• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسالة عاشوراء .

رسالة عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والتسليم على نبيه الأمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله (ص): (حسين مني وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط).
وقال (ص): (ان الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة).
أيّها المؤمنون الموالون: أعظم الله أجوركم وأجورنا بمصاب أبي عبد الله الامام الحسين (ع) الشهيد (سلام الله عليه).
اننا اذ نُحيي هذه الذكرى الأليمة في هذه الليالي الحزينة انما نستلهم من صاحب هذه الذكرى معطيات فذّة ونسلك بها منهجاً اصطفاه الله لهذه الأمة ونجدد بها الرؤى والمواقف، ونستعيد بها الهوية بعد ان أرادوا طمسها واقصاءها، ولعل ابرز ما في ذلك:
أولاً: ان عاشوراء الامام الحسين (ع) من خلالها نؤكد الولاء ونجدد المسؤولية تجاه كل ما يحيط بنا، وهذه المسؤولية لا يمكنها ان تتعطل أو تنتهي بانقضاء هذه الأيام الولائية.
ثانياً: ان هذه المجالس والإحياءات المباركة لعاشوراء الامام الحسين (ع) فرصة كبيرة من فرص بناء النفس والأسرة والاولاد فلا تمرّن هذه الليالي من غير ان نفيد منها للبناء ومراجعة النفس وان ابناءنا ينتظرون هذه المناسبات ويشاركون فيها فلابدّ ان يعرفوا المزيد عن قيم هذه المسيرة وتاريخها ولماذا نتمسك بها وكيف تؤثر فينا جميعاً بكل معطياتها الروحية والمعنوية والتضحوية والاخلاقية والاصلاحية.
ثالثاً: لولا هذه التضحية وثورة عاشوراء على الظلم والرذيلة والانحراف عن الدين لما بقي للاسلام أثر فنحن جميعاً مدينون لهذه التضحية ولمباديء الثورة الحسينية وقيمها، وبهذا نؤكد ثباتنا على هذه القيم العليا التي تحفظ للانسان حريته وكرامته وإصراره على مباديء الخير والعطاء مهما عظمت التحديات.

رابعاً: ان نهضة الامام الحسين (ع) أوجدت في الأمة احساساً ومسؤولية بضرورة ان نتوفر على (البصيرة الدينية) في هذا المقطع الحساس من الزمن وتعقيد دائرة الاحداث والتحديات التي تواجهنا جميعاً، وهذه البصيرة هي المعرفة بالواقع وهيكليات التحرك السائدة في المجتمع الدولي وحتى في مجتمعاتنا المحلية وما يدور من مخططات لأيذاء الدين وأهله بمخططات تستهدف الوجود والهوية معاً (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(سورة يوسف: 108).

خامساً: ان ما أنجزته الشعوب الاسلامية مؤخراً في حركة صحوية اسلامية بخلاصها من الدكتاتوريات وهيمنتها على الشعوب لابد ان نحافظ عليها ونحول دون ان تطالها يد المستكبرين والطامعين، لتحريفها عن مسارها الحقيقي، ولابد من ايصال صوت العدل والكرامة والحرية الى كل العالم ليكون عصرنا عصر الشعوب وليس عصر المعسكرات.

سادساً: اننا من هنا نستنكر كل العدوان الظالم الذي شنّه الاحتلال الصهيوني على غزة  الظافرة والصابرة وكذلك كل أشكال التآمر على الممانعة والمقاومة ضد الهيمنة والاحتلال، فالامام الحسين (ع) علّمنا كيف نصبر ونواجه الطغاة وكيف نحقّق أهدافنا الحقة، فعاشوراء كما انها محطة تجديد العاطفة وانعاش الاحاسيس الولائية فانها رسالة المواجهة ضد الانحراف والظلم والهيمنة بكل أشكالها.

سابعاً: عاشوراء هي الدرس العملي لتأكيد معطيات هذه المدرسة الحسينية التي محور انطلاقتها الله سبحانه بالخلوص اليه والجهاد في سبيله والاستقامة على شريعته والمعرفة الدقيقة بدينه والتحديات التي يواجهها المتدينون في كل مكان.

انها عاشوراء أبي الاحرار سيد الشهداء الامام السبط الحسين  بن علي (ع) وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) الذي نظر اليه النبي (ص) – في رواية عن الامام الصادق (ع) -وهو مقبل فأجلسه في حجره وقال:

(إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً)، ثم قال (ص): (بأبي قتيلُ كل عبرة، قيلَ وما قتيلُ كل عبرة يا ابن رسول الله (ص): قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى).

فسلام عليك يا قتيل العبرات ويا أسير الكربات يا ابا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك .اللهم ارزقنا  شفاعته يوم الورود، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الشيخ المعزي

           رئيس المركز الاسلامي في انجلترا

محرم الحرام 1434هـ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24379
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13