
فوجيء أهالي بغداد صباح اليوم الاثنين 19 تشرين الثاني من هذا العام بفيضان عام قطع أوصال الشوارع والأزقة والمحلات واختفاء الأرصفة والشوارع الرئيسية والفرعية وتوقفت السيارات والحياة العامة عن الحركة وأغلقت المحال التجارية أبوابها بعد أن غرقت من عنف السيول الهادرة بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت منذ يوم أمس.
أما لماذا غرقت بغداد فهذا عجب العجاب , سؤال تجيب عليه أمانة العاصمة (( حفظها الله ورعاها)) ونعتقد جازمين بان كل فتحات المجاري مغلقة تماما لأنها لم تعرف الإدامة منذ سنين . أما منظر الفيضان الذي ضرب بغداد يوم الاثنين 19 تشرين الثاني عام 2012 ، فكان مأساويا ومؤلما وحارقا ومدميا لقلوب أهالي بغداد الذين شبعوا من التصريحات الرنانة والكذابة , وملوا كل الأحاديث المعسولة بالخداع التي خرجت من أمانة بغداد و مكاتبها الإعلامية بخصوص الاستعدادات لموسم الشتاء والأمطار.. أما غرق الشوارع والأزقة فهي أكثر ما تتعلق بحياة الناس وأعمالهم التي انقطعت واختفت تماما لأنهم – الناس - وجدوا أن معظم الشوراع غرقت بالمياه ولا يمكن السير فيها إلا بصعوبة بالغة، مبدين استيائهم وتذمرهم من الخدمات البلدية التي كانت دون الصفر .. ساعات معدودات من الأمطار قطعت أوصال العاصمة وكأننا في صحراء غارقة لا سبيل لأحد أن يصل إلى الجهة الأخرى . لقد صرفت مبالغ طائلة لأعمار شوارع ومجاري بغداد لم يستطع المواطن المبتلى من أن يتلمسها أو يشعر بوجودها ويتساءل كل أهالي بغداد ومعهم ماجد الكعبي بعد غرق عاصمتهم يوم الاثنين أين مصير مليارات الدنانير التي صرفت ..؟ وبأي جيوب نزلت ..؟ وهل تستطيع أمانة العاصمة أن تجيب على هذا التساؤل ؟
لقد مل المواطن تصريحات المسؤولين بشان الخدمات , ومل أيضا كل حديث لمسؤول يخرج عليهم من على شاشات الفضائيات ويعلن عن النية لإقامة المشروع الفلاني وتبليط الشارع العلاني أو تصليح منظومة المجاري ذات المرض المزمن الذي ندعو الباري أن يشفيها ..
إن غرق العاصمة بفعل مطرة لم تستمر سوى ساعات لا يتناسب مع ما تقدمه الحكومة من إمكانيات هائلة على أعمار وتأهيل الخدمات في العاصمة بغداد التي تستصرخ الضمير العراقي الأصيل بإنقاذها من براثن الخدمات التي لم تراها حتى الآن ..
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
|