• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثرثرة عراقية 12 .
                          • الكاتب : جمال الدين الشهرستاني .

ثرثرة عراقية 12

 1-   انتحار ثقافة و ولادة أخرى 

 بينما كنت أتجول في عاصمة الثقافة والابداع (بغداد) لفت نظري في بداية شارع السعدون لافتات معلقة على الجدران كتب عليها { المكتبة و ما فيها للبيع } ، وآلاف الكتب على الارض وقد علاها الغبار ، كراس ومجلد وموسوعة ، وقد بهرني التنوع والكمية ، تستغيث لإنقاذها قبل ان تحترق في أقرب تنور أو تغرق في نهر دجلة ، علما أني زرت مدينة العمارة وجدت مثل هذا الموقف ، تكلمت مع صاحب المكتبة الكبيرة جدا وقال لي : لن تراني في الاسبوع المقبل !!! مسافة اخرى مشيتها في بغداد الثقافة لأجد مكتبة أخرى للبيع ، سألت صاحب المكتبة ،لماذا تبيعها ؟ أجابني : انتحرت ثقافة قراءة الكتب .و حسب استطلاع للرأي أجريته في مدينة كربلاء المقدسة ؟ ظهر أن الاعمار  ما بين 18 – 45 سنة يفضلون الانترنت وبنسبة 56% ثم الطرق الاخرى للقراءة والتصفح . الى أصحاب الاختصاص هل هذه التحولات السريعة في طرق كسب الثقافة تعتبر صالحة ام طالحة ، أم القديم أفضل . علما أن علم الكيمياء يقول : التحول السريع في المواد يغير الخواص الكيميائية والفيزيائية !!
2-   المدينة الفاضلة 
من يقرأ التاريخ يرى إن العراق اول أرض سكن عليها الحيوان البشري وغيره ، ولحد هذا اليوم و الاتصال و التوالد والنتاج الادمي منذ ادم عليه السلام ، والكيانات و الحكومات و الدول التي تشكلت على هذه الارض اقامت الدنيا ، والحضارات التي سادت ثم بادت أكثر مما يتخيلها الانسان .
المفروض العمر الطويل لهذا البلد ، أن يتولد فيه كيان ومجتمع متماسك منسجم ملتحم نتيجة للإرث التاريخي والضغط المتراكم لسنوات الحضارة وعقليا هو الارجح ، والاسباب الاضافية لما تقدم التجارب المتلاحقة والإرث الاجتماعي والديني والسياسي  والعسكري . 
ولكن العجيب ونحن في العام 2013 ميلادي و 1434 هجري والعراق أكثر دول العالم تشتتا وشعبه أبعد نقطة ممكنة عن الانسجام المجتمعي . 
الساكن في المدينة غير منسجم مع ساكني القضاء و مركز القضاء غير منسجم مع القرية و ساكن القرية غير منسجم مع ريفه ، والمدن فيما بينها لا يوجد بينها بوادر الانسجام والوسط يرى له الافضلية على الجنوب والمنطقة الغربية لا تطيق الشرقية و الشمال لا يمكن أن ينسجم مع الاجزاء الباقية والقبيلة الفلانية ترى لنفسها الافضلية على القبائل الاخرى ، و وصل عدم التجانس الى العوائل وهي اساس البنية المجتمعية لكل كيان وطني . اليوم حالة اللاأنسجام اصبحت ظاهرة ، والعراقي الوحيد الذي ابناءه  لا يحملون وثيقة عراقية فأما تبعية فارسية أو عثمانية  ، ومن مبدأ عقلي على الذين يحكمون البلاد ويستعبدون العباد أن يجلسوا ليحددوا مسارات هذه الظاهرة و أسبابها ووضعها على طاولة البحث وايجاد الحلول وفق منهج مدروس ، وحل هذه الظاهرة قبل أن ينحل هذا المجتمع ويصبح أجزاء و كل جزء ينصهر في إحدى المجتمعات المجاورة له ويفقد العراق هويته كوطن و مواطن . إن التجانس في منظومة الدول المتقدمة هو مفهوم استراتيجي , لا تطبيق آني , تعمل عليه الدول من أجل الرفاهية والازدهار . 
ولكن في العراق انتقلت حالة اللاانسجام هذه الى السلطة و الحكومات المركزية والمحلية ، وهذه علامة واضحة لانتهاء العراق كوطن .
 
