الشخصيات :
- الرجل 1
- الرجل2
ملاحظة :
- الشخصيتان متشابهتان الى حدٍ بعيد لو لا فروق ليست جسدية وملموسة بقدر ما هي محسوسة
- الرجل1 يكون هزيلا الى حدٍ ما يبدو عليه المرض , وهذا لا يعني أن الرجل2 سيكون بديناً أو ما شابه ذلك , كل ما في الأمر , هو أن الرجل2 يبدو بصحة جيدة ظاهرياً – أما دون ذلك فيبقى مرهوناً بإحساس المتلقي ,
- لباس الرجل 1 يكون الأسود التام , لباساً يفضل لو تصورته كما وكأنه طلاء , أي بمعنى أن الملابس تكون ضيقة في تناسق , والرجل2 قد يرتدي الملابس الرسمية ,
قبل فتح الستار , يبدو أن هنالك تناقض كبير , صوت أنين وألم , موسيقى مضطربة تحاول اخفاء ذلك الأنين , المسرح يبدو خالياً – تماما – من كل شيء خلا كرسي خشبي وسط المسرح , وحبل متين مرمي على الأرض , يفتح الستار بصورة ميكانيكية متقطعة , وتردد , معنى ذلك أن الذي يفتح الستار قد يبدو متردداً في لحظة معينة وعازماً في أخرى وعلى التوالي ,
يظهر ( الرجل1) وهو جالس على الكرسي , ورأسه في حجره , كمن ينام , ( صمت لمدة )
الرجل1 : ( بألم ) لا أعرف .. لا أعرف ماذا ؟ .. شيئا , (صمت , كمن يجيب نفسه )
ربما سأعرف , ولكن , ماذا ؟ كيف ؟ وما هو المهم ؟ اني لا أعرف ,
هل هذا هو السؤال ؟ أيضاً لا أعرف ..
( صمت )
على كل , لقد تأخر هذه المرة , لكنه سيأتي , يقيناً , أحتاج منه معرفة المزيد ,
( ينهض ويدور ببطء في المكان – كمن يستطلع - ) هذا المكان ؟ هو ؟ ربما,
رأيته من قبل , مسألة وقت , سيأتي ويطلعني فيها على الأمر , نعم , لا ؟
الرجل2 : ( يدخل المكان على عجل , يتأبط مجموعة من الأوراق , يقترب من الرجل1 )
عزيزي , لماذا نهضت من مكانك ؟ ذلك لن يكون جيداً
الرجل1 : لا أعرف , فجأة وجدت نفسي أمشي
الرجل2 : لا بد وأنها متعة جديدة
الرجل1 : لقد جربت الأمر كثيراً من قبل
الرجل2 : الحياة مليئة بالجمال
الرجل1 : ( صمت )
الرجل2 : الفرص هي من يمنحنا الجمال
الرجل1 : ماذا حصل ؟
الرجل2 : معك أم معي .؟
الرجل1 : وماذا يفرق ذلك ؟
الرجل2 : الأمر غاية في الأهمية بالنسبة
الرجل1 : ( يقاطعه بخوف ) لك
الرجل2 : ( يتنهد ) الأمر يحتاج المزيد
الرجل1 : ( بتردد ) لم أعد أحتمل
الرجل2 : سيكون الأمر جيداً
الرجل1 : لا يعنيني ذلك كثيراً
الرجل2 : تفكر هذا اليوم بطريقة أنانية
الرجل1 : ( باستغراب ) أنانية ؟!!
الرجل2 : لا عليك .. اجلس الآن .. لدينا المزيد من العمل
الرجل1: ولا وقت لدينا ؟!
الرجل2: أحسنت
الرجل1 : صرتُ أحفظ الدرس .. هيه
الرجل2: سيكون درساً للبشرية جمعاء ..
الرجل1 : انجاز غير مسبوق .. لطبيبي الخاص لا بد وأنه فخر لي
الرجل2: ولأخيك ..
