عند سماع خبر إلغاء البطاقة التموينية بما تحتويه من مواد فاخرة.!! خُيل لي للوهلة الاولى ان هذا الاسبوع لن يمر على العراقيين مرور الكرام, نعم, يمتاز العراقي بالصبر, ولكنه لا يصبر على من يغصب قوت عياله, او من يحاول ان يحاربه في رزقه, فخلت انني ربما اصحى يوم غدٍ –اي بعد سماع الخبر- على اصوات صراخ الرفض والامتعاض, وربما تُقتحم وزارة التجارة ومخازنها, فالأمر ليس بالهين على العراقيين.!!
ربما كان هناك مقارنة خاطئة مني بين الشعب العراقي والمصري, حيث ان القياس اخذ بي الى أن الشعب العراقي يشبه كثيراً ابناء الشعب المصري, لان في مصر كل شيء لا يهدء, الكل يبحث عن سبل استرجاع الحق والمحافظة على ما تبقى منه, والجميع يريد ان يضع بصمته في مستقبل مصر الجديدة, الشعب, ورجال الدين, والاعلاميين, وحتى الراقصات والراقصين.!! اذن, ماذا سيحدث لو كانت البطاقة التموينية مصرية؟ عندها لثار الشعب المصري ثورة تطير فيها رؤوس المسؤولين على اقل التقادير.!!
انه قياس باطل, ولا يمكننا ان نقارن بين الشعبين, فنحن وللأسف الشديد اصبحنا وبفضل حكام العراق على مدى العصور شعب ميت, ولا نهتم.. لا نكترث, ولا يحق لنا ايضاً ان نلقي اللوم على الحكام, فكيف ما نكون يولى علينا, ونحن المسؤولون بالدرجة الاولى, ومن حقي وحق الجميع ان نطأطأ الرؤوس خجلاً امام اولادنا وعوائلنا, لأننا عاجزون عن تحمل المسؤولية والوقف بوجه من يغتصب حقوقنا ولو بكلمة واحدة.
قرار الغاء البطاقة التموينية لن يضيف شيئاً للمواطن العراقي, ولكنه يضيف اشياءاً كثيرة لتجار الازمات الذين تفرد بهم العراق, فهم المستفيدين دائما في كل الظروف, البطاقة التموينية بالنسبة للعراقي هوية.!! وربما اكثر من ذلك, هي مجرد ورقة لا اكثر, ولكنها تعني للعراقي ورقة امل مؤجل, فعندما يتزوج احدهم يسارع الى استخراج ورقة الامل هذه, لكي يثبت انه مواطن عراقي ولديه عائلة.
ربما يكون هذا القرار تمهيداً لإلغاء امور اخرى, مثل هوية الاحوال المدنية, وحصة النفط التي يتسلمها كل عراقي اول كل شهر.!! او ربما لتوفير الاموال التي تصرف ببذخ على المواطن من خلال هذه الورقة, ليسد بذلك الفائض احتياجات الاحزاب والحملات الانتخابية, وبعثات الحج, وسفرات العلاج والاستجمام.
|