آهٍ حنيني..

تعثر الحجر الذي كاد يبنى...وكنتِ الفتاة التي مازالت تعاني تحت الحجر..قل أعوذ بربي منك يا ظالم..كم زاد سواد قلبك بياض قلب حبيبتي..لله درُّ حبيبتي..تمشي على جمر الحياة..تضع الجراح على الجراح ثم تكتمه جرحاً عظيما يرتقب موتاً عالمياً بل يشهده الكون أجمع..كوني حياتي يا فتاة وانبضي الموت بقلبي..

لأجلي..لأجل من ترك الحياة لأجل بيت في السماء..لأجل أمةٍ ثكلى لا تجاوز في الحياة سوى الممات..لأجل وطن يتيم يقبع على قارعة الطريق..ينقب عن حرٍّ يدافع عن حقه المنسي..كوني حياتي..وامشي بقدري..لأجلك كلنا قمنا نرسم الحرية واقعا يصغي له وقْعُ الأعادي..أنت وأنت ثم أنت موت بعادك عني والموت أسهل من فراقك..نحن نموت على طريق تأخذنا لدمعك الذي أبى الحياة بغير كرامة حرةٍ صادقة..ما عدنا نعرف أي حبرٍ نقتفي أثراً..أصبحنا نصدق شيئاً واحداً..لا لأصفاد تمزق كاحليك..فانت بلاد كلها أحرار..ترقبي قدَراً لن يصاحبه إلا صمودك..

آهٍ حنيني..

كوني حنيني..خلف المآسي نرقب على ضفةٍ كادت ترى..خلف أسراب الحقيقة..كنّا نؤمّل أن الحياة لا تملك لأجلك قدراً سوى السعادة..أنتِ السعادة.. أنتِ الحياة..

كنّا نؤمّل أنك ذاك الجزء من القصة الذي يرسم الراحة في قلوب الحائرين..!! أو أنك الحضن الذي ما نام قبل حكاية الحرية المنسية..يحكي حكايته..فتدبُّ العبرة في القلوب والأذهان..!!

سوريا..

لن تطول جراحك..لا بأس يا صديقة..فهي التي تمنح لذة السعادة القادمة..فنحن متفقون أنها قادمة لا محالة..

قدرك عزيزتي ونحن راضون به غير صامتين عمّا يفعله ذاك الجبان بأحرارك..فقط حسبنا الله ونعم الوكيل..

لأجلك كل جراحي وألمي..ولك كل سعادتي وفرحي..ابتسمي صديقتي فنصرك القادم سر سعادتي..