• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مراتب التوحيد .
                          • الكاتب : زينب حسين الكربلائي .

مراتب التوحيد

 التوحيد هو الأساس الذي تبنى عليه كل العقائد وهذا الأصل هو الذي يشير اليه الجزء الأول من التشهد ( لا إله إلا الله ) فهي شهادة ألا إله إلا الله وحده إضافة إلى ذلك تنفي وجود شريك له في الألوهية ومن مراتب التوحيد ( التوحيد في الذات ) أي أن الله عز وجل واحد أحد لانظير له ، فرد لا مثيل له ، لانظير يشبهه ولامثيل يشاكله ( فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) والدليل ماورد في وصية مولانا علي عليه السلام إلى ابنه الحسن ( ع ) اعلم أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت صفته وفعاله ولكنه إله واحد كما وصف نفسه لا يضاده في ذلك أحد ولا يحاجه وانه خالق كل شيء ،
وإلى التوحيد في الذات يرشد قوله تعالى ( ومن يدع مع الله إلها أخر لابرهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) وفي آية أخرى يقول سبحانه وتعالى ( أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
وأما ( التوحيد في الخالقية ) أي ليس في الوجود إلا الله وحده ولا خالق ‎غيره ولا فاعل سواه فكل هذا الكون وما فيه والسماء ومافيها من مجرات و نجوم وكواكب والأرض وماعليها من بحار وأنهار وجبال هي كائنات مخلوقة له سبحانه ( قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ) والأمر واضح ومسلم به حتى عند الوثنيين (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لايعلمون ) ومن مراتب‎ ‎التوحيد ( التوحيد في الربوبية ) أي أن لهذا الكون مدبرا واحدا هو الله وحده جل وعلا لاشريك له في تدبيره فالملائكة والشمس والقمر و كل مخلوقاته إنما تسير بأمره وتحت سلطته ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) والدليل على التوحيد في الربوبية هذا الكون القائم على نظام مترابط وقوانين منسجمة ودقة متناهية ( ماترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ويبقى (التوحيد في العبادة ) والمعنى ان المستحق للعبادة والطاعة هو الله عز وجل فمن عبد غيره فهو خارج عن صراط التوحيد ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) فالعقل السليم يدرك ويحكم بلزوم الطاعة والعبادة لهذا الرب الجليل الواحد المالك الخالق المدبر وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال بعد قول الله ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) قال أما والله مادعوهم الى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لايشعرون
ان العالم مخلوق بتقدير وحكمة والخالق له إله واحد لاشريك له وهو الذي ألفه ونظمه بعضا إلى بعض جل قدسه وتعالى كرم وجهه ولا إله غيره تعالى عما يقول الجاحدون وجل وعظم عما ينتحله الملحدون




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24420
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14