الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
ان هناك آيات قرآنية متعددة تشير بوضوح الى ان كل انسان سوف يكون مسؤول عن عمله يوم القيامة ولا يمكنه ان يلقي اللوم على من سيره واضله في سيره الى الله تعالى وان كان الذي اضل الناس سيكون له اثمان الاول لانه سار بضلال والاثم الثاني لانه سيّر بضلال ولكن الذي ضل بضلال هذا المضل هو ايضا مسؤول بصورة مستقلة لما عمله من اضلال من أضله وخلاصة الامر لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى والكل يعلم عادة بان كل رواية لا يؤخذ بها ان خالفت الايات القرانية الكريمة فكيف بمقال ان كان لا اساس له
مستدركالوسائل 17 304 9- باب وجوب الجمع بين الأحاديث...
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَا مُحَمَّدُ مَا جَاءَكَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَخُذْ بِهِ وَ مَا جَاءَكَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَا تَأْخُذْ بِهِ
بحارالأنوار 2 242 باب 29- علل اختلاف الأخبار و كيفية
عن کتاب المحاسن: أَبُو أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْهِشَامَيْنِ جَمِيعاً وَ غَيْرِهِمَا قَالَ خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله بِمِنًى فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَا جَاءَكُمْ عَنِّي فَوَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ فَأَنَا قُلْتُهُ وَ مَا جَاءَكُمْ يُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أَقُلْهُ
وسابدء بالايات الكريمة ثم انقل لكم تفسير المفسرين وقد اجمعوا على ما ذكرته لكم ولا توجد ا اية او رواية تقول ان هناك انسان يمكن ان يجيب عن معصية الاخرين ويدافع عنهم لانه اضلهم وليس هناك اي انسان يمكنه ان يخلص نفسه لانه سار بارشاد من ارشده :
**قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغي رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)(الانعام)
**مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ ما كُنَّا مُعَذِّبينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)(الاسراء)
**وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ مَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصيرُ (18)(فاطر)
**إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَ لا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)(الزمر)
**وَ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لِلَّذينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَ ما هُمْ بِحامِلينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (12)
وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13) (العنكبوت)
اما الأية الاولى
في سورة الانعام فارجو تلاوتها بتدبر وتلاوة ما سانقله لكم عن اشهر المفسرين المعروفين من علماء الشيعة ومنها سنعرف بطلان قول من قال
" ذبها براس عالم واطلع منها سالم "
فانها مقولة ما انزل الله بها من سلطان ولو انها كانت رواية لعارضت القران الكريم فكيف وهي مقالة يرددها البعض وليس لها اساس ولا هي رواية ولا يعرف لها اصل او نسب كونوا معي والاية المباركة الاولى من سورة الانعام المباركة :
**قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغي رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)(الانعام)
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج4، ص: 606
«وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها» أي لا تكسب كل نفس جزاء كل عمل من طاعة أو معصية إلا عليها فعليها عقاب معصيتها و لها ثواب طاعتها و وجه اتصاله بما قبله أنه لا ينفعني في ابتغاء رب غيره ما أنتم عليه من ذلك لأنه ليس بعذر لي في اكتساب الإثم اكتساب غيري له «وَ» لأنه «لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» أي لا يحمل أحد ذنب غيره و معناه و لا يجازى أحد بذنب غيره
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج4، ص: 503
وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ: جزاء عمل من طاعة أو معصية.
إِلَّا عَلَيْها: فعليها عقاب معصيتها و لها ثواب طاعتها.
وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى: لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى. جواب عن قولهم: اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ.
الميزان في تفسير القرآن، ج7، ص: 396
قوله: «وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها» إلى آخر الآية، أي أن كل نفس لا تعمل عملا و لا تكسب شيئا إلا حمل عليها و لا تزر وازرة وزر أخرى حتى يحمل ما اكتسبته نفس على غيرها ثم المرجع إلى الله و إليه الجزاء بالكشف عن حقائق أعمال العباد، و إذا كان لا محيص عن الجزاء و هو المالك ليوم الدين فهو الذي تتعين عبادته لا غيره ممن لا يملك شيئا.
و الحجة من طريق النشأة الدنيا ما في قوله: «وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ» إلخ، و محصله أن هذا النظام العجيب الذي يحكم في معاشكم في الحياة الدنيا و هو مبني على خلافتكم في الأرض و اختلاف شئونكم بالكبر و الصغر و القوة و الضعف و الذكورية و الأنوثية و الغنى و الفقر و الرئاسة و المرئوسية و العلم و الجهل و غيرها و إن كان نظاما اعتباريا لكنه ناش من عمل التكوين منته إليه فالله سبحانه هو ناظمه، و إنما فعل ذلك لامتحانكم و ابتلائكم فهو الرب الذي يدبر أمر سعادتكم، و يوصل من أطاعه إلى سعادته المقدرة له و يذر الظالمين فيها جثيا، فهو الذي يحق عبادته.
و قد تبين بما مر أن مجموع الجملتين: «وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» سيق لإفادة معنى واحد و هو أن ما كسبته نفس يلزمها و لا يتعداها، و هو مفاد قوله: «كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ»: (المدثر: 38).
وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ جزاء عمل من طاعة أو معصية إِلَّا عَلَيْها فعليها عقاب معصيتها و لها ثواب طاعتها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى لا تحمل نفس اثم نفس أخرى جواب عن قولهم اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج4، ص: 542
ثمّ إنّه يردّ على جماعة من المشركين المتحجرين ممن قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اتّبعنا و علينا وزرك إن كان خطأ، قائلا: وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها، وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى فلا يعمل أحد إلّا لنفسه، و لا يحمل أحد وزر أحد.
واما الاية الثانية من السورة المباركة الاسراء |