عندما أنتهت حرب الخليج الأولى بين العراق وأيران بدأ العراقيون يتنفسون الصعداء وخصوصا أيران ودول الخليج فبدأت أيران فورا ببناء قدراتها العسكرية وأعادت بنيتها التحتية وبناء أقتصاد قوي في كافة المجالات . أما دول الخليج العربي فقد أزاحت عن كاهلها هموم تمويل هذه الحرب التي كلفتها المليارات وأما العراق خرج من هذه الحرب منهكا مديونا بعد أن صرف المليارات على هذه الحرب . ولكن الأعلام العربي والغربي كان يصور العراق على أنه البلد المنتصر. ولكن مافائدة الأنتصار الأعلامي والبلد مدمر من الداخل ومفلس وخزينة الدولة خاوية وعائدات النفط لا تكفي لتسديد أحتياجات الشعب . عندها طالب العراق دول الخليج التنازل عن ديونه التي تعد بالمليارات لكنها رفضت هذا الطلب . وكان هذا الرفض ذريعة لصدام حسين لشن الهجوم على الكويت . في تلك الفترة كان الرئيس (جورج بوش ) رئيس الولايات المتحدة الامريكية وفي تلك الفترة الرئيس بوش يشير الى بناء نظام عالمي جديد يشارك فيه العالم أجمع من أجل بناء مستقبل أفضل للبشرية . حينها بدأ الهجوم الجوي الأمريكي على العراق عام 1991 عندها قال ( بوش الأب ) الآن بدأ النظام العالمي الجديد . ففي الثمانينات كانت أمريكا تمر بأزمة مالية كبيرة .عندما فاز ( ريغن عام 1980في الأنتخابات الأمريكية كان مجموع ديون أمريكا الخاص والعام (3783) مليار دولار أما في نهاية عهده فلقد وصلت هذه الديون الى ما يزيد عن ( عشرة ترليون دولار) لذلك قرر المستشارون اليهود في البيت الابيض حل الازمة وقالوا ( لكاسنجر ) (عليك أن تنقذ مصارف نيويورك مهما كانت التكايف) وأثناء هذه الأزمة الأمريكية أجتاح صدام حسين الكويت البلد الذي يملك مئات المليارات التي تم أيداعها في البنوك الامريكية . أن فوائد هذه المليارات التي تعود للكويت قادرة على أن يعيش منها الكويت وشعبها برفاهيه دائمه حتى ولو نبض البترول من أراضي الكويت . فقد تحولت الكويت بعد أخراج القوات العراقية منها الى دولة لا عمل لها الا تسديد فواتير الحرب والتعاقد مع الشركات الأمريكية لأعادة بناء الكويت من جديد التي دمرها صدام حسين بعد الأنسحاب منها .( فكانت حرب الخليج منجم من الذهب الأصفر والأسود بالنسبة لأمريكا ) التي كانت قواتها في كل الخليج العربي لحمايتها من صدام و نظامه كي يتدفق المال الخليجي الى البنوك الأمريكية لشراء السلاح المتطور ويدفع فاتورة الحرب حينها كان النفط يباع بأبخص الأثمان (18دولار)وبعد حرب الخليج الثانية مباشرتا عقدت أمريكا موتمر للسلام (مؤتمر مدريد) لحل النزاع العربي الأسرائيلي في الشرق الأوسط وأقامة شبه دولة فلسطينية بمواصفات تخدم النظام العالمي الجديد الذي بشرت أمريكا العالم فيه ثم أرغام دول الممانعة دولا كانت أوتنظيمات على السلام مع أسرائيل ألا أن ذلك لم ينجح وأزدادت قوة الممانعة في المنطقة . ورافق ذلك نهوض الصين بشراكه أوروبية في الأنتاج وظهور الأتحاد الأوربي على الساحة وعودة روسيا في مساعدة الدول الثورية كسورية وأيران والتنظيمات . نعم أن تلك الأمور أخرت بل أعاقت مشروع النظام العالمي الأمريكي الجديد الذي قامت بطرحه أمريكا أبان حرب الخليج الثانية الذي يهدف الى (أمركة) العالم على كافة الصعد الأمنية والسياسية والأقتصادية . لقد أنكشفت المخططات الأمريكية في حرب الخليج الثانية على أنها دولة تريد السطو على ثروات المنطقة وتدميرها أن المشروع الأمريكي في أقامة أقتصاد وسلام دولي بمواصفات أمريكية ولصالح أسرائيل في المنطقة هو الذي أعاق هذا المشروع. ثانيا هو أعلان الوحدة الأوربية وظهور اليورو كعملة موحدة لأوروبا وهذا يعني أن الدولار لم يعد العملة الأولى في العالم .
12-1-2013 |