• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رجاء يا بريطانيا دعينا في حال سبيلنا .
                          • الكاتب : محمد الحمّار .

رجاء يا بريطانيا دعينا في حال سبيلنا

يبدو أنّ البلدان الأوروبية التي كنا وما زلنا نكنّ لها عواطف جميلة على غرار فرنسا و بريطانيا لم يعد يرضيها ودّنا وعطفنا بل راحت تبذل ما في وسعها لقطع الأواصر الإنسانية والثقافية التي ربطتنا بها على امتداد عقود.

فما دخل بريطانيا في "مواطنة" التونسيين وما العلاقة المنطقية بين هذا البلد و"التوعية الانتخابية" للتونسيين إن لم يكن ذلك من باب النرجسية الغبية والمجازفة المضادة للحضارة. بريطانيا هذه ستمول «مشروع التربية على المواطنة والتوعية الانتخابية" لدى تلاميذ المعاهد الثانوية بتونس (اتفاقية ممضاة مع وزارة التربية في 21-12-2012).

ينبغي أن يكون المرء سكرانا كي يستبشر خيرا من هذا الصنيع، ومعتوهًا كي يقبل به ويطبقه، ومنقرضا ثقافيا وحضاريا كي يترك الآخرين يفكرون ويقررون في مكانه. ولسائل أن يسأل هل الهدف من إبرام هذه الاتفاقية المشبوهة أن يصبح البريطانيون تونسيين أم أن يصبح التونسيون بريطانيين، أم أنّ انصهار الجنسيتين أضحى ، بدعوى العولمة، استحقاقا من حق أي طرفٍ كان أن يموّله ويشرف على إنجازه، وهل لم يعد يهم أن يبقى التونسي تونسيا والبريطاني بريطانيا.

أمّا الذي يغذي الاتفاقية بمزيد من الشبهات فهو تزامنها مع نيابة بريطانيا عن فرنسا لتحقيق المشروع الامبريالي والمضاد لكل ثورة والمتمثل في الإطاحة بالنظام الشرعي السوري. بريطانيا هذه تريد إصابة عصفورين بحجر واحد: تزويد بلدان "الربيع العربي" بالمسكنات "الديمقراطية" الضرورية لإخماد مشاعرهم العروبية تجاه أشقائهم في سوريا، بلد الربيع الحقيقي، الذين يعانون من حصار صليبي يتخذ من الثورة تعلة لتركيع الأمة بأكملها.

 لكن بريطانيا ما كانت لتنزلق فوق هذا المنحدر الخطير لو لم تجد أمامها، في تونس، سلطة منحدرة لا تأبه لحراسة حدود البلاد الرمزية ولصَون كرامة هذا البلد الذي عمره آلاف السنين. وما كانت لتتناوب مع فرنسا للدفع بسوريا نحو الجحيم لو لم تجد في داخل كل بلد عربي عملاء انطلت عليهم اتفاقيات الذل والعار. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26362
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13