حين تجلس على شاشة التلفاز وتقلب القنوات الفضائية تشعر بشى من الملل والتعب فكثرة الاخبار والمعلومات والبرامج والمسلسلات والاغاني المكررة قد تجعلك تستمع اليها وتعجب ببعض منها ثم لاتكاد تصرف الانظار عنها بعد فترة قصيرة لتتحول الى قناة اخرى وهكذا نقظي اوقات الفراغ . ولكن حين تسمع خبرا ان شخصا قد انتحر لسبب ما نتوقف عند سماع هذا الخبر حتى نتعرف عن ماهي الاسباب التي ادت الى الانتحار ولماذا وكيف ,لان امرا محزنا جدا ان يفكر الانسان بهذه الطريقة المولمة والحزينة وينهي حياته لسبب نجهله ولايعلم به الا الله .فهناك اسباب كثيرة قد تجعل الانسان يفكر بالانتحار ’ منها اسباب نفسية واسباب اجتماعية او مادية , ومنها الشعور بالوحدة وعدم محبة الاخرين لفرد ما قد تولد له نوعا من الانعزالية ’التي تنعكس سلبا عليه في النهاية . وان هذه الحالة صارت في تزايد مستمر ولا تتوفر احصائيات دقيقة للحالات المنتحرة في المناطق البعيدة الا انه يتوجب على الجهات المعنية المختصة وفعاليات الجتمع المدني القيام بدراسات ميدانية للتعرف على الاسباب الحقيقية لاقدام هولاء الاشخاص على الانتحار ’ على اعتبار ان الامر اصبح يسبب الاما كبيرة لاسر الضحايا كما اصبح مثار حديث العديد من الناس في كل مكان . ففي محافظة الموصل /قضاء بعشيقة / اقدم شاب في العشرين من عمره على قتل نفسه وان الضحية كان يدرس في احدى كليات جامعة الموصل وهو من سكنة ناحية بعشيقة وان هذه الحالة السادسة خلال شهر واحد في هذه المحافظة وان عدد المنتحرين وصل في عام 2011 م ( 81 حالة انتحار ) كذلك في محافظة ذي قار ناحية سيد دخيل قرية الهصاصرة اقدم شاب في 18 من عمره على الانتحار باستخدام سلاح يعود الى اهله بسبب عدم تزويجه من ابنة عمه ’ وفي محافظة الحلة والكوت وصلاح الدين والبصرة واغلبية المحافظات الاخرى تتكرر مثل هذه الامور يوميا ’ وفي اخر احصائية قدمتها احدى منظمات المجتمع المدني وهي رابطة التاخي والتضامن الايزيدية عن حالات الانتحار في محافظة نينوىوكانت كالاتي ..
1. في عام 2003 (1) حالة انتحار 2. في عام 2005 (3) حالات انتحار
2. في عام 2008 (13) حالة انتحار 4. في عام 2010 (46) حالة انتحار
5. في عام 2011 (81) حالة انتحار
وحين نتابع الجدول اعلاه نلاحظ زيادة واضحة في اعداد المنتحرين ، وهناك ارقام عالمية حول الانتحار حيث ان في كل ( 40 ثانية ) هناك شخص ينتحر في مكان ما في العالم وبحسب الاحصائيات العالمية ففي كل عام يموت اكثر من 873 الف انسان بعمليات الانتحار ،حيث بلغ عدد المنتحرين في الولايات المتحدة اكثر من (31 الف حالة )وفي الصين يصل معدل الانتحار الى ((287 ) الف حالة انتحار كل عام .
ولعل انتشار هذه الظاهرة بكثرة ملحوظة دفعت الامم المتحدة لاعلان اليوم العالمي لمنع الانتحار والذي يوافق يوم 10/ ايلول من كل عام على امل الحد من اعداده المتزايدة وان الانتحار بين المراهقين والشباب بشكل خاص هو مشكلة عالمية تعاني منها جميع مجتمعات العالم السكانية في العصر الحديث ، لان متطلبات التكيف والعيش في المجتمعات الحديثة والدخل المحدود للفرد هي احد الاسباب التي تودي بالانسان يفكر بالانتحار لكن السبب الحقيقي يكون في مشاعر كمينة ودفينة من عدم الرضا عن الواقع الذي يعيشه الانسان نتيجة تراكم الضغوط متعددة الاشكال على الانسان العصري .
لذلك تبرز اهمية دور االمنظمات الانسانية ومنها منظمات المجتع المدني ودور الموسسات الدينية في التوعية وبث الامل ونبذ الياس الذي يقود صاحبه الى التفكير في الخلاص من حياته التي هي ملك المولى عز وجل ، وعليه فان الواعز الديني يمثل عاملا مشتركا ومهما للحد من حالات الانتحار والوقوف على اسبابه وليس هذا فحسب فان للاسرة دور مهم وكبير في التعرف على العوامل التي تودي الى حدوث مثل هذه الحالات ومحاولة ايجاد الحلول لها من خلال الحوار المفتوح مع جميع افراد الاسرة والتعرف على المشاكل الموجودة ومحاولة ايجاد الحلول لها وهذه من مسوولية رب الاسرة وان القران الكريم لم يهمل هذه الظاهرة فقد اعطى اهمية كبرى حول هذا الامر وعلاجه وتحدث بكل بساطة ووضوح بل امرنا ان نحافظ على انفسنا ولا نقتلها قال تعالى ( ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ) النساء 29 وان قتل النفس هو خطيئة وجريمة يعاقب عليها القانون والاعراف والاديان السماوية ولاتوجد اي ظروف يمكنها تبرير هذا العمل ومهما كانت الاسباب
|