الرجل1 : كل مرة تقول لي ذلك
الرجل2: سنحقن المزيد
الرجل1 : من الفيروسات
الرجل2 : ثمة تطور مهم في مجرى المرض عليّ اكتشافه
الرجل1 : أتعرف ؟ حصل معي أمر هذه الليلة ,
الرجل2 : ( بلهفة يستخرج أوراقا ويبدأ التدوين )
الرجل1 : اليوم وبالصدفة رأيت زهرة حمراء
الرجل2 : ( باستغراب وخيبة ) ماذا
الرجل1 : أليس مهما أن أروي لك التطور ؟
الرجل2 : أين رأيت تلك الوردة ؟
الرجل1: في سلة المهملات
الرجل2 : ومن قال انها وردة .؟
الرجل1 : ( صمت )
الرجل2 : هل يعقل هذا , كيف تسمي شيئا في سلة النفايات وردة ؟
الرجل1 : يثير الاستغراب حقاً
الرجل2 : وماذا حصل بعدها
الرجل1 : أحسست بان شيئا ما في داخلي يؤلمني
الرجل2 : ( يدوّن )
الرجل1 : وقتها كنت أتمنى وجودك
الرجل2 : أنا معك دائماً
الرجل1 : لأن كثير من التساؤلات ومضت في رأسي
الرجل2 : انحراف خطير في مسرى قضيتنا الانسانية
الرجل1 : ( يستدرك ) نعم .. هل ممكن للإنسانية أن تفكر فيّ قليلا
الرجل2 : لم تلفت انتباهها
الرجل1 : حتى الآن ؟
الرجل2: نعم وهذا ما يقلقني , عليّ أن اقدم التقرير الكامل عمّا يسببه الفيروس في جسمك
الرجل1 : وما يهم جسمي ؟
الرجل2 : أجسام البشرية متشابهة عزيزي
الرجل1 : تماماً
الرجل2 : هل تعرف مدى السعادة التي ستطالك حينما ترى أخيك وهو يقدم للبشرية تقريره
الرجل1 : ومن قال بأني سأرى ؟
الرجل2 : ستكون بخير عزيزي صدقني , لديّ اليوم جرعة أخرى
الرجل1 : أخرى ؟
الرجل2 : وقد تكون الأخيرة , من يعرف ؟
الرجل1 : من يعرف ؟
الرجل2: يتوقف هذا على مدى احداث الفيروس للمضاعفات في حال لم تأخذ العلاج
المبكر ,
الرجل1: وهل ستعالجني منه بعدما ستنهي دراستك لمسيرة المرض ؟
الرجل2 : يقيناً
الرجل1: كل مرة تقول ذلك ولم تأتني الا بمزيد من الجرع
الرجل2: عزيزي لقد وصلنا مراحل متقدمة وسننهي التقرير
الرجل1 : على حساب حياتي ؟
الرجل2 : ستعيش عزيزي
الرجل1 : وإن لم ؟
الرجل2 : ستنقذ البشرية من خطر الفيروس
الرجل1: وما ذنبي ..؟ لماذا لا تدرس المرض وتجرّبه على حيوان ما ؟
الرجل2 : ذنبك انك أخ لعبقري نذر نفسه لخدمة البشرية ؟
الرجل1 : لن أخذ جرعة اليوم
الرجل2: لماذا يا عزيزي
الرجل1 : لن أخذها وكفى
