يا خاطب الدنيا إلى نفسها تنح عن خطبتها تسلم
إن التي تخطب غدارة قريبة العرس من المأتم
طويت الليالي والليالي مراحل
إلى اجل يسري إلى كما اسري
وإنا لفي الدنيا كركب سفينة
تظن وقوفا والزمان بنا يجري
عماد أيها الزميل العزيز مدينتك الغافية على نهرها المنساب والمتهادي الذي يشق بقسوة تلك التخوم ويرسم حسناء تجر ضفائرها المخضبة بالحناء وتشهق بأريجها نحو نجوم السماء تذكرتك وأنت تجلس في زاوية مكتبك , وأنت تتأبط ذكرياتك وتضرب بأسماعك صوب صوت كل من يتحدث وكنت تتجاذب أطراف الحديث وتتراقص أسماء ذاعت شهرتها على الألسن ,إنهن أيام حسان وخلواتن لن يعدن بعد , عماد أيها العزيز نسري إلى آجالنا وتسري ألينا.. سوف تدركنا يوما وندركها فإذا العمر الذي خلفناه طويلا أذا به خيال قصير كخيال النائم وكأننا ماعشنا الحياة ولا طالت صحبتنا إليها ويودع ابن ادم دنياه فماذا يخلف وراءه , يخلف العمل والبصمة والذكرى يخلف العمل صالحا أو طالحا .. يخلف ذكرا حميدا أو غير حميد .. يفنى كل شي ويبقى العمل والذكرى.. فكأن هذه الحياة أشبه بسفينة تعارف ركابها حينا من الدهر محدودا بحدود مسافة مقدرة .. وإذا بالركب ينفضون فكأنهم ما التقوا ولا عرف بعضهم بعضا .
حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار
بينما يرى الإنسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الأخبار
فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال سار
* مدير مركز الإعلام الحر
majed _alkabi@yahoo.com
|