• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نظام آل خليفة يتمنهج صهيونياً بمحاصرة العكر !! وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ .
                          • الكاتب : السيد جعفر العلوي .

نظام آل خليفة يتمنهج صهيونياً بمحاصرة العكر !! وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ

بسم الله الرحمن الرحيم
قطاع غزة كبير ومتكامل وأقوى من كل حصار
العكر، سكانها لا يتجاوزون أربعة آلاف نسمة
النظام الخليفي منع عنهم الماء والطعام والدواء
النظام إنقلب على توصيات جنيف وطبقها عكسياً
 
قطاع غزة
     دأب الكيان الصهيوني على محاصرة قطاع غزة بمجرد حدوث ردة فعل ثورية على جرائمه منطلقة من ذلك القطاع، فيقوم بمنع دخول المؤن والأطعمة والمساعدات الإنسانية والشخصيات الراغبة في الدخول أو الخروج من القطاع. وتبدأ طائراته بقصف مواقع المقاومين في القطاع متى استدعى الموقف الأمني ذلك، وعادة يشمل الحصار كافة الجهات، بإعتبار أن الجانب البحري هو أخطر جهة مكشوفة أمام العالم. وحين يتداعى العالم لكسر الحصار فإن الكيان الصهيوني يستخدم كافة الآليات القمعية لمنع وصول السفن والقوارب للسواحل الفلسطينية كما حدث في الحصارات السابقة.  مؤخراً وفي 21 أكتوبر 2012 بدأ الكيان الصهيوني تحقيقاً مع 19 ناشطًا أجنبيًا كانوا على متن السفينة «إيستيل» التي اعترضها الكوماندوز البحري الإسرائيلي، أثناء محاولتها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وقالت الإذاعة الصهيونية أن الحكومة الإسرائيلية ستقوم بترحيل النشطاء الأجانب إلى بلدانهم بعد الانتهاء من التحقيق معهم، فيما ستطلب الشرطة الإسرائيلية من المحكمة تمديد اعتقال الإسرائيليين الثلاثة الذين شاركوا في الرحلة.
 
 
بين غزة والعكر
    هذه نبذة مصغرة عن طبيعة الأنموذج الصهيوني في حصار غزة. ذلك القطاع يضم حوالي مليوني نسمة ومساحته حوالي 360 كيلومتر مربع، ورغم القمع الشرس لسكان غزة، ألا أن هذا القطاع يحتوي على مدن متكاملة وبلدات ضمن نظام سياسي وإجتماعي وصحي واسع وشبه متكامل يستطيع الصمود لفترة طويلة. وعلى منوال المنهج الصهيوني في الحصار بمجرد حدوث عملية فدائية أو مقاومة منظمة، فإن النظام الخليفي في البحرين بدأ بتطبيق هذا الإسلوب الإجرامي في البحرين في 19 أكتوبر 2012، منطلقاً من بلدة العكر الصغيرة الحجم والقليلة في عدد سكانها. هذه البلدة تقع على خليج بحري شمالاً، ويحدها شارع كبير جنوباً. فبعد موت أحد مرتزقة النظام ويدعى عمران خان (باكستاني الجنسية) في ظرف غامض، أعلن النظام الخليفي أن موته حدث بسبب تفجير نفذه شباب الثورة في صفوف قوات أمنه. النظام كعادته لا يملك أدنى مصداقية فيما يدعيه، فالصور التي نشرها للمرتزق بعد موته لا تشير من قريب أو بعيد بوجود أي جروح أو حروق تحدث عادة بسبب التفجير. وعلى فرض موته هذا المرتزق في العكر فهو أمر طبيعي أن يقع في ظل مواجهات  بين نظام يرسل مرتزقته للقمع الوحشي كل يوم وبين  سكان يدافعون عن  أنفسهم وعن كرامتهم وحقوقهم  في أرضهم.  فهذه البلدة  تنتفض ليلياً ضد النظام بمسيرات يشارك فيها الشباب والفتيات مع عدد من كبار السن، حاملين شعارات وهدف الثورة الداعي لإسقاط النظام ويواجه النظام هذه المسيرة الليلية بقمع وحشي شرس. هذه القرية أيضاً  لها سجل كبير من مظالم النظام الواقع عليها، فجروحها غائرة؛ فالأمن الخليفي أعاث تخريباً لبيوتها عدة مرات واعتقل ولازال يعتقل مجاميع من شبابها، في حين يقبع في السجن شخصية دينية أساسية فيها هو سماحة المجاهد الشيخ إدريس العكري، كما ويمطرها ليلياً بوابل من الغازات السامة. وقبل أشهر وعلى إثر  الإعتداءات المستمرة قام عدد من الثوار بعملية تفجير في وسط مرتزقة النظام التي تقمع القرية، فهاج النظام على هذا التفجير ولم يقعد، وحشد عملية إدانات رسمية من كل الأنظمة المتواطئة معه في ظلم وقمع شعب  البحرين، وبالطبع في المقدمة كانت الولايات المتحدة والنظام السعودي وبريطانيا.
 
