سمير عبيد الرجل الذي يعود من خلف الستار ليعلن نظريته (قضم بغداد) وهذه النظرية المؤامراتية التي نشرها في صحيفة النهار العراقية يرى فيها ان اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت ستنتهي من الوجود ويحل محلها تقسيم دول المنطقة من حدود الهند وانتهاءا بالمغرب العربي وكذا الحال مع اليمن المرشحة للانضمام لدويلة الحجاز السنية ومعظم دول الخليج العربية التي ستكون جزءا من دويلة الاحساء الشيعية ناهيك عن سوريا ولبنان والاردن وغيرها من بلدان وسيكون حجر الزاوية في هذا التغيير هو العراق المرشح ليكون ثلاث دويلات جديدة وهذا كلام تافه ليس له محل من الاعراب ولايرى له أي مستقبل فريق حكام (الاعراب) الذين تعدوا مراحل التفكير السطحي التي يراد من ورائها الايهام لانهم باتوا جزءا من لعبة دولية موقعهم فيها رأس الحربة في الدفاع عن امن اسرائيل وهكذا هو الحال وواقعه المر بعيدا عن اية مزايدات او تحليلات زائدة ليس لها ما يدعمها على الارض . ان ما افترضه عبيد وهو بعثي متحمس التحق مؤخرا بركب بعض الساسة من فريق السلطة (المالكي وحزب الدعوة ) وللتعريف بسمير عبيد فهو معروف بكتاباته التشنيعية المنتقصة من حق الاغلبية في حكم العراق في موقع القوى الثالثة البعثي العروبي القومي التوجه كما انه مشهور بشتم كل من يقف في طريقه من كتاب وساسة على اختلاف مكوناتهم ومستوياتهم وهذا ليس مهما بقدر ما قال و اراد منه لفت المجتمع العراقي لطروحاته البائسة التي لاتخلو من تطرف ومغالاة واخرها دعواه بايجاد تحالف عربي (سني شيعي) لمواجهة الكرد ولمنع اقامة دويلة سنية في العراق وسوريا وكان شعاره هو طرد الكرد من بغداد لانهم بحسب ادعائه ينفذون مشروعا اسرائيليا انطلاقا من اقليم كردستان الذي ساهم كيان الصهاينة ببنائه ومنحه الاستقرار ليتطور دورهم في الهيمنة على القرار العربي لتنفيذ سيناريو تقسيمي في البلاد وكل ذلك طبعا بلا دليل مدعوم وهو من بنات افكار الاستاذ المتخبط سمير عبيد الذي لا يخفي تبعيته للمالكي او هكذا نفهم من نبرته خلال مراحل الازمات المتلاحقة التي عصفت بالمشهد العراقي , لذلك فهو يرى بناءا على ما تقدم من معلومات بان التظاهرات التي انطلقت من الرمادي غايتها إخراج شهادة ميلاد سياسية ورسمية لـ\"الإقليم السني\" في العراق مثلما استخرجت شهادة ميلاد لـ\"الإقليم الكردي\" عام 1991، لذا فالشعارات التي خرجت وفي أول 48 ساعة في الفلوجة فضحت النيات المُبيتة، وكشف شعارات المتظاهرين بأن الهدف ولادة إقليم سني أي تقسيم العراق. لهذا فهو بحسب قوله لا يرى داعي لولادة أربيل ثانية، أو فلوجة أولى، لأن هناك دولا ترسم وتخطط وتعطي الأوامر للتنفيذ، والخطأ على حد زعمه هو قبول الساسة \"السنة والشيعة\" بهيمنة الكرد على القرار العراقي، فمن يتحمل ما حصل وسيحصل في العراق هو الساسة \" الشيعة والسنة\" لأنهم قبلوا بأن يستعبدوا من قبل الكرد التي كانت تحركهم وما زالت إسرائيل.. اما الغريب في طرح عبيد وخلطه العشوائي للامورهو حقده الدفين على رجال الدين فهو يرى في تحجيم دور رجال الدين وإنهاء هيمنتهم على القرار الشعبي والسياسي خلاصا من كل مشاكل العراق ووحدة ابنائه ليطالب اصحاب القرار في العراق السنة والشيعة طبعا بتفعيل تهمة (الخيانة العظمى) بحق أي رجل دين مع تحريم استخدام الطائفية والمناطقية والقبلية في مؤسسات الدولة كافة، وفي الإعلام، وفي المساجد والحسينيات.مدعيا ان ذلك سيولد شراكة حقيقية بين العرب السنة والعرب الشيعة، وسوف يكون هناك عراق قوي، وسيكون المواطن العراقي العربي فيه مواطنا محترما وقويا وملتفا حول قيادته وحكومته ؟؟؟؟؟؟ ولاندري اين تكمن الشجاعة في قرار يدعو لطرد الكرد من بغداد ولماذا يقصون بهذه الطريقة التي ستجعلهم كشعب كردي وكمواطنين عراقيين من الدرجة الثانية او الثالثة تحت رحمة دول لاترغب في رؤيتهم يعيشون منفردين!! فهل يعقل هذا ام ان هذه الفكرة البعثوية التي طرحت ستسمح للشيعة بان يستحوذوا على القرار في البلد؟؟ فأين هي منظومة العروبة السنية من كل هذا وهل ستسمح به على حساب سنة العراق هذا ان سلمنا بنظريتك لمعالجة بديل الثلاثة دويلات والتي باتت دويلتين عربية وكردية وبالعودة لنفس الدويلة العربية التي تدعو لحمايتها من الكرد فانها تحوي مكونين غير منسجمين في علاقتهما بمحيطهما العربي والاقليمي!! فهل يصدق عاقل كل هذا التحليل الهابط وينجرف لطرد الكرد من بغداد وغيرها من المناطق وتركهم وحيدين لمواجهة قدرهم المحتوم خارج اسوار وطن يعتقدون انهم جزء منه ولا مستقبل لهم ان وقفوا منفردين!! وهل نتعقل نحن ان اقليم كردستان يستطيع فعل ذلك وهو اقليم ناشىء فيه من المشاكل ما فيه وهل من العقل ان نخسر ابناء شعبنا وسنخسربغيابهم حتما عاملا من عوامل الاستقرار التي نبغيها لوطننا ومنطقتنا ان تعاملنا بهذه العقلية العدوانية!! ولست ارى في كل هذه الصورة المشوهة غير حضور روح البعث المجرم التي لازالت تعشعش في نفوس وعقول البعض ومنهم سمير عبيد ومن يريد ان يفكر بطريقته الاجرامية ... |