في تجمع المنتدى الثقافي الاسبوعي الذي يقيمه المجلس الاعلى الاسلامي ، دعى السيد عمار الحكيم ، بعد ان وصلت الامور لطريق مسدود ، بسبب تدخلات الدول الخارجية ، وتأثير نفوذها على بعض السياسيين العراقيين المشاركين في الحكومة ، دعى لتشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن المحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية ، التي دمرت النسيج الاجتماعي للمجتمع العراقي المتآخي ، وفي رأينا ورأي غالبية الشعب العراقي أنّ هذا هو الحل الامثل والأصلح للعراق ، وكان يفترض اللجوء الى حكومة الأغلبية السياسية ، قبل هذا الوقت بكثير ، وكان يفترض على السياسيين العراقيين الوطنيين الحريصين على العراق وشعبه ، أن يتبنوا هذا المشروع منذة مدة طويلة ، سيما وأنّ معاناة الشعب العراقي اخذت تزداد يوما بعد آخر بسبب التقاطعات السياسية ، المتولدة من التدخلات الخارجية التي يتبناها بعض السياسيين المرتبطين بهذه الاجندة الخارجية .
عاش الشعب العراقي منذ سقوط النظام ولغاية اليوم في مهزلة المحاصصة ، وأكذوبة المشاركة التي لايؤمن بها هؤلاء المشاركون ، لأن البعض منهم مشاركون في الحكومة ، وفي نفس الوقت يعملون ضدها ، وضد مسيرتها الديمقراطية ، بسبب ارتباطاتهم الخارجية المعادية للعراق ، مايسمى بالمشاركة او المحاصصة شرك نصبه اعداء العراق ، لتمزيق وحدة الشعب العراقي المتآخي ، خدمة لاعداء العراق حلفاء الصهيونية ، والان توضحت النوايا السيئة لكل من يدعو للمحاصصة او المشاركة على اساس قومي او ديني او مذهبي ، الشعب يريد المشاركة على أساس المواطنة والكفاءة بغض النظر عن الانتماء الديني او المذهبي او القومي ، لأن حكومة المشاركة اليوم تحولت الى شراك سياسية ، ومطبات لعرقلة المشروع السياسي الجديد في العراق .
أنّ الشعب العراقي مع دعوة السيد عمار الحكيم ، لتشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن الطائفية والقومية العنصرية ، وطبيعي أنّ حكومة الأغلبية السياسية ستضم ألوان الطيف العراقي ، ولكن المعيار والمشاركة في حكومة الأغلبية السياسية ليس الدين او المذهب او القومية ، بل المواطنة الصحيحة ، والكفاءة والاخلاص ، وعدم الارتباط بالارادات الخارجية ، أن حكومة المشاركة الحالية ، القائمة على المحاصصة المذهبية والقومية والدينية ، فشلت في خدمة الشعب العراقي وتلبية طموحاته ، بسبب التقاطعات الكبيرة بين المشاركين في الحكومة ، وبسبب ارتباط البعض من المشاركين في أجندات خارجية ، وتلبيتهم لأرادات الدول التي تدعمهم ، بحيث اصبح هؤلاء حجر عثرة في طريق تقدم العملية السياسية ، وباتت تصريحاتهم اليومية تقريبا مقرفة ومؤلمة للشعب العراقي ، مهما اضافوا عليها من تزويق كلامي، وتبريرات غير واقعية وغير مقبولة ، أذ انكشفت أوراق هؤلاء الى الشعب العراقي ، فوضعهم في خانة أعداء العراق ، واصبح مكشوفا الدعم الخارجي المقدم لهؤلاء لأسقاط المشروع السياسي الجديد في العراق ، أو تعويق تقدمه على أقل تقدير.
أن مشروع حكومة الأغلبية السياسية الذي دعى اليه السيد عمار الحكيم ، وقبله دعى اليه السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق ، وكذلك الرجال المخلصون للعراق ولمشروعه السياسي الجديد الذين يشاركون المالكي في الحكومة ، هو الخلاص والعلاج للوضع السياسي المتردي الذي وصلت اليه العملية السياسية ، ذلك لأنّ بعض المشاركين في الحكومة أصبحوا أعداء لها ، التخلص من هؤلاء المشاركين المعادين للعملية السياسية الجديدة اصبح ضرورة وطنية ومطلبا شعبيا ، أبعادهم يعني التخلص من تدخلات الدول الخارجية التي تدعم هؤلاء ، أو على الأقل تحجيم دورهم ، وعدم السماح لهم بعرقلة تشريع القوانين التي فيها خدمة للشعب ، وعدم السماح لهم بتعويق البناء ، وخير مثال على ذلك اليوم التدخل من قبل هؤلاء لتعويق تشريع القوانين الخدمية ،ومنها قانون البنى التحتية الذي فيه خدمة كبيرة للشعب العراقي ، بحجج واهية وضعيفة .
