قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله ان على العلماء من كل المذاهب ان يكونوا في صفاتهم ومواقفهم بمستوى اصحاب رسول الله (ص) والذين من خلالهم استطاع النبي ان يبني تلك الامة العظيمة المترامية الاطراف, داعياً العلماء من كل المذاهب الى ان لا تخالف أقوالهم وأفعالهم أقوال وأفعال رسول الله (ص) واصحابه والقيادات التي كان يعتمد عليها في تلك الفترة.
وخلال كلمته الاسبوعية التي القاها، اليوم الخميس، في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، بحضور جمع من الزائرين وأهالي المحافظة، استغرب سماحة المرجع المدرسي من اللهجة الطائفية والمتشنجة التي يتحدث بها بعض رجال الدين اليوم، والذين تحرض خطبهم الناس على الاختلاف والتفرق، موضحاً ان مهمة رجال الدين هي توحيد الصفوف وحث الناس على التراحم، لا السب والشتم وتكفير المسلمين وتحريضهم على الكراهية والعنف الطائفي واصدار فتاوى القتل.
وأضاف سماحته ان دماء الأبرياء الذين يقتلون في سوريا هم المسؤول الاول عنها امام الله والعالم، مشيراً الى ان اليهود يعتمدون على امثال هؤلاء من الذين اطلقوا على انفسهم علماء.
واشار سماحته الى ان السلاطين والحكماء استأجروا هؤلاء المحسوبين على الدين بالاموال، ليعطوا فتاوى القتل، وهم من جعلوا الناس والشباب يجتمعون من مختلف بقاع الأرض لخوض الصراعات في سوريا. ووصف سماحته فتاوى رجال الدين هؤلاء بالسخيفة، داعيا أياهم للعودة الى القرآن، وحينها سيجدون خلاف ما يفتون.
وبين سماحته بأن العلماء ينبغي ان يتصفوا بصفات اصحاب رسول الله، مبينا ان هذه الصفات تتمثل بالشدة على الكفار والرحمة بالناس، ولافتا الى ان الشدة ينبغي ان تكون على الاعداء لا على الشعوب الامنة. وناشد سماحته الاحرار في العالم الى تدارك الوضع الانساني في سوريا، كاشفاً عن ان الاحصائيات تشير الى ان هناك مليون انسان جائع، متسائلا "من يتحمل مسؤوليتهم مع هذا البرد الشديد الذي اقتحم المنطقة، مضيفا ان الاطفال والنساء والشيوخ هناك يعانون اشد المعانات، في الوقت الذي يرفل فيه البعض بوضعه الآمن، وهو يحيك المؤامرات على الشعوب المستضعفة. |