• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا تخادعون !! .
                          • الكاتب : علي حسين الدهلكي .

لا تخادعون !!

 رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة للتعامل بايجابية مع طلبات المتظاهرين بالمناطق الغربية غاضة النظرعن بعض ما شاب هذه التظاهرات من شعارات طائفية واعلام المقبور وصور اردوغان لكونها تدرك ان خدمة الشعب هو هدفها الرئيسي.

وهكذا تشكلت العديد من اللجان وارسلت عدة وفود حكومية لتسلم طلبات المتظاهرين والاستماع اليهم بصورة  مباشرة ليتم التعامل مع هذه الطلبات بما يتوافق مع دستورية وقانونية تلك المطالب .

ولا اعتقد ان هنالك من يختلف حول أي مطلب مشروع لاي مواطن ويجب على الحكومة ان تعمل على تنفيذه ما دام مشروعاً ، ولكن ان تتم المطالب وفق  اجندات تبغي اثارة الفتنة الطائفية وتعطيل عمل الحكومة والعملية السياسية فهذا ما لايمكن القبول به .

وما يسجل للحكومة في تعاملها مع تظاهرات الانبار وسامراء والموصل انها لم تتخذ جانب التشدد والمواجهة المسلحة بل سلكت طريق الدبلوماسية واحتواء الازمة .

والشيء المؤكد ان الحكومة لم تكن في أي وقت من الاوقات راغبة بالتقاطع مع مصالح وطموحات المواطنين بل هي من وضعت نفسها في خدمة الوطن والمواطن وهذا واجبها الرئيسي .

وهكذا تم التعامل مع المطالب التي قدمت حيث تم تشكيل لجنة الحكماء ولجان لمتابعة امر الكيانات المنحلة وتشكيل افواج من الشرطة من ابناء المحافظة ، بالاضافة الى اصدار عفو خاصا من قبل رئيس الوزراء بحق المعتقلين بشرط التنازل عن الحق الشخصي .

وهناك الكثير الكثير من الخطوات الايجابية من قبل الحكومة تجاه المتظاهرين ومطالبهم في حين لم نجد أي تجاوب من قبل المتظاهرين تجاه الخطوات الحكومية وهو ما يعطينا اليقين با التظاهرات خرجت عن فكرة التعاطي مع المطالب المشروعة وبدأت تشكل مشروعا للعصيان والتمرد تقوده دول واطراف معروفة بعدائها للعملية السياسية وللطائفة التي تقود الحكم .

وهنا يجب ان على الحكومة ان لا تقوم باي خطوة ايجابية ما لم يبادلها الطرف الاخر بنفس الخطوة لكي لا تفسر النوايا والاتجاهات الصحيحة للحكومة بانها ضعف او رضوح لاصحاب النفوس الضعيفة والعملاء وهو ما يؤدي الى رفع سقف المطالب لتخرج الى اللادستورية واللا قانونية .

ولقد شاهدنا كيف تم التعامل مع تجاوب الحكومة من قبل بعض المتمردين ممن نصبوا انفسهم منسقين او قادة التظاهر ، فبدل ان يؤشر هؤلاء الخطوات الايجابية لتحرك الحكومة تجاه تنفيذ مطالب المتظاهرين خرجوا علينا ليشككوا بتلك الخطوات داعين الى عدم التصديق بجديتها والتقليل من أهميتها حتى قبل ان تنفذ ولذلك حملت تظاهرتهم يوم الجمعة اسم (لا تخادع ) .

نعم علينا ان لا نخدع من قبل هؤلاء الذين اعطوا لانفسهم  مسميات غريبة مثل قادة التظاهر او ممثلي اللجان الشعبية او ما الى ذلك من مسميات .

 كماعلينا ان لا نخدع بان المتظاهرين بالالاف لانهم لا يتعدون ثلاث او اربعمائة ولكن زووم الكاميرات والزوايا التصويرية والتقطيع والمونتاج يظهرهم بالالاف .

وقد اكد هذا العدد اكثر من صديق ممن كانوا بالصدفة في طريق التظاهرات متوجهين الى محافظات اخرى واكدوا ان عدد المتظاهرين لا يتجاوز بعض مئات واستغربوا الانباء التي تقول انهم بالالاف علما ان هؤلاء الاصدقاء اغلبهم من طائفة المتظاهرين .

وعلينا ان لا نخدع ايضا بان المتظاهرين يريدون مطالب غريبة كالغاء الاجتثاث او الغاء المادة 4 ارهاب  بل ان ما يريدونه هو بالاساس الحصول على فرص للتعيين والكهرباء والحصول على وظائف بالداخلية والدفاع وهذا ما اكده الرعيل الاول من المتظاهرين .

اما الذين تسلقوا التظاهرات بناءاً على توجهات من تركيا وقطر والسعودية وبدات الاموال من تلك الدول تنهال على المتسلقين الذين وجدوا من تلك المظاهرات ينبوع لحلب البقرة الخليجية والتركية والضحك عليهم مقابل وعود يعلمون هم قبل غيرهم باستحالة تحقيقها فعليهم الكف عن اللعب النار التي وقودها الحرث والنسل .

 

وعلى الذين يدعون لليقظة من الخداع هم اول المخدوعين يوم صورت لهم دول الخارج إن الطريق سالكة الى تحقيق مآربهم الشريرة، ناسين أو متناسين إن أبناء العراق الغيارى لهم ولمخططاتهم بالمرصاد وسيكون حسابهم عسيرا ويوم الحساب لهؤلاء المرتزقة قادم ونعلمه ولكنهم لا يعلمونه .

ان الخداع صفة الجبناء وهي اولى الصفات التي يتصف بها  العملاء والخونة  ، ولذلك فان من يطالب بالحذر من الخداع عليه ان يراجع نفسه ليعلم كم هو مخدوعا ثم لياتي ويلقى تخوفاته علينا من الخديعة .. انها فعلا شر البلية ما يضحك .. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26655
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13