحياتك قبل موتك،...9)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
*( نهج البلاغة:1 /24 )
1- بحار الأنوار / ج 15 / ص 256
2- بحار الأنوار / ج 10 / ص 215
3- مناقب آل أبي طالب
4- بحار الأنوار / ج 10 / ص 48
5- بحار الأنوار / ج 16 / ص 217 و218
6- بحار الأنوار / ج 16 / ص 219
7- بحار الأنوار / ج 73 / ص 273
8- وسائل الشيعة
9- المصدر السابق



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26914
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12