مؤخرا نشرت الصحف المحلية في البحرين دعوة للملك البحريني بإقامة صلاة الاستسقاء في عدة مناطق في البلاد .. ليس لدي معلومات عن أهمية الأمطار بالنسبة لدولة صغيرة كالبحرين لا تتجاوز مساحتها ال 700 كيلو متلر مربع و لكن كان اللافت دعوة ملك البحرين نفسه هذه الدعوة وهذه حادثة تسجل في تاريخ البحرين لأول مرة حسب معلوماتي المتواضعة .
الشئ الآخر الذي يلفت الأنظار في دعوة الملك البحريني لصلاة الاستسقاء هو حصر هذه الصلاة في المناطق التابعة للطائفة السنية الكريمة فقط .. فيا ترى ما هي دلالات هذا الأمر ؟
كان الملك سابقا و قبل نشوب الثورة البحرينية كثيرا ما يتغنى بالوحدة الوطنية و يصف نفسه بأنه أب للجميع و يدعي بأنه الضامن للوحدة البحرينية وظل الملك يستخدم نفس العبارات مع حدوث الثورة البحرينية ولكن بوتيرة أقل على أن السلطات الخاضعة له بررت كافة عمليات الاعتقال بأنها تحدث هادفة لمنع الشرخ الطائفي و انقسام المجتمع .
اليوم هنالك سؤال كبير للملك البحريني عن مدى تخليه عن هذه الشعارات بشكل واضح في دعوته لصلاة الاستسقاء ، فاذا كان الملك البحريني يعتقد نفسه بأنه أمير للمؤمنين بإبرازه هذه الدعوة الإيمانية طلبا لنزول الرحمة فإن الأولى به أن يطلب الرحمة لكل الطوائف في شعبه لا طائفة واحدة فقط . و الا فان هذا سيفسر بأن الملك ضاق ذرعا من طائفة معينة يهتف معظم افرادها بسقوطه في مظاهراتهم الضخمة ولذا قرر ان لا يشملهم بدعائه الصالح وصلاته المقبولة . ما يجب ان يفكر فيه الملك أيضا بأن عدم اهتمامه لهذه المسألة أيضا لن يمنع تساقط الأمطار على المناطق الشيعية فماذا لو حدث انه بعد الصلاة الموعودة تساقطت الأمطار على كل البحرين فهل سيستطيع الملك البحريني منعها عن المناطق الشيعية ؟ هل سيستخدم الملك البحريني حينها قوات الشغب الأجنبية لمنع الأمطار عن مناطق الشيعة كما استعملها لقمعهم ؟ أم أنه سيستعين بقوات درع الجزيرة لمنع سقوطها في مناطق شيعية ؟ هذه الاسئلة يجب ان يفكر فيها أمير المؤمنين جيدا .
كان من المناسب جدا لو ان الملك البحريني قدم المسيحي مايكل جاكسون في صلاة الاستسقاء لنحصل على بركاته و ليجسد الوحدة الإسلامية – المسيحية بأفضل مثال و لكن الأخير توفي بعد حصوله على جنسية البحرين ، ومن باب التسامح أيضا كان من الأفضل على الملك لو قدم الراقصة التي قالت بأنها رقصت لأمير المؤمنين بعد هطول المطر فرحا لتمتع المصلين برقصها الشريف و المحترم طبعا ! .
البعض يذهب إلى ان الملك البحريني و بعد منعه لصلاة الجمعة وقتله فتى يافعا في عمر الزهور أثناء توجهه لصلاة الجمعة اراد ان يعطي للعالم انطباعا آخر بمدى أيمانه و التزامه و اهتمامه بالصلاة فكانت دعوته لصلاة الاستسقاء ! .
و يشكر البعض الله عز وجل ان مفاتيح السماء ليست بيد أحد و إلا لكانت خيراتها منعت من قبل جلالة الملك عن طائفة كان مصيرها القتل و التعذيب و هدم مساجدها على يد أمير المؤمنين هادم المساجد !! . |