لقد اقتنع بعض السياسيين الوطنيين ولو أن قتاعتهم جاءت متأخرة ، أن لا حل للأزمة القائمة ألا بحكومة أغلبية سياسية ، وحكومة الاغلبية هو النتيجة الطبيعية للعملية الديمقراطية الحقيقية ، فهي استحقاق أنتخابي ، وثمرة حقيقة للممارسة الديمقراطية ، وفي رأيي ورأي الكثيرين ، اذا فشل مشروع حكومة ألأغلبية السياسية ، لابد من اللجوء لحل البرلمان ، وأجراء أنتخابات جديدة مبكرة ، للتخلص من بعض السياسيين الذين اأنكشفت أوراقهم وأرتباطاتهم بالدوائر الخارجية ، وانكشفت مشاريعم لتخريب العملية السياسية الجديدة في العراق ، وبعض هؤلاء متهمون بدعم ألأرهاب ، وتورط البعض منهم بشكل فعلي بسفك دماء الشعب العراقي ، وقد سمعنا من خلال وسائل ألأعلام بصدور مذكرات القبض بحق ثلاثة عشر نائبا في البرلمان العراقي ، متهمون بالأرهاب أو الفساد ، ونحن كمواطنين ندعو لتفعيل مذكرات القبض هذه ، ليحال هؤلاء الى القضاء ، كي ينال المتورط منهم جزاءه ، ويفرج عن المتهم البرئ، هؤلاء هم المشاركون في الحكومة ، وربما يوجد غيرهم لازال لم يكشف أمره ، فهل يعقل ان يسمح هؤلاء بتقدم عمل الحكومة لخدمة الشعب ؟
أن الشعب العراقي قد سئم من اللف والدوران من بعض السياسيين الذين يدّعون انهم يريدون حلا للأزمة ، وهم في الواقع يزيدونها تعقيدا ، وبعضهم لا يخفي حقده على شخص المالكي الذي يقود التيار الوطني لبناء العراق ، فهو لا يروق للسياسيين المرتبطين بالأجندات الخارجية ، أو الذين يشعرون بالحسد والغيرة منه بسبب نجاحاته الكبيرة التي قربته اكثر من الشعب العراقي ، وهذا ما اقلق البعض من السياسيين ، وبعض هؤلاء السياسين ليس عداؤه للمالكي شخصيا ، بل لكل من يتصدى لقيادة العملية السياسية الجديدة بعيدا عن التأثيرات الخارجية ، سواء كان المالكي أو غيرة من القادة الوطنيين ، لأن عداء هؤلاء للخط الوطني الذي يريد بناء العراق بعيدا عن النفوذ الخارجي ، وهؤلاء من أخطر السياسيين المشاركين في الحكومة .
هؤلاء السياسيون المعارضون بمختلف صنوفهم ، لا يمكنهم المشاركة في حكومة شراكة وطنية حقيقية ، لأنّ ارادتهم مرهونة بأرادات خارجية ، أو بأرادات شخصية مصلحية ضيقة ، لذا فقد اصبحوا حجر عثرة في طريق تقدم العملية السياسية الى الامام ، وباتوا يعرقلون أي قانون أو مشروع فيه خدمة للمواطنين ، والشعب بات يعرف هذه الحقيقة ، ولا سبيل لحل هذه ألأزمة الا باللجوء الى حكومة أغلبية سياسية معيار المشاركة فيها المواطنة والكفاءة ، وأصبح هذا المشروع مطلبا للشعب العراقي ، وشئ جيد أنْ صرح بهذه الحقيقة السيد عمار الحكيم ، وفي هذا الوقت بالذات ، بعد أن وصلت وسائل الحل الى طريق مسدود ، عليه فالشعب العراقي ، وجميع السياسيين الوطنيين مع دعوة السيد عمار الحكيم ، لتشكيل حكومة أغلبية سياسية . |