• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمن عادا السيد معدودة ايامه .
                          • الكاتب : سهيل نجم .

كلمن عادا السيد معدودة ايامه

بناء الدول لا يمكن ان يكون بالطريقة التي نتعامل بها اليوم في العراق ولا بد للجميع ان يكون تحت مظلة القانون المنصوص عليه في بنود الدستور العراقي وهذا الامر بديهي جدا في كل دول العالم ولابد للشعوب من احترام قانونها وإلا كانت عبارة عن هرج ومرج .
ما يحدث اليوم في بلدنا لا يرقى الى بناء دولة طالما اننا نلحظ حالة التفرد الكتلوي السياسي التي يمارسها اليوم اغلب الفرقاء السياسيين فالكل يريد ان يكون القرار بيده والكل يريد ان يشارك السلطة التنفيذية قراراتها والكل يريد ان يكون هو صاحب الكأس المُعلّى ونحن نعلم جيدا ان القانون اذا ساد في كل العراق سيصلح حاله ويكون مثله مثل باقي دول العالم التي تحترم نفسها وقانونها وهذا يستمد قوته من كل طبقات الشعب عندما يحترمون تطبيقه بعيدا عن المهاترات والتنازع الذي يحصل كل حين بين الكتل السياسية وينعكس ذلك على الشارع العراقي .

ما نلاحظه اليوم هو عملية تجييش للشارع العراقي وتعبئته من قبل التيار الصدري ونزولهم الى الشارع احتجاجا لمجرد ان قال رئيس الوزراء معلقا على احد الاسئلة حول بيانات السيد مقتدى الصدر التي قال فيها انها لم تعد فاعلة وذات اهمية لان التقلبات والارتجالية تعتريها من متغير سياسي الى اخر فلا يمكن ان تتحالف مع جهة ثم تذهب الى الاخر لتقويضها فأين التمسك بمباديء ذلك التحالف عندما تكون الهشاشة بهذا المستوى .

نلاحظ هذه الايام حالة من الشد العاطفي تحاوله مكاتب التيار الصدري في المحافظات العراقية من بغداد الى البصرة الى كربلاء والنجف وغيرها يخرجون بمسيرات منددة برئيس الوزراء العراقي لأنه قام بتوصيف حالة سياسية موجودة في المجتمع العراقي ولا اعتقد ان النقد عندما يوجه الى زعيم تيار فيه كفر والحاد لان حال السياسة هكذا وإلا اذا اعتبرنا الهالة والقدسية العرفانية والمكانة الدينية فلا داعي للخوض في القضايا السياسية في كل شاردة وواردة بل الاكتفاء بالتوجيه والنصيحة والتدخل اذا لزم ذلك ، وعليه فإن بيانات السيد الصدر كلها سياسية وضد خصوم سياسيين ومن المتوقع ان يرد الخصم السياسي ببيان او تصريح فلماذا هذا الانزعاج وهذا التجييش لعامة البسطاء من الناس .

التظاهر امر يمنحه الدستور ومن حق القواعد الشعبية ان تعبّر عن رأيها وتدافع عن قادتها السياسيين ولكن ليس وفق التحدي والدخول في معمعة المعاداة بين هذا الطرف او ذاك وليس وفق الهاب المشاعر الذي قد يؤدي الى تدمير السلم الاهلي بموجب قاعدة الشعارات الالهامية لكثير من الاتباع (كلم عادا السيد معدودة ايامه ) وكأننا نعطي الاشعار الى حالة من الفوضى في الشارع واستنهاضهم لمعركة حاسمة تكون فصولها على الارض وليس بأسلوب الحوار.   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25259
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13