• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حكمة الاسد .
                          • الكاتب : زوزان صالح اليوسفي .

حكمة الاسد

سمعت هذه الحكاية من ابي وانا طفلة صغيرة لم اكن حينها افهم مغزى الحكاية ولكنني كنت استمتع بها ..لا ادري لماذا ..؟ ربما لانها بلغة الحيوانات فطالما الاطفال يرغبون بسماع هكذا حكايات ..وحينما كبرت وفهمت معناها .. ادركت ان القصة جديرة بان يسمعها الكبار قبل الصغار ..
كان يا ماكان كان في احدى الغابات , كان هناك ثعلبا ماكرا يغار اشد غيرة ويحقد اشد حقد على ملك الغابة الاسد فكان يغار من مهابته وخوف جميع الحيوانات منه ومن قدرته على ايجاد الطعام متى شعر بالجوع ..
وفي احد الايام فكر الثعلب وقرر ان ينصب للاسد مكيدة وان يتخلص منه فجمع جميع الثعالب وخاطبهم قائلا : الى متى سيحكم الاسد الغابة .. والى متى سنبقى خائفين منه .. وهو يصول ويجول في مكان كما يشاء .. وياكلنا متى ما شاء..؟
فرد عليه الثعالب : هذا صحيح .. فهو اقوى الحيوانات في الغابة .. ولن نستطيع ان نغير هذه الحقيقة .
فرد الثعلب الماكر قائلا : نعم هذه حقيقة .. صحيح اننا لسنا اقوى منه ولكننا نستطيع ان نثبت اننا قد نكون اذكى منه ولسنا بهذه الدرجة من الضعف التي يتصورها ..
لم تكن باقي الثعالب اقل غيرتاً وحقداً على الاسد من الثعلب الماكر , ففرحوا كثيرا من كلام الثعلب واجابوه قائلا : ولكن كيف سنثبت ذلك ..
فرد الثعلب الماكر قائلا : علينا ان نتفق جميعاً على ان نقوم بحفر حفرة مغطاة في طريق الاسد ونضع شبكة في داخلها وما ان يمر الاسد على الحفرة حتى يقع في الشبكة وفي داخل الحفرة ويصبح فريسة فيها وبذلك سوف نتخلص منه ومن جبروته ..
استقر رأي الجميع على هذه الفكرة وقاموا بتنفيذيه .. وبعد ايام وقع الاسد في المصيدة , وتجمعت الثعالب حوله بفرح ونجحت خطتهم وتركوا الاسد في المصيدة حتى الموت وهو لايستطيع الانفكاك من الشبكة .. وليس هناك من يفك اسره فالجميع يهابونه ويتمنون الخلاص منه ..
وفي الليل مرت فأرة من خلال المصيدة ورات الاسد فيه فاشفقت عليه وخاطبته قائلة : هل اخلصك من هذه الشبكة ايه الاسد ..
ورغم موقف الاسد الذي لا يحسد عليه الا انه ضحك في وجه الفأرة مستهزأ قائلا : انت ايتها الفأرة ستنقذيني ..!!!  
فردت الفأرة بكبرياء قائلة : نعم ايه الملك باستطاعتي ذلك وسترى ..
اسرعت الفأرة نحو الشبكة ومضت باسنانها الحادة تقرض بخفة وسرعة حبال الشبكة , وفي لحظات خلصت الاسد من اسره فنهض الاسد وقفز من الحفرة .. واخذ طريقه الى الغابة .. وعندما رأته الثعالب تجمدت في مكانها من الخوف ومن انتقام الاسد لهم .. غير ان الاسد تابع سبيله مططئ الراس حتى وصل الى آخر الغابة حتى صاح به البوم من على غصن شجرة فسأله قائلا : ايها الملك .. الى أين ستمضي ..؟!
فرد الاسد وهو مازال منكس الراس قائلا : سوف اهجر الغابة ..
فرد البوم قائلا : ولماذا ايها الملك ..؟!
فرفع الاسد رأسه نحو البوم ورد بحزن قائلا : لان الغابة التي يصيد فيها الثعالب الاسد .. والتي تنقذ فيها الفأرة الاسد ليست غابة جديرة بالاعتبار ..
 
                
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2528
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13