 

كافة التعليقات (عدد : 6)


• (1) - كتب : محمد الوزني ، في 2013/01/30 .

ما يتعلق بالموضوع الاول التصور الخاطىء للناس عن أفضلية النت ......... على الكتاب
أما الثاني فهو إنحسار بل ندرة المربين الحقيقيين ؟؟؟؟؟

• (2) - كتب : جمال الدين محمد علي ، في 2013/01/29 .

السلام عليكم
شكرا للاخوة هيكل والجبوري والموسوي ، والاخت ايمان اللامعه القصد من الموضوع لو كانت هناك حالات في المجتمع وجب على الحكومة حلها ، فاذا الحكومة مبتلاة ، فإلى أين يذهب من يغص بماء .تحياتي مرة اخرى



• (3) - كتب : هاشم هيكل ، في 2013/01/29 .

سيدنا العزيز الموضوع بقدر ما هو مؤلم فانه يستحق القراءة والتامل وان كان فيه من التشاؤم ما فيه.. الفقرتين اتصورهما مترابطتين فالذي جعل المكتبة تباع بهذه السهولة هو نفسه من زرع بذور التفرقة والتفكك والفتنة في نسيج هذه الامة المظلومة المغلوب على امرها فذاك يخطط من سنين عديدة وبسيناريو محبوك حيث ادخل البلد في ظلمات الحروب غايته الثوابت التي يرتكز اليها المواطن كالدينية والمذهبية والقومية والمجتمعية فلو تاملت مليا في السنين الغابرة التي كانت حمامات للدماء تارة مع الجار الاقليمي وما يحتوي من الثابت الديني والمذهبي واخرى مع الجار العربي وما يحتوي من الثابت الديني و القومي وبعدها كانت القاضية ايام الانتفاضة الشعبانية فهي المجتمعية بطبيعة الحال فمن اين كانت ادوات تلك الحروب . واما المحاولات التي نعيشها اليوم من المخطط ذاته فهي مكملة لتلك المرحلة فصبره طويل وامله كبير لكن يخسئ انشاءالله هو واتباعه فصبرنا اطول واملنا بالله اكبر فانا مازلت متفائلا بان العراقيين سيعبرون هذه المرحلة والتقسيم لشانئهم ومبغضهم .. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون


• (4) - كتب : ايمان بلال ، في 2013/01/28 .

بالنسبة للموضوع الاول فدوام الحال من المحال ...ولا بأس بتوجه الناس للكتاب الالكتروني لسهولته ويسر الامر ، لكن ارجو ان تندثر حتى هذه الحالة ويبقى العراق بلا قراء .
اما الموضوع الثاني اراك بدأته صحيحا وختمته بالعكس ...اذ لا ارى الانقسام بدأ من الشعب وانتهى بالساسة فهم من بدأوه وزرعوا بذوره بكل اطياف الشعب العراقي .

• (5) - كتب : سهيل الجبوري ، في 2013/01/28 .

سيدي العزيز
اشاطرك الرئي في كلا الموضوعين واستنتاجاتك صحيحة لقد اختفت ثقافة القراءة واصبحت من التراث وقليلون من هم مستمرين عليها ...
وبخصوص الفقرة 2 اشعر ان العراق سينتهي كوطن قد تكون نظرة متشائمة ولكن هذا ما يستنتجة من يتابع مجريات الامور بدقة وعين فاحصة واتمنمى ان اكون على خطء تحياتي لكم

• (6) - كتب : حازم الموسوي ، في 2013/01/28 .

لقد تغيرت الخواص منذ زمن بعيد وتغير معها الطعم والرئحة فلا العراق عراق ولا الناس اوادم



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26836
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15