• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : فواز والكلب والفلسفة .
                          • الكاتب : د . بهجت عبد الرضا .

فواز والكلب والفلسفة

هناك نكتة معروفة عن المتفلسفين ومن يتبعونهم وتقول النكتة ان احمقا اراد تعلم الفلسفة فذهب الى شخص يدعي انه فيلسوف ليعلمه فسأله هذا المتفلسف هل لديك كلب؟ فقال الاحمق نعم فقال المتفلسف اذا بما ان لديك كلبا فانت بالتأكيد تملك بيتا ومكانا تأوي فيه انت والكلب؟ فقال الأحمق نعم فقال المتفلسف ومادام الامر هكذا فان لديك ايضا عائلة واما وابا وان امك واباك يحبان بعضهما اذا فامك شريفة وهكذا استنتجت من وجود الكلب لديك ان امك شريفة ففرح الاحمق بهذا الكلام وتصور انه تعلم الفلسفة فسأل اول شخص يقابله، هل لديك كلب؟ فرد الشخص لا، فقال له الأحمق اذا امك غير شريفة. لقد تذكرت هذه النكتة وانا أقرأ مجددا مقال فواز الفواز المنشور بموقع كتابات والذي كان عنوانه (هل محمد بن عبد الله فعلاً كان رسولاً وخاتماً للأنبياء ؟) والعنوان وحده مسيئ للنبي صلى الله عليه وآله فضلا عن محتواه الذي يبعث على الاشمئزاز من طريقة فواز في التساؤل والاستنتاج الذي يشبه كثيرا الطريقة المذكورة في النكتة أعلاه في استناج شئ من شئ لا علاقة له به أبدا كاستنتاج شرف المرأة من وجود الكلب. لقد رد الفواز على كل التعليقات على مقاله الأصلي بتعليق واحد وهو ان ذكر الله تعالى لامرأتي نوح ولوط في القرآن يعتبر دليل طهارة أم المؤمنين عائشة لأنها لو كانت غابرة لذكرها الله تعالى بما ان الله تعالى قال عن امرأة لوط انها كانت من الغابرين ولم يقل عن عائشة انها من الغابرين، اذا هكذا يستنتج الفواز طهارة السيدة عائشة؟ فحسب عقلية الفواز يتوجب على الله تعالى ان يذكر بالاسم الصريح كل امرأة أو رجل يعتبر مذنبا فإذا لم يرد ذكر صريح فذلك يعتبر دليل طهارة وتنزيها لهذا الشخص سواء كان امرأة أو رجلا!!!!!!!! أولا يافواز ان ذكر الله تعالى لامرأتي نوح ولوط واثباته لعصيانهما بالعبارات الصريحة لا علاقة له بطهارة عائشة او حفصة ولا ينفي كونهما قد عصتا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإثبات الشئ لا ينفي ما عداه، كما إن استخدامك لكلمة الطهارة لم يكن موفقا أساسا فعلى سبيل المثال عندما نذكر الآية القرآنية التالية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) نقول إن الطهارة المذكورة فيها تعني العصمة من الذنوب جميعا ولذلك فلا يمكن شمول أمهات المؤمنين وعلى رأسهن عائشة في آية التطهير وذلك لثبوت وقوع الذنوب والمعاصي منهن وحتى اهل السنة لايمكنهم ادعاء العصمة لهن بل إنهم ينفون العصمة حتى عن الأنبياء والأئمة فكيف بزوجات النبي؟ إن الشيعة يقولون بتنزيه أمهات المؤمنين عن الخيانة الزوجية ويؤمنون بأنهن شريفات ولكنهم لايقولون بتنزيههن عن الذنوب اما انت يا فواز فيبدو انك تريد استخدام كلمة الطهارة في غير محلها ولا توفيق لك في هذه المحاولة الخائبة حيث تريد إثبات أن عائشة لا يمكن أن تذنب أو تعصي النبي. إضافة لذلك يا فواز فإن ذكر الله تعالى لامرأتي نوح ولوط والذي اعتبرته بطريقتك الكلبية في التفلسف اعتبرته دليلا على طهارة عائشة إنما هو في الحقيقة دليل على ارتكابها للذنوب والمعاصي فمن المعروف لكل انسان عاقل ان الأمثال تضرب لأنها تكون مناسبة ومشابهة لحالة معينة يتم توضيحها بشكل أكبر من خلال المثل، وحتى الناس العاديون عندما يضربون الأمثال يأتون بالمثل المناسب لحالتهم أو قصتهم فكيف بالله تعالى؟ إن الله تعالى دائما يختار المثال المناسب جدا لكل حالة يرد ذكرها في القرآن الكريم فبما أن الله تعالى تعرض لذكر قصة عائشة وحفصة ومافعلتاه بالنبي وهما امرأتان متزوجتان من نبي فإنه تعالى لما ذكر امراتي نوح ولوط وهما أيضا امرأتان مذنبتان وقال عنهما الله أنهما مثل يضربه إذا فلا يستطيع أي عاقل أن يبعد هذا المثل عن عائشة وحفصة وإلا فما هو وجه استعمال هذا المثل في سياق ذكر الله تعالى لعائشة وحفصة إذا لم يكن المقصود به عائشة وحفصة؟ خصوصا أن امرأتي نوح ولوط زوجتا نبيين أيضا وهكذا يضرب الله تعالى الأمثال التي تتطابق كثيرا مع الحالة المعنية والمثل يكون كافيا لتطبيقه على كل حالة مشابهة ولا داعي لذكر كل حالة بشكل صريح فإذا لم يقل الله تعالى عن عائشة أنها لم تكن من الغابرين كما قال ذلك عن امرأة لوط فذلك لا يعني عدم انطباق مثل امرأتي نوح ولوط على عائشة وحفصة.
وبما أنني تطرقت لمقالك مجددا فأود القول أنني حين قرأته أول مرة انتابني شئ من الاستغراب حول ذكرك لاسم بهيرا أو بحيرا الراهب فذكرك له كان تفصيلا زائدا ولم يكن هناك أي داع لذكره لأن عنوان مقالك وحده كما ذكرت كان كافيا للإساءة للنبي صلى الله عليه وآله فهو عنوان تشكيكي وكان يمكنك صياغة العنوان بطريقة أخرى مهذبة وهادئة لكنك مثل الكتاب الفاشلين فكتاباتهم تسبب الغثيان والتقيؤ فلا يجدون سبيلا لجذب القارئ سوى العناوين المثيرة الفضائحية التي تستفز الشعور بمجرد قرائتها، أقول يا فواز لما قرأت ذكرك لبحيرا أول مرة استغربت من ذكرك له فقد كان شيئا لا داعي له أبدا وكان يمكنك الاكتفاء بالحشو الردئ الذي حشوت به مقالك حين تسائلتَ كيف يبعث الله تعالى للنبي زوجة غير صالحة وغيره من الأسئلة، لكني وقتها حملتك بمحمل حسن، ولكن بعدها حملتك بمحمل السوء بعد ما وجدت تعليقا لشخص اسمه آشور بيث شليمونمل يبدو أنه فرح كثيرا بذكرك لبحيرا فأخذ يعيد للقراء الكذبة القديمة حول نسبة القرآن الكريم الى بحيرا وكونه المعلم المزعوم للنبي صلى الله عليه وآله وسأتطرق في مقال آخر لهذه المسألة. فكأنك يا فواز أردت لمقالك أن يكون قنبلة عنقودية تتفجر أكثر من مرة في أكثر من موضع فأحد الانفجارات كان حول عائشة ونبوة النبي والانفجار الآخر كان مسألة بحيرا فما أخبثك يا فواز.