الرجل2 : ليس الأمر كما تريد
الرجل1: ولا كما تريد أنت
الرجل2 : ( بزجر ) ما الذي دهاك
الرجل1 : لن ولن آخذ الجرعة
الرجل2: ستأخذها
الرجل1: لن
الرجل2: ( بقوة) تأخذها ( يحاول مسكه )
الرجل1 : ( يفلت .. ثم يتعثر ويقع )
الرجل2: ( ينهال عليه بالضرب )
- إظلام –
( عودة الإضاءة يظهران لنا وهما على الأرض في جلسة توحي بحميمية )
الرجل2: كن معقولاً .. لم يتبقَ الا القليل
الرجل1 : أصحيح ذلك ؟
الرجل2 : يقيناً
الرجل1 : لكن قبل ذلك لديّ سؤال ؟
الرجل2 : نعم
الرجل1 : أنت طبيبي ؟
الرجل2 : وأخوك
الرجل1 : من أين أتينا ؟
الرجل2 : طفلي الحبيب , كبرت كثيراً
الرجل1 : لذا لا بد ليّ أن أعرف
الرجل2 : يحق لك ذلك
الرجل1 : حسناً ايها الطيّب
الرجل2 : أتينا من أمنا
الرجل1 : أين هي ؟
الرجل2 : ( يبكي ) أمنا الجميلة
الرجل1 : هل كانت جميلة ؟
الرجل2 : وطيّبة
الرجل1 : لا بد .. لكن هل بالغت ؟
الرجل2 : وجميلة أيضا ( يبكي وهو اضع كفيه على وجهه ويحرك أكتافه )
الرجل1: هل كانت جميلة حقاً أم لأنها أمنا ؟
الرجل2 : أولم ترها ؟
الرجل1 : لا .. ألا تعلم ؟
الرجل2 : اوه .. أنا اسف كنت أحمقاً ..
الرجل1 : أين هي الآن ؟
الرجل2 : لقد ماتت ..
الرجل1: اوه أولم ينقذها أحد .. هل هي جزء من البشرية
الرجل2 : يقينا .. لكنها تعوّل عليك في انقاذها
الرجل1 : أنا ؟
الرجل2 : أولم تكن سبب وفاتها ؟
الرجل1 : أنا ؟
الرجل2 : نعم لقد كانت مصابة بمرض خطير
الرجل1 : خطيـــــــــــــــــــــــــــر ؟!
الرجل2 : وكان أمامي خياران ,
الرجل1 : ( صمت )
الرجل2 : ( يبكي ) كان شفاؤها سهلاً
الرجل1 : وهل كنت طبيبها .؟
الرجل2 : لو أعطيتها الدواء لشفيت تماماً
الرجل1 : وما منعك ؟
الرجل2 : أنت يا قرة عيني ..
الرجل1 : أنا ؟ أيضا
الرجل2 : كان العلاج ليحمل عليك خطر الموت
الرجل1 : وحياتي تحمل لها خطر الموت .؟ وموتها يحمل ليّ الحياة
الرجل2 : نعم تماماً هي أيضا كانت تدرك ذلك – صدقني –
الرجل1 : ولماذا لم تضح فيّ ؟
الرجل2 : كانت رغبتها في أن تعيش أنت
الرجل1 : رغبتها .؟
الرجل2 : نعم ( يبكي )
الرجل1 : ورغبتي أنا لماذا لم تفكرا بها ؟
الرجل2 : لا تكن أنانياً
الرجل1 : أناني .؟!
