لايختلف اثنان على ان الدور العربي كان سلبيا في العراق بعد 2003 وخصوصا دول الجوار العراقي وحجم التدخلات الكبيرة للبلدان العربية بالشأن العراقي الداخلي , ومشاركة بعض انظمة الحكم العربي وللاسف بمد المتطرفين والارهابيين بالسلاح بدعوى الجهاد والمقاومة , متناسين الاراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المغتصب , اضافة الى توظيف الاعلام بشكل سلبي تجاه العراق وفتح العديد من القنوات العراقية بتمويل عربي لاظهار العراق بأنه قدر يغلي ينفجر بأي لحظة . وان الحياة فيه اصبحت ضربا من ضروب الخيال ولاتزال بعض الفضائيات العربية تدأب على ذلك اليوم وبعد تشكيل الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي, اصبح العراق قبلة القادة والمسؤولين العرب ومحط رحالهم , حيث افتتح كرنفال الزيارات العربية وزير الخارجية المصري \" احمد ابو الغيط \" الذي كان اول مسؤول عربي يزور العراق بعد تشكيل الحكومة , تلاه زيارة رئيس الوزراء الاردني \" سمير الرفاعي \" ومن ثم السيد \" عمرو موسى \" الامين لجامعة الدول العربية, الذي اشاد بالامكانيات العراقية التي تبذل لنجاح القمة العربية وأكد في مؤتمره الصحفي ان استضافة القمة هي من حق العراق وستعقد في بغداد لامحالة ,المفاجأة التي كانت من العيار الثقيل والتي وصفت بالزيارة التأريخية , زيارة الشيخ \" ناصر الصباح \" رئيس مجلس الوزراء الكويتي الى العراق ولقائه بكبار المسؤولين العراقيين , وهي اول زيارة لمسؤول كويتي بهذا الحجم للعراق منذ اكثر من 20 عاما , بسبب التوترات التي سادت علاقة الجارين , وهنا تجدر الاشارة بجهود السفير العراقي في دولة الكويت السيد\" محمد حسين بحر العلوم \" الذي كانت له بصامات واضحة في تحسين علاقة البلدين منذ توليه منصبه .
برغم عتبنا الشديد على الاشقاء العرب الذين لم يقفوا مع محنته وانخداعهم ببعض الاصوات الطائفية , وبرغم الصحوة المتأخرة لهذه العلاقات , الا اننا لا نخفي تفاؤلنا بهذا الانفتاح العربي , ونتمنى ان تلحق المملكة العربية السعودية بركب شقيقاتها من الدول العربية والاسلامية بخلق تمثيل دبلوماسي اكبر بين البلدين وفتح سفارتها في بغداد , والعمل بجدية اكبر في حل المسائل العالقة بين البلدين .
ومهمة كبيرة على عاتق سفراء العراق في مختلف دول العالم خلال الفترة الحالية والقادمة بمضاعفة جهودهم ليثبت العراق بأنه معادلة صعبة ومركز ثقل مهم لايمكن الاستغناء عنه في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية , وان استقراره هو استقرار للمنطقة العربية . وعلى الحكومة العراقية بذل كل جهودها وطاقتها لانجاح القمة العربية المقبلة التي سيستعيد العراق من خلاله عافيته الدبلوماسية عربيا ودوليا. |