• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : قذارة الطائفيين .
                          • الكاتب : عبد الزهرة عبد علي عبد الحسين .

قذارة الطائفيين

 بعيدا عن الخوض في درجة صحته ومدى وثاقته؛ لم يفهم بعض المسلمين معنى حديث (أنصر أخاك ظالما ومظلوما) كما شرحه أهل الحديث؛ فوظفوه لخدمة موروثهم البدوي التعصبي الشاذ على حساب الإسلام المحمدي ومنظومته الأخلاقية السامية، ذلك لأنهم لم يستوعبوا حقيقة الإسلام الذي جردهم من مراكزهم السلطوية الطبقية الجائرة فأنزلهم إلى مرتبة عبيدهم ومواليهم الذين شرفهم الإسلام فارتفعوا عليا، ظنا منهم أن نزولهم إهانة لهم وهم الذين كانوا سادة وتجار وفجار مكة العابثين.
وحينما قدر لهم أن يسوسوا الإسلام ويقودوا جموع المسلمين كما يقاد القطيع مسلوب الإرادة خلقوا طبقة من وعاظ السلاطين والمتفيقهين وأسندوا لهم مهمة تفسير كتاب الله وشرح سنة نبيه وكتابة تاريخ أمته، وفي وسط هذا الضجيج والنعيق نجح هؤلاء الموظفون في تمرير مشروعهم التخريبي إلى منظومة فكر المسلمين بعد أن استنبطوا منظومة فكرية جديدة هي خليط هجين من الفكرين السياسي والديني سوقت باعتبار أنها الدين الذي يجب أن يقود حياة الأمة التي يحكمها السلاطين الجهلة الفاسقين، ومن أبجديات هذه المنظومة كانت فكرة الحكم باسم نظرية الحق الإلهي التي أجاز الحكام بموجبها لأنفسهم تحويل مقرات الحكومة إلى مواخير وبيوت للدعارة تعج بألوان وأجناس من الإماء الجميلات، وحانات تقدم فيها أرقى أنواع المشروبات، وتقام فيها حفلات العري والسكر؛ في وقت كانت شعوب الإمبراطورية تقاسي الأمرين ولا يجد أبناؤها لقمة يسدون بها الأفواه الفاغرة جوعا ولا خرقة بالية يسترون بها الأجساد التي ترتجف بردا وتسلق حرا.
من هذا المخاض العسير أرتفع صوتان مدويان، الأول: صوت أئمة أهل البيت الذين هالهم رؤية الإسلام يحتضر ويشوه ويبدل فشمروا عن سواعدهم لجلاء عقول من يتمكنون من الوصول إليه رغم الحجر المفروض عليهم، والثاني: صوت أبي ذر الغفاري ومجموعة من أمثاله ممن كانوا يأملون أن يرمموا بيت الأمة الآيل للسقوط.
ولقد شعر الحكام بجسامة الخطر الذي تشكله الصورتان فحاربوهما بطريقتين، الأولى: عن طريق المطاردة والقتل والنفي والسجن والتجويع والترويع، والثانية: عن طريق الترويج للمنظومة الفكرية المشوهة التي استنبطوها وادعوا أنها خلاصة علوم الدين وقواعد فقهه من على منابر الصلاة وفي بيوت الله وتجمعات المسلمين.
وفعل العسف والتثقيف فعلهما فشذت مجاميع من المسلمين وتبعتهم بعد أن أيقنت أن الموت مصيرها إذا لم تؤيدهم، وبالتدريج تحول ذلك الفكر المشوه إلى عقيدة تتحدث باسم الإسلام وتدعي أنها الممثل الأوحد له، وفي هذه المرحلة الحاسمة كتب للإسلام الأموي أن يتسيد ساحة الحراك في العالم الإسلامي، حيث تمكن خلال قرن من الزمان من تجنيد جموع كبيرة لتعلن ولاءها له وتعلقها به.
 ثم لما جاءت دولة العباسيين انشغلت هي الأخرى بملذاتها ومتعها ولم تلتفت إلى الجانب الديني في وقت وفد فيه إلى عاصمة الحكم نماذج غريبة عجيبة من المتكلمين والمتفلسفين والمتأولين والمتطلعين إلى التشوف والجاه والمتزندقين فزادوا طين الدين بلة ولوثوا جميل ما نجا من اللوثة الأولى.