الرجل2 : لقد كانت على يقين – فطري – بأنك ستخدم البشرية يوماً , آه ما أجمل هذا اليوم
الرجل1 : البشرية ؟! يوما ؟! أولم تفكرا بجدوى وجدوي بدونها ؟
الرجل2: لم يكن الوقت ليسع لفعل اي شيء آخر
الرجل1 : رغبة مجنونة
الرجل2 : كن معقولاً عزيزي
الرجل1 : هل يمكنك مساعدتي على ما تسمونه البكاء
الرجل2 : ليس الآن عزيزي
الرجل1 : ( بألم ) متى اذن ؟
الرجل2 : الدموع ستخرج المزيد من الفيروسات من جسمك , ونحن بأمس الحاجة للواحد منها
الرجل1 : هل الفيروسات بريئة وجميلة , هل تعرف أنها تفعل بي ما تفعل ؟
الرجل2 : كن معقولاً عزيزي .. لا تشغل بالك في الامور المماثلة
الرجل1 : هل ستقتل الفيروسات يوماً
الرجل2 : نعم .. ربما .. لأنقذ الاخرين
الرجل1 : هل قتلت أمي لتنقذني ؟
الرجل2 : أمك لم تكن فيروساً .. لقد كانت جميلة ورقيقة
الرجل1 : أريد أن أنام ,
الرجل2 : لا يمكنك ذلك عزيزي
الرجل1 : تباً
الرجل2 : الآن على أقل تقدير
الرجل1: متى أنام ؟
الرجل2: لو نمت – ربما- نامت الفيروسات في جسمك ,
الرجل1 : وأنت تريدها في أوج نشاطها
الرجل2 : لا تظن الأمر يحمل القسوة – المسألة انسانية –
الرجل1 : إطلاقاً لا اظن .. تماما أعتقد
الرجل2 : حسناً .. لنعود الى عملنا
الرجل1 : الجرعة ؟
الرجل2 : ستنام بعدها – يقيناً –
الرجل1 : وهل سأصحو
الرجل2 : نعم ولكن فيم يهمك ذلك
الرجل1 : أريد أن أصحو لأمرين
الرجل2 : نعم ؟
الرجل1: أريد أن اشاركك الاحتفال بنجاحك
الرجل2 : كم أنت طيّب عزيزي ولكن ما الأمر الآخر ؟
( إظلام )
( عودة الاضاءة بشكل هالة حول الرجل2 )
الرجل2 : لم يبق من الوقت الا القليل , لا أعرف شيئا .. هل الأمر يسري بما أشتهي .؟
لا أعلم , أيضا , وما سيؤول اليه ؟ لا أعرف , عليّ التركيز مجدداً , لا ينبغي
لأي شيء أن يشغلني ويزيح تفكيري عمّا هو أهم , المسألة مفاضلة , حتى مع
الاحتمالات التي لا تحبذها , عليك المفاضلة , المساومة , اقتضى الامر , تباً
, عليّ البت في الأمر مجدداً ,
( إظلام )
(عودة الإضاءة بشكل هالة حول الرجل1)
الرجل1: ( يحتضن الوردة الحمراء ) أنتِ جميلة أيضاً , تشبهين أمي ؟ لا أعرف , محض
احساس , ربما , من يعلم , ربما هنالك قاسم مشترك بينكم , - يقيناً – احساسي
بيقين الإحساس , نعم , التضحية , الموقف , أنتِ وأمي جميلتان , ويخيفني جدا,
احساسي بالمقارنة , نعم , هل سأموت هذه المرة .وتبقين أنتِ ؟ أنا على شفى ,
لكني لا أريد لك ألمي الذي عشته , ربما لن تحمليه ولن تطيقي معه صبراً , هل
سيزرقون فيك مزيداً من الجرع ؟ - يقيناً – ليروا ما سيحصل في داخلك , لا بد وأن
انسانية أخرى في انتظاركِ , لتنقذيها , هيه , من يعلم ؟ الانسانية بحاجة الى المزيد
من التضحيات لكني
هل سأورثك الألم ؟
.. ربما ..
(إظلام )
( عودة الإضاءة )
الرجل1 : ( جالس على الكرسي )
الرجل2 : ( جاثيا على ركبتيه أمامه )
الرجل1 : هل ان كل شيء يسير على ما يرام ؟
الرجل2 : ( يقلب في الأوراق ) لا اعرف أنا مشوش – في الحقيقة –
الرجل1 : كن معقولاً
الرجل2 : حدث تغير مفاجئ في سير الأمور
الرجل1 : هل سيؤجل احتفالنا بنجاحك ؟
الرجل2 : ربما
الرجل1 : أمر غاية في الألم
الرجل2 : الأمر أعمق مما تظن
الرجل1 : أي عمق ذلك ؟
الرجل2 : لا بد لي مصارحتك بأمر هام
الرجل1 : ( صمت )
الرجل2 : هل تحس شيئاً ما ؟
الرجل1 : شيء مثل ماذا ؟
الرجل2 : أي شيء ..