 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : كاتب صريح ، في 2012/11/02 .

حياك الله أيها الأخ. وأحسنت في المثال الذي ذكرته فهو ينطبق عليهم تماما.

• (2) - كتب : خالد المرزوك ، في 2012/10/31 .

الاخ كاتب المقال احيي فيك اسلوبك الشيق والهادئ في الكتابة في الرد على مثل هؤلاء الذين ينعقون وراء الناعقين القدماء امثال ابن تيمية وابن قيم الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب والناعقين المحدثين امثال القرضاوي والعريفي وابن جبرين وابن باز وابن عثيمين والكلباني وجراءهم (جمع جرو) . اقول ان استنتاج بواز البواز على عدم خطيئة عائشة بسبب عدم ذكرها في القرآن الى جانب امراة نوح وامرأة لوط يذكرني بنكتة قديمة كنا نتداولها في الصغر وهي ان القاضي عندما وجه التهمة الى اللص اضاف بان لدى المحكمة شاهدين رأوك وانت تسرق ، فما كان من اللص الا ان اجاب القاضي بالاتي : اذا كان لديكم شاهين فقط راوني اسرق فان لدي مائة شاهد لم يروني اسرق وبذلك فان حجتي اقوى من حجة المحكمة، فيا بواز البواز كفاكم اما شبعتم من الضحك على عقول اغبيائكم ومصدقيكم فوالله لا ينال امروء من شخص النبي ص واهل بيته الطاهرين بسوء الا ابن زنا فاسئلوا امهاتكم ان كنتم حريصين على معرفة آباءكم وهذا ليس قولنا بل قول نبينا الاكرم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلوات الله عليه وعلى آله
خالد المرزوك



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23722
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14