وبعد أن جاء الاستعمار الأعجمي وفرض سلطته على الأمة تعاون الدين الممسوخ والحاكم الأجنبي الحاقد على تسييد بعض الفرق والمذاهب قبالة الحجر على باقي الفرق حتى كادت تختفي من الوجود بعد أن تقلص عدد أتباعها وضُيق عليهم ومنع عنهم العطاء.
وحينما آن رحيل آخر مستعمر أجنبي حكم باسم الدين والعقيدة وهو الاستعمار العثماني الخبيث كانت الأمة قد فقدت الجزء الأعظم من قواعد الفقه الإسلامي وتعلقت بقواعد فقه السياسيين والدجالين، ثم مع وفود الاستعمار الحديث الذي وظف ذلك الموروث الهش واتبع سياسة فرق تسد وضعت قواعد جديدة للتعامل بين المسلمين قوامها التحقير والتنفير والتفرقة والفرقة والتكفير والتدمير فارتفعت صور جديدة للإسلام لم تكن معروفة. زاد الطين بلة والنار استعارا اكتشاف النفط وبكميات كبيرة في الدويلات والإمارات التي تتعبد بالدين المشوه المنحرف، فتحول ذلك الدين إلى داعم للحكام الجهلة، وتحول وارد البترول إلى داعم لذلك الدين وهنا كملت أثافي جدر محرقة الدين وطبخه ليتحول من كائن هلامي  إلى مسخ مشوه تتقزز من رؤيته النفوس، ولكنه من القوة بمكان أنه بات يتحدى كل التيارات الأخرى بما فيها تيارات بقايا الدين الأول، ولاسيما وأن الأخيرة تبدو اليوم في أسوأ صورها.
والأشد نكاية أن مسوخا قميئة بدأت تتوالد من هذا المسخ المقزز وتلقي بأقذارها  في كل الاتجاهات؛ بعد أن أيقنت أن الدين الذي تخوفت منه على مر التاريخ لا زال فاعلا عاملا يسير أتباعه على أرجلهم آلاف الكيلومترات لإحياء مناسبة دينية.
من هذه المسوخ الحقيرة التي أبتليت بها الأمة  رجل اسمه (الدكتور طه حامد الدليمي) إرهابي من الطراز الأول، وهو طبيب تخدير من أهالي المحمودية قرب بغداد هاجر إلى أوكار الشيطان في الخليج بعد أن سحرته رائحة البترودولار ولبس زيهم وأطال لحيته وقصّر رداءة وجلس في الفضائيات يتطاول على الدين وأهله ويدعو إلى جهنم في الدنيا والنار في الآخرة بنفس طائفي تأبى الحيوانات أن تأتي بمثله غير آبه لما يحدثه مثل هذا النعيق في النفوس وما يثيره في الأعصاب.
هذا المأبون المأفون القذر بعد أن قام بتشكيل (جيش العراق الكر) على غرار الجيش الإرهابي السوري صار تطاول على أسياده الشيعة تحت ظلال حديث النصرة المزعوم ودعا إلى قطع الماء عن شيعة الجنوب كما قطع جده معاوية الماء عن جيش الإمام علي فأزاحه مالك الأشتر وفرسان الحق، وكما قطع جده الآخر يزيد الماء عن الحسين فأرداه عطشانا على أرض كربلاء ولا غرو أن تأتي دعوته الحقيرة هذه متزامنة مع مناسبة زيارة الأربعين، والمناسبة العظيمة نفسها تأتي ردا عليه وعلى كل من يدعو إلى نصرة الإرهابيين الذين ولغوا في دماء العراقيين، والملايين التي تحملت التعب والجوع والبرد والمطر تؤكد لهذا الدعي وأمثاله إنهم واهمون وأنهم إذا ما تحركوا أو لعبوا بذيولهم سيحفرون قبورهم بأيديهم ولن يجدوا من يحميهم حتى ولو كانوا في بروج مشيدة.
 
ولمن يريد الإطلاع على ما قاله هذا الدعي على باب جهنم يجده في الرابط التالي
 
   
 

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : zaid fahim ، في 2012/12/31 .

*****



• (2) - كتب : zaid fahim ، في 2012/12/31 .

******





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25858
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13