الرجل1 : ربما
الرجل2 : صفه لي ..
الرجل1 : لا أعرف – حقيقية –
الرجل2 : حاول رجاءا
الرجل1: أيها الطيّب أحس بأني أظلمك لكني أحس أن ..
الرجل2 : نعم ؟.
الرجل1 : أحس أن مضاعفات جديدة قد حصلت ؟
الرجل2 : هل رأيت أحداً خلال غيابي عنك
الرجل1 : لا أذكر لم السؤال ؟
الرجل2 : حاول التذكر رجاءا
الرجل1 : ( يفكر ) لا أتوقع , ما الأمر
الرجل2 : تحسن غريب قد طرأ – مؤخراً – فيما يخص حالتك
الرجل1 : رغم الجرع المضاعفة ؟!
الرجل2: نعم , هل كنت تأخذها بانتظام ؟
الرجل1 : ألم تعطيها بيدك ؟
الرجل2 : نعم وهذا ما يقلقني – حقا –
الرجل 1 : ولكن ما الأمر
الرجل2 : ألم حقيقي ينتابني الآن .. لا أستطيع التفكير اطلاقا
الرجل1 : وأنا كذلك أشعر بذات الألم .. كيف ؟ لا بد لي أن أرى نجاحاتك بعيني
الرجل2 : أتساءل فيما اذا كنت صادقاً معي ؟
الرجل1 : فيما يخص ؟
الرجل2 : ادعائك
الرجل1 : وهل تشك في ذلك ؟
الرجل2 : ربما ,
الرجل1 : ( صمت )
الرجل2 : لماذا تريد الصحو فيما لو نمت ؟
الرجل1 : لأراك تحتفل ..
الرجل2 : فقط ؟
الرجل1 : ( صمت )
الرجل2 : ( يسير بقلق واضح )
الرجل1 : ( صمت )
الرجل2 : لم تخبرني بأمنيتك الثانية ؟
الرجل1 : علينا أن نفكر الآن في احتفالك
الرجل2 : ( صمت )
( اظلام )
( عودة الإضاءة )
الرجل1 : ( جالس على الكرسي )
الرجل2 : ( جاثيا على ركبتيه أمامه )
الرجل1 : هل ان كل شيء يسير على ما يرام ؟
الرجل2 : ( يقلب في الأوراق ) لا اعرف أنا مشوش – في الحقيقة –
الرجل1 : كن معقولاً
الرجل2 : حدث تغير مفاجئ في سير الأمور
الرجل1 : هل سيؤجل احتفالنا بنجاحك
الرجل2 : ربما
الرجل1 : أمر غاية في الألم
الرجل2 : الأمر أعمق مما تظن
الرجل1 : أي عمق ذلك ؟
الرجل2 : لا بد لي مصارحتك بأمر هام
الرجل1 : ( صمت )
الرجل2 : هل تحس شيئاً ما ؟
الرجل1 : شيء مثل ماذا ؟
الرجل2 : أي شيء ..
الرجل1 : ربما
( اظلام )
( عودة الاضاءة )
الرجل1 : ( واقفاً فوق الكرسي وهو يرفع الوردة الحمراء )
( يشمها) نعم هكذا , افضل , ليس ثمة متسع لتضحيات أخرى
ستــــــــــــــــــــــــــــــــــــار
ملاحظة أخرى :
قبل أي تناول للنص , يجب الرجوع الى المؤلف
مسلم بديري
العراق
تلفون : 009647703205506
ايميل : Muslim_tyrant@yahoo.com
|