أحد المسؤولين ممن أحب بعث لي برسالة عبر الهاتف يدعوني فيها للكتابة في موضوع تعدد الزوجات " ومن حقه أن يفعل ذلك" فزوجته بعيدة عنه وهي أم العيال، وقد تقدم بها السن ،بينما هو مايزال في ريعان الفحولة وأوان الذكورة  والحيوية التي لايمكن أن تذوي بسهولة وتحتاج الى أنثى لتلتهم بعض من حطام الروح.

يقول في رسالته الكريمة والحميمة ،إن تعدد الزوجات سنة من سنن الإسلام وقد أمر بها وعلينا واجب إحياؤها وهناك عوانس جميلات في المجتمع يجب الإلتفات لهن وعدم السماح لشموع جمالهن أن تذوي وتذهب سدى ،بمعنى آخر إنه يدعو للزواج بأكثر من واحدة.

بعض الطوائف المسيحية لاتجيز تعدد الزوجات وترهنه بالطلاق أو موت الزوجة الأولى ومنها من يجيز وقد فاجأني ذلك،لكن الإسلام يسمح بتعدد الزوجات "مثنى وثلاث ورباع"عدا عن "المتعة والمسفار والمسيار والعرفي"، وربما زيجات أخرى سنكتشف عناوينها في المستقبل.

ولعل المثل الفرنسي الشهير الذي نصه"لابد للرجل من زوجة ومن عشيقة ومن صديقة "معنى مؤثر برغم إنه مرفوض منا في عالمنا الشرقي لكننا في الحقيقة نمارسه بطريقة خبيثة فنجد أن الرجل يتزوج بإمرأة ثم بأخرى فيما يسمى الزواج الدائم،ثم يتزوج إن كان "شيعيا بالمتعة" وإذا كان "سنيا بالمسيار، أو المسفار"،وبالتأكيد فلديه صديقة في العمل أو في مكان ما، لكن من غير الواضح كيف سيكون شكل هذه الصداقة "ماإجتمع رجل بإمراة إلا وكان الشيطان ثالثهما".

كتاب آيات شيطانية لمؤلفه الباكستاني سليمان رشدي الذي لم يكن معروفا إلا بعد صدور فتوى شهيرة من إيران بتكفيره وجواز قتله كان يركز على حياة الرسول محمد في الفترة التي حكم فيها المدينة وعلاقته بزوجاته اصحابه وكان يركز كما ركزت كل المؤلفات والأفلام على العلاقات الزوجية وطبيعتها وكيفية نزول الوحي على الرسول من السماء.

ذهب الكتاب ونسيته الأجيال وهو أخطر من فيلم "براءة الإسلام" لكن آثاره أقوى لأنه لايقدم صورة متحركة فهو يغازل العقل ويضرب في أعماق الوجدان مشوها صورة النبي الإنسان وكان يجدر بالمسلمين ان يكرروا تظاهراتهم ضده لكنهم لايفعلون ذلك إلا مع فيلم إنتشر على الانترنت يظهر فيه ممثل غربي من بيئة غريبة لايمكن للمشاهد ان يربط بينه وبين محمد الرسول،وكان يمكن ان تمر رسالة الإساءة لو كان فيلم الرسالة للمرحوم العقاد الذي صور في الصحراء الليبية ومثله فنانون عرب مؤمنون بالإسلام وبقدسية الرسول،كانت ستمر لان البيئة مماثلة والفنانون مسلمون ولو عرضت مشاهد منه تظهر الرسول بمظهر المحب للنساء لإستقبلها الناس بشكل مغاير وربما احدثت أثرا ما.

خلق الله الرجل والمرأة كما خلق الثور والبقرة والخروف والنعجة والطيور التي فيها الذكور والإناث وهي تتناكح وتتزاوج بينها فليس بالعيب أن تكون من علاقات بين البشر وتعدد للزيجات ولطرقها الشرعية ،لكن هناك العديد من الأشخاص المصابين بلوثة يحاولون إستغلال الأمر لصالح إحداث فتنة ما.

من منكم راقب طريقة الماعز في التزاوج ؟