 
حصار تام براً وبحراً وإنتقاماً
       أما هذه المرة فإن  النظام عمد الى معاقبة أهالي القرية الصغيرة بشكل جماعي، فحاصرها براً وبحراً، ومنع دخول أو خروج السكان منها. كما منع دخول سيارات الإسعاف حتى أن إمرأة حامل وضعت جنينها داخل البلدة، رغم حاجتها الشديدة للمستشفى. .وشمل المنع الطلبة من الذهاب الى المدارس، وكذا الموظفين والعمال .  كما قامت قواته الأمنية بمداهمات وحشية وشرسة لبيوتها بيتأً بيتاً بحثاً عن من قام بعملية التفجير معتقلين العديد من شبابها بشكل إنتقامي. ولأن القرية صغيرة فإنها تعتمد على البلدات والمدن القريبة في كافة حاجاتها اليومية، إلا أن النظام وبكل قسوة منع دخول الخبز والماء والطعام للسكان لمدة  خمسة أيام، ولم يتوقف الحصار حتى كتابة هذا المقال.
     الجماهير الأبيّة في البحرين  إنتفضت دفاعاً عن أهالي العكر فخرجت مسيرات واسعة قابلها النظام بالقمع الوحشي. ودعا إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير (القوة الشبابية الرئيسية في الثورة) ومعه جمعية أمل-الشعب (حلّها النظام قبل أشهر وتتبع التيار الرسالي) وتيار الوفاء (تيار سياسي جديد)  لكسر الحصار في يوم الأحد 21 أكتوبر الحالي، حيث توجهت الجماهير بكثافة نحو هذه القرية، إلا أن النظام قابل تلك الجموع بالقمع الشديد وإعتقال عدد من الشباب وكذا اعتقل عدد من الحقوقيين، ومنهم الأستاذ يوسف المحافظة والحقوقية الشهيرة زينب الخواجة (دخلت السجن خمس مرات بسبب دفاعها عن المواطنين) والحقوقي ناجي فتيل.  قوة المواجهات بين شباب الثورة الذين توافدوا من كل الجهات، أمكن عدد من النساء من الدخول الى البلدة وتقديم الأطعمة الضرورية للأهالي. ملحمة الصمود في البحرين لم تتوقف، فعشرات المواجهات تقع في كل ساعة بين قوى الأمن وشباب الثورة الذين قاموا  بقطع الطرقات وإشعال الدواليب في الشوارع الرئيسية لكسر حصار العكر.


 
 
شعبنا هو المنتصر والنظام الخليفي الى زوال
    إن النظام الخليفي الذي قال حاكمه حمد قبل سنوات متباهياً لوفد إمريكي كما جاء في وثائق وكيليكس: إننا نفخر بعلاقاتنا المتميزة مع الموساد، بات اليوم يقلد الكيان الصهيوني في كافة أساليبه الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، ومنها الحصار. كما قال جل وعلا: { أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }. سورة "الذاريات" الآية (53). إن شعبنا الذي أفشل كل محاولات النظام الأمنية والعسكرية والسياسية لكسر ثورته وإخضاعها سُيفشل حتماً هذا الإسلوب الرخيص واللأخلاقي في معاقبة قرانا وأهلنا في البحرين وسيرتد السحر على الساحر قريباً بإذن الله.
      هذا التصعيد الأمني للنظام الخليفي بفرض الحصار على أهلنا في العكر، يأتي بعد  شهر من رجوع وفده الرسمي متبجحاً بموافقته على معظم توصيات مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان (19 سبتبمبر 2012)، وحينها قلنا إن هذا النظام يكذب ويخادع  العالم وحبل كذبه قصير. واليوم نراه قد إنقلب على عقبيه معاكساً روح ونص تلك التوصيات عن عمد وسبق إصرار لأنه لم يؤمن بها أصلاً، ولكنه أراد أن يجامل المجتمع الدولي ليخفف الضغط عنه كعادة المراوغين والكذابين. هذا الإصرار الأحمق في الإستكبار وتصعيد العنف والإرهاب ضد الشعوب هو ديدن  الطغاة بعد كل نصح وتنبيه وتحذير لهم. إلا  أن  للشعوب منطقها المعاكس فهي حين تثور تكون كالبركان الغاضب رامية بحثالات أولئك الطغاة في مزبلة التاريخ. هذه سنن الله في الأرض، والتاريخ خير شاهد على ذلك، كما قال الرب جل وعلا: فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الأرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا (43) سورة المائدة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